الغنوشي يوظف الأزمة الاقتصادية لتأليب الشارع على سعيد
تونس – قال زعيم حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي إن توسع الاحتجاجات في الشوارع من شأنه أن يحدث تغييرا مع التقاء "الشارع السياسي بالشارع الاجتماعي"، مشيرا إلى أن الظروف المعيشة القاسية ستدفع الناس للخروج، وأنه يعول كثيرا على هذه التحركات للعودة إلى الديمقراطية.
وأكد الغنوشي خلال اجتماع بقواعد الحزب في بنزرت شمال تونس، أن حركة الاحتجاجات لا يزال يسيطر عليها الشارع السياسي عبر احتجاجات جبهة الخلاص المعارضة.
وتابع زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان المنحل "لحظة التقاء الشارع الاجتماعي مع الشارع السياسي ستكون لحظة التغيير. الشارع السياسي وحده لن يفعل شيئا".
وتعد حركة النهضة أبرز خصوم الرئيس قيس سعيد وهي أبرز فصيل مكون لـ"جبهة الخلاص الوطني" التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات البرلمانية المقررة في 17 ديسمبر المقبل.
وتسعى جبهة الخلاص الوطني بقيادة أحمد نجيب الشابي والتي يعتبرها سياسيون واجهة سياسية لحركة النهضة الاسلامية، إلى استثمار الأزمة الاقتصادية ووضع اجتماعي متأزم لتأليب الشارع على الرئيس التونسي قيس سعيد، فيما تكابد تونس التي ورثت تركة ثقيلة من المشاكل والأزمات من مخلفات حكم العشرية الأخيرة التي يصفها محللون بـ"العشرية السوداء"، في مواجهة أزمة مالية حادة.
واتهم الغنوشي الرئيس قيس سعيد بأنه هو من يحرك الشارع الاجتماعي عبر سياسته التي فشلت في توفير المواد الأساسية للمواطنين، قائلا "لن نستعجل الأمور.. ظروف المعيشة القاسية ستدفع الناس للخروج".
وأقرّ زعيم حركة النهضة أن العشر سنوات الماضية لم تكن سنوات الازدهار الاقتصادي إلا أنه في المقابل لم يتم خلالها تسجيل أي فقدان "للزيت والسكر"، منتقدا وصف هذه الفترة "بالعشرية السوداء".
ولاحظ أن التقدم الاقتصادي يحتاج إلى استقرار سياسي وأن الهيئة الانتخابية السابقة هي من أوصلت قيس سعيد الى الرئاسة واصفا مسار 25 يوليو بالانقلاب. وقال إن الجهات الأجنبية تضغط على قيس سعيد للعودة إلى الديمقراطية ومجلس النواب، واصفا الرئيس التونسي المنتخب بـ "المنقلب".
وأكد الغنوشي أنه سيقاوم هذا المسار في إشارة إلى خارطة الطريق التي وضع ملامحها الرئيس سعيد، بعودة الديمقراطية، مشددا على أنه يعول على الشارع وعلى حركة الشارع.
وأشار إلى التحركات الاحتجاجية التي حصلت في مدينة جرجيس (جنوب شرقي) وحي التضامن (أحد أكبر الأحياء الشعبية في العاصمة) ووصفها بأنها التقاء بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي.
واعتبر ما حدث "التقاء المعارضات وضغط الوضع الاقتصادي على الناس وتطور الوضع الخارجي"، معتبرا أن كلها عوامل من شأنها الضغط على قيس سعيد.
وادعى الغنوشي أنه جنب البلاد حربا أهلية عام 2013 إثر لقاء عقده مع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي تمهيدا للحوار الوطني الذي "فشل عندما عمد الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إقصاء النهضة في حوار مماثل في شهر يناير من ذات السنة"، وفق شهادته.
وأردف بالقول "عندما تم إقصاء النهضة لم ينجح الحوار الذي أطلقه الاتحاد".
وتزايد منسوب العزلة السياسية للحركة خصوصا بعد القرارات الاستثنائية التي اتخذها قيس سعيد في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، والتي عجلت بتجميد نشاط البرلمان وحكومة هشام المشيشي التي كانت تدعمها النهضة وحلفاؤها.