الفلسطينيون ينعون بيتا للثقافة والفنون في غزة

صدمة كبيرة تعتري الشارع الفلسطيني بعد استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية مؤسسة المسحال الثقافية وإحالة متنفس الفنانين والشباب والأطفال إلى أنقاض.
استهداف الموروث الثقافي الفلسطيني نهج همجي للاحتلال
المسحال مقر لمجموعات ثقافية متنوعة أصبح ركاما من صدمة وحزن

غزة (الأراضي الفلسطينية) - على أنقاض مؤسسة سعيد المسحال الثقافية بمدينة غزة، التي دمّرتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، مساء الخميس توزّع أعضاء فرقة فنيّة فلسطينية بطريقة عشوائية، وبدأوا بترديد كلمات قصيدة "موطني".
فبعد أن كانت تلك الفرقة تتخذ من المسرح الفني، داخل مؤسسة "المسحال" مركزاً لأنشطتها الفنية، قدّمت عرضها اليوم على ركام تلك المؤسسة.
وبدا على أعضاء الفرقة والأطفال الذين أنصتوا لكلمات الأنشودة ورددّوها بصوت خافت، الحزن الشديد، بعد أن دمرت الطائرات الحربية المكان الذي قالوا إنه كان "يشيع الفرحة بينهم".
تحطيم للطموح 
تسود حالة من الصدمة الكبيرة لدى الأطفال الذين يرتبطون بأنشطة فنية داخل مؤسسة المسحال الثقافية، بعد تدميرها بشكل كامل.
محمد عبيد، منسق فرقة العنقاء للفنون (فرقة فلكلور فلسطيني تأسست عام 2005)، يقول "إن مقر هذه الفرقة كان بين جدران المسحال، واليوم فقدت الفرقة بيتها الأول".

وتعمل فرقة "العنقاء" على تدريب 25 شاب وشابة في قطاع غزة على أداء "الدبكة الشعبية الفلسطينية"، بحسب عبيد.
كما تعلّم الفرقة، وفق عبيد، أكثر من 300 طفل تتراوح أعمارهم بين (6-15 عاماً) على ممارسة فن الدبكة الفلوكلورية.
وتابع: "المساحة الوحيدة لأطفال غزة لتعلم الدبكة وهو هذا المكان الذي أحالته الطائرات الإسرائيلية إلى ركام".
وأشار عبيد إلى أن فرقة العنقاء "من أولى الفرق بغزة التي تأسست لتعليم الأطفال على أداء فن الدبكة، في مؤسسة المسحال".
واعتبر عبيد تدمير مؤسسة المسحال الثقافية "تدمير لطموح الأطفال والشبان في قطاع غزة".
وطالب عبيد العالم بالتحرك السريع لـ"محاكمة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب والثقافة الفلسطينية".
ودعا المجتمع العربي والغربي لـ"دعم المجالات الثقافية بغزة والمساهمة لإعادة إعمار مؤسسة المسحال".
وزارة الثقافة 
استنكرت وزارة الثقافة الفلسطينية في قطاع غزة تدمير مؤسسة المسحال الثقافية.

الفلسطينيون ينعون بيتا للثقافة والفنون في غزة
تدمير للثقافة التنويرية

وقال أنور البرعاوي، وكيل الوزارة، خلال مؤتمر صحفي عقده على ركام المؤسسة: "يأتي هذا التدمير في سلسلة من الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الموروث الثقافي الفلسطيني".
وأضاف: "سبق قصف المسحال، قصف مقر المكتبة الوطنية بمدينة غزة وتدمير قرية الفنون والحرف التابعة للبلدية".
وبيّن أن الجانب الإسرائيلي يعاني من حالة "فوبيا من الثقافة الفلسطينية ما يدفعه لتمدير المؤسسات التي تعنى بالثقافة".
وطالبت الوزارة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، وكافة المنظمات الثقافية العربية والدولية "التدخل بشكل عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال على الموروث الثقافي الفلسطيني، والذي يشكل جزءًا مهما من التراث الإنساني".
بدوره أعلن اتحاد عام المراكز الثقافية بغزة عن اعتزامه إطلاق "حملة وطنية ودولية لإعادة إعمار مؤسسة المسحال".
وتضم مؤسسة المسحال الثقافية بين جدرانها مقار العديد من المجموعات الثقافية مثل "مقر الجالية المصرية، ومقر فرقة العنقاء"، وغيرها.