الفلسطينيون يعلنون وسيط السلام الأممي غير مرغوب فيه

قطر نجحت في دق اسفين في العلاقات المتوترة بين فتح وحماس بتنسيقها مع نيكولاي ملادينوف وإسرائيل في تمويل شحنة وقود لكهرباء غزة وتجاهلها للسلطة الفلسطينية، في مسعى استهدف تقويض الرعاية المصرية لاتفاق المصالحة بين الحركتين.

قطر تستهدف تقويض الرعاية المصرية لاتفاق المصالحة الفلسطينية
الدوحة تسعى لإرباك اتفاق المصالحة الفلسطينية
الحكومة الفلسطينية تعتبر أن ملادينوف تجاوز الخطوط الحمراء
الموقف الفلسطيني من ملادينوف ناجم بالأساس عن تدخل قطري

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - أعلن مسؤول فلسطيني الخميس أن القيادة الفلسطينية لن تعمل بعد الآن مع مبعوث الأمم المتحدة للسلام متهما إياه بتخطي دوره عبر السعي إلى إبرام صفقة بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إنه قد تم إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن المبعوث الخاص نيكولاي ملادينوف "لم يعد مقبولا" لدى الحكومة الفلسطينية.

وأشار مجدلاني إلى أن ملادينوف "تجاوز دوره" في السعي لعقد اتفاقات بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على غزة، مضيفا أن الدور الذي يلعبه "يمس الأمن القومي الفلسطيني ووحدة الشعب الفلسطيني".

ولم يكن هناك تعليق فوري من ملادينوف أو تأكيد من الأمم المتحدة.

وكان ملادينوف يسعى إلى جانب مصر للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل، دون أن يشرك حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس المعترف بها دوليا في المفاوضات غير المباشرة.

وبالرغم من توقف المفاوضات بسبب ضغوط مارسها عباس إلى حد ما، فقد تم التوصل الثلاثاء إلى اتفاق محدود برعاية الأمم المتحدة تمول قطر بموجبه شحنات الوقود التي تحتاجها غزة لمدة ستة أشهر.

حماس وفتح وقعتا اتافق مصالحة برعاية مصرية
التدخل القطري في غزة استهدف بالأساس تعطيل الجهود المصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني

ولم تشارك حكومة عباس في هذه الصفقة أيضا وهذه الإستراتيجية التي يتبعها ملادينوف أغضبت السياسيين الفلسطينيين.

وتملك السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس شبه استقلالية في بعض أجزاء الضفة الغربية المحتلة، لكنها فقدت السيطرة على غزة بعد معارك مع حماس عام 2007.

ومنذ ذلك الوقت والمجتمع الدولي يتعامل فقط مع السلطة الفلسطينية التي اعترفت بإسرائيل ووقّعت سلسلة اتفاقات سلام معها، بينما خاضت حماس ثلاث حروب ضدها منذ عام 2008.

والموقف الفلسطيني من ملادينوف ناجم بالأساس عن تدخل قطري أجج الخلافات بين حركتي فتح وحماس ووضع عقبة جديدة في طريق تنفيذ اتفاق المصالحة المتعثرة الذي رعته القاهرة.

وتجاهلت قطر الجهات الفلسطينية الرسمية بأن مولت شحنة وقود لمحطة كهرباء غزة بالتنسيق مع إسرائيل و ملادينوف وحماس، في خطوة تشير إلى تحرك قطري يستهدف إرباك اتفاق المصالحة.

ومعلوم أن الدوحة الداعمة لجماعة الإخوان المسلمين تعادي النظام المصري الذي أطاح بحكم الإخوان في 2013 والذي يرعى حاليا المصالحة بين فتح وحماس.

ويبدو أن تحركها جاء في هذا التوقيت بالذات لإرباك الجهود المصرية وتأجيج الخلافات بين الفلسطينيين.

وإسرائيل هي الجهة الوحيدة المستفيدة من بقاء الخلافات والانقسامات بين الفلسطينيين ودفعت بشدة نحو إبقاء الوضع على حاله: سلطتان تديران الأراضي الفلسطينية المحتلة (في غزة والضفة الغربية).