الفنون التشكيلية تحتفي بالإبل في معرض 'كيف خُلقت' بجدة

الجمعية السعودية 'جسفت' تستقطب نخبة من أبرز الفنانين والفنانات في المملكة بلوحات تُعبر عن الجمل وعوالمه وارتباط العرب به.

الرياض - تتواصل المعارض والفعاليات الفنية التي يُنظمها فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت" بمدينة جدة والتي تستقطب فنانين من مختلف المدارس والأجيال.

وقال الفنان التشكيلي السعودي نذير ياوز مدير "جسفت" جدة إن عُشاق الفنون البصرية بالمدينة هذا الشهر كانوا على موعد مع المعرض التشكيلي "كَيْفَ خُلِقَتْ" والذي أقيم بالمركز السعودي للفنون التشكيلية وشارك فيه نخبة من أبرز الفنانين والفنانات بأعمال فنية تُعبر عن الابل وعوالمها وارتباط العرب بها.

وبحسب بيان، فقد حظي المعرض بإقبال كبير من الفنانين والنقاد ومُحبي الفنون، وتعددت مداخلات الحضور حول ما احتوى عليه من لوحات، حيث قال الشيخ عبدالرحمن بن صالح الشيبي نائب سادن الكعبة المشرفة الأسبق إن اختيار الإبل عنوانا للمعرض خطوة رائعة من أجل التفاعل مع مبادرة وزارة الثقافة للتعريف بدور الجمل في حياة المواطن السعودي مع ما يتوافق مع الرؤية الطموحة للعاهل السعودي الأمير محمد بن سلمان "رؤية 2030" التي تساهم في رفاهية السكان وجعل المملكة في مصاف الدول العظمي.

ووجه الشيخ عبدالرحمن بن صالح الشيبي الشكر للفنان نذير ياوز والأعضاء بالجمعية على جهودهم من أجل إقامة هذا المعرض الذي وصفه بالمتميّز.

وفي ذات السياق، قالت الفنانة التشكيلية الدكتورة إلهام ريس إنها استمتعت بمعظم الأعمال المشاركة وتلمست التنوّع والقوّة التعبيرية المنبثقة من حس إبداعي مرهف متمكن في الكثير منها.

وتحدثت ريس عن أعمال المعرض واعتماد بعضها علاقات التضاد في كنه الألوان وفي قيمها والتباين بين الأبيض والأسود في أعمال أخرى وفي شدتها وعلى الانسجام والتضاد بين مناطق الظلال والأضواء في البعض الآخر منها، مما أضاف لها بريقا وقوة جذب واستقطاب للمشاهد، إضافة إلى التنوّع التقني في أسلوب التناول للون.

 ومن جانبه اعتبر الفنان فهد باسودان معرض "كَيْفَ خُلِقَتْ" تجربة فنية فريدة ركّزت على الجمل باعبتاره رمزا ثقافيا مهما في العالم العربي، مضيفا أنه يعكس جماليات هذا الحيوان الرائع الذي يعتبر جزءًا أساسيًا من التراث العربي ويجسد الصمود والقدرة على التكيف مع البيئة القاسية.

يُذكر أن المعرض كان قد احتوى على مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تتناول الإبل من زوايا مختلفة للوحات التشكيلية والمجسمات، فكل عمل يروي قصة خاصة ويعكس العلاقة العميقة بين الإنسان والجمل عبر العصور.

وقد استخدم الفنانون المشاركون في الفعالية تقنيات حديثة وتعبيرية لإبراز جمال الإبل سواء من خلال الألوان الزاهية أو الأشكال الهندسية. كما يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الحيوان في الثقافة العربية وكيف ساهم في تشكيل الهوية والتراث، إضافة الى أن الزوار سيتمكنون من استكشاف الجوانب المختلفة له والتفكير في دوره في حياتنا اليومية.

وقالت الفنانة ميس صلاحيه إن من دواعي سرورها أن تشارك في هذا المعرض وتمثلت مشاركتها في لوحة استحضرت من خلالها عظمة وجمال الإبل، هذا المخلوق الذي يمثل رمزًا للصبر والقوة في البيئة الصحراوية.

ولفتت صلاحيه إلى أنها اختارت اللون الذهبي لتلوين الجمل وذلك لما يحمله هذا اللون من دلالات مرتبطة بالقيمة والهيبة وما يمثله من رمزية ودلالة على التألق والخلود، إضافة إلى ما يعكسه في العمل الفني من قدسية الخلق وروعة الإبداع الإلهي.

وأضافت بأن الإبل ليست مجرد مخلوق تقليدي في ثقافتنا، بل هو كائن له مكانة خاصة في القرآن الكريم والتاريخ العربي، حيث تجسد القدرة على التكيف والصمود، مشيرة الى أنها استلهمت تلك اللوحة من الآية الكريمة "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"، لتكون دعوة للتأمل والتفكر في عظمة الخلق ومحاولة لتسليط الضوء على العلاقة الفريدة بين الإنسان والطبيعة التي أبدعها الله، وأنها حرصت على إبراز الأهمية الرمزية لهذا المخلوق في التراث العربي والإسلامي وكيف أن جماله يتجاوز مجرد البعد المادي ليصل إلى الروحانية.