الغموض يكتنف الوضع الصحي لحسن نصرالله

الظهور الأخير للأمين العام لحزب الله وهو مرهق ونحيف وشاحب الوجه يطلق العنان لاستنتاجات وتكهنات إسرائيلية ولبنانية حول الوضع الصحي لنصرالله.
نصرالله تلقى العلاج في طهران من انسداد رئوي قبل 45 يوما
فريق إيراني في لبنان للإشراف على علاج نصرالله بعد تدهور صحته
مسؤولون في حزب الله ينفون إصابة نصرالله بكورونا ويؤكدون تعافيه تدريجيا
قناة المنار تؤكد أن نصرالله سيلقي كلمة الثلاثاء القادم

بيروت/الكويت - لا يزال الغموض يحيط بصحة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله بعد ظهوره الأخير في الخامس والعشرين من مايو الذي بدا فيه نحيفا ومرهقا وأقر خلاله بأنه يعاني أزمة صحية، ما أثار الكثير من التكهنات في الأوساط اللبنانية والإسرائيلية ذهب بعضها إلى استنتاج أنه ربما يكون قد أصيب بفيروس كورونا.

لكن مسؤولين في حزب الله نفوا صحة إصابته بكورونا وأنه سيلقي الأسبوع القادم كلمة جديدة، فيما قالت قناة المنار التابعة للحزب اليوم الخميس إن نصرالله سيتحدث الثلاثاء القادم عند الساعة الـ5:30 عصرا بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس القناة.

وتأتي هذه التطورات فيما تضاربت الأنباء عن وضعه الصحي، فبينما نقلت صحيفة 'الجمهورية' عن مصادر مقربة من نصرالله تأكيدها أنه خضع للعلاج من تحسس ربيعي والتهاب رئوي وأن صحته الآن "آخذة في التحسن"، كشف تقرير كويتي  (الخميس) أنه زار  العاصمة الإيرانية طهران قبل 45 يوما للعلاج من انسداد رئوي مزمن.

وذكرت صحيفة 'الجريدة'  الكويتية في عددها الصادر الخميس نقلا عن أحد مديري مستشفى 'خاتم الأنبياء' الإيراني التابع للحرس الثوري الخاص بمعالجة كبار المسؤولين، أن نصرالله كان في هذا المستشفى قبل شهر ونصف الشهر لتلقي العلاج من داء الانسداد الرئوي المزمن  وعاد إلى بيروت قبل أسبوعين.

وكشف المصدر ذاته أن الأطباء نصحوا نصرالله بقضاء فترة النقاهة في إيران تحت إشرافهم، غير أنه أصر على العودة إلى لبنان لقضائها في منطقة البقاع وبعد عودته تم الاتصال بالأطباء الذين عالجوه في إيران بسبب تدهور وضعه الصحي.

وتابع أن الفريق الطبي الإيراني الذي اشرف على علاجه قبل شهر ونصف الشهر، سافر بالفعل إلى لبنان لمساعدة أطباء لبنانيين كانوا يقومون بمعالجته، فيما يرجح أنه تم نقله لإحدى المستشفيات.

وأضاف أن الأطباء الإيرانيين الذين سافروا إلى لبنان لم يعودوا حتى الآن وهو ما يعني أنهم لم ينتهوا من علاج نصرالله الذي كان يعاني خلال كلماته الأخيرة من مشاكل صحية ملحوظة منها السعال وصعوبة التنفس.

ووفق الصحيفة، لا يزال الغموض يحيط بصحة الأمين العام لحزب الله بعد ظهوره الأخير الذي بدا فيه شاحبا ومرهقا.

وبحسب التقارير الصادرة من بيروت، فإن نصرالله مصاب بالتهاب في القصبة الهوائية يعاوده كل عام في هذا التوقيت، لكن الأعراض هذه المرة جاءت أقوى، في وقت تصر فيه مصادر الحزب على أنه يتعافي وحالته الصحية في تحسن.

ويحيط حزب الله الوضع الصحي لأمينه العام وتحركاته ومكان تواجده بالسرية التامة لأسباب أمنية منها مخاوف من أن تقوم إسرائيل باغتياله.

واغتالت إسرائيل في السابق عباس الموسوي ثاني أمين عام للحزب في 16 فبراير/شباط 1992 بعد كلمة ألقاها في إحياء الذكرى الثامنة لمقتل رفيقه الشيخ راغب، حيث رصدت قامت مروحيات إسرائيلية بقصف موكبه على طريق بلدة تفاحتا بصواريخ حرارية حارقة، فقتل مع زوجته ام ياسر (سهام الموسوي) وولدهما الصغير حسين.

كما اغتالت إسرائيل عدد من قادته العسكريين في سوريا بينهم عماد مغنية (في دمشق عام 2008) ومصطفى بدرالدين وسمير القنطار.

وفي يناير/كانون الثاني 2015 قتلت إسرائيل جهاد مغنية نجل القيادي السابق في الحزب عماد مغنية في منطقة القنيطرة جنوبي سوريا. وقتل في الهجوم الإسرائيلي قيادي آخر وقائد إيراني وعدد من عناصر حزب الله.

وخلافة نصرالله في حالة الوفاة أو المرض قد تكون محسومة سلفا وفق ترتيبات داخلية غير معلنة أو وفق ترتيبات إيرانية ضمانا لاستمرار التشكيل العسكري الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني في ثمانينات القرن الماضي وتحول إلى أقوى الجماعات المسلحة في لبنان والمنطقة وأحد أبرز الأذرع الإيرانية.