القاهرة تفتتح ملتقى الرواية في عصر المعلومات

وزيرة الثقافة المصرية تقرر رفع قيمة جائزة ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي إلى ربع مليون جنيه مصري.
جابر عصفور يتذكر الجلسة الافتتاحية الأولى للملتقى عام 1998 وكان بمناسبة مرور 10 سنوات على حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل
سعيد يقطين: رغم كل ما يطرأ على أوطاننا فإن هناك دائما روحا للأمل والتفاؤل
إيناس عبدالدايم: الجائزة التي يمنحها الملتقى ساهمت في تعزيز مصداقية هذا الحدث الأدبي الكبير

افتتح المجلس الأعلى للثقافة - صباح السبت - ملتقى القاهرة الدولى للإبداع الروائى العربى فى دورته السابعة (دورة الطيب صالح) تحت عنوان "الرواية فى عصر المعلومات".
ورحب د. سعيد المصرى (أمين عام المجلس الأعلى للثقافة) فى بداية كلمته بالمشاركين خاصة الذين تكبدوا عناء السفر لحضور هذا الملتقى، وقال إن أمانة المجلس تلقت كما هائلا للمشاركة مصريا وعربيا، فكانت صعوبة الاختيار، وأوضح أن عدد المشاركين بلغ 261 مشاركا (122 من 20 دولة عربية، و139 من داخل مصر) فكان التمثيل لكل أطياف الرواية والنقد الروائي، وأكبر تمثيل جغرافي متوازن من الأقطار العربية، ذلك أن الرواية تمثل عقل وخيال أمتنا العربية.
وأوضح أن الدورة الأولى لهذا الملتقى انطلقت لأول مرة عام 1998، وأشار إلى أنه خلال ثلاثة أشهر سوف تتم طباعة كل أعمال الملتقى في مجلد ضخم يعد مرجعا علميا للإبداع الروائي والبحث النقدي.
أما د. جابر عصفور (رئيس اللجنة المقررة للملتقى) فأوضح أنه يعيش أسعد أيام حياته حيث شهد عام 2019 مجموعة من الاحتفالات المهمة في تاريخ الثقافة المصرية، حيث الاحتفال بمرور ستين عاما على إنشاء وزارة الثقافة المصرية التي أنشئت تحت رعاية الراحل الدكتور ثروت عكاشة، والاحتقال بمرور مائة عام على الثورة الأم، ثورة 1919، ثم الاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي أسسته الدكتورة سهير القلماوي، فضلا عن الاحتقال مرور عشرين عاما على بداية ملتقى القاهرة للإبداع الروائي، وعلى الرغم من رحيل عدد من كبار المبدعين والنقاد، لكننا نسير في المسيرة ونرى أجيالا متعاقبة من المبدعين والنقاد. وأوضح عصفور أن هذا يدل على أن الأدب العربي والإبداع العربي بخير. 

متلقى القاهرة للإبداع الروائي
تمثيل جغرافي متوازن 

ويتذكر عصفور الجلسة الافتتاحية الأولى لهذا المتلقى في دورته الأولى عام 1998 وكان ذلك بمناسبة مرور عشر سنوات على حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، فكان لا بد من الاحتفاء بهذا الفن الروائي. وتم دعوة عدد كبير من المبدعين العرب للمشاركة في هذه الاحتفالية. كما يتذكر د. إحسان عباس الذي ترأس الجلسة العلمية الأولى في هذا الملتقى، الذي فاز بجائزته المبدع الراحل عبدالرحمن منيف، وفي الدور الثانية 2003 فاز المبدع صنع الله إبراهيم بالجائزة ولكنه رفضها وأدان السياسة التي تدير البلاد في ذلك الوقت. وفي عام 2005 ذهبت الجائزة للروائي السوداني الطيب صالح الذي ألقى خطابا رائعا في هذا الملتقى.
وفي دورة 2008 فاز إدوار الخراط، فكان هذا الفوز إضافة جديدة ورائعة للحداثة في مصر وللرواية العربية. وفي عام 2010 يحصل على الجائزة الروائي الليبي إبراهيم الكوني تأكيدا حيويا لمحبة التجريب في الرواية والبحث عن آفاق جديدة. وفي عا 2015 حصل على الجائزة الروائي المصري بهاء طاهر، متمنيا له الشفاء والعودة إلى المساهمة في الحياة الثقافية مرة أخرى.
وأكد الدكتور جابر عصفور أننا نعيش زمن الرواية العربية، وهذا لا يلغي وجود القصة العربية. ويرى أن هذا اليوم يستحق أن نفخر فيه بإنجازات الرواية العربية التي أصبحت مترجمة لكثير من اللغات الحية، حيث امتلأت رفوف مكتبات الكثير من البلاد بترجمات متعددة للرواية العربية.
وقال عصفور إنه يحمد الله على كل ذلك ويتطلع إلى الملتقى الثامن للإبداع الروائي، ويتطلع لأن يكون عن مواجهة الرواية للإرهاب الديني.
وأكد عصفور على مقولة نجيب محفوظ التي أطلقها عام 1945 أن الرواية هي شعر الدنيا الحديثة، حيث تحتفل الرواية بالمعرفة وقوة المعلومات.

كما ألقى الناقد المغربي الدكتور سعيد يقطين كلمة المشاركين في الملتقى، وقال: رغم كل ما يطرأ على أوطاننا فإن هناك دائما روحا للأمل والتفاؤل، وهذا الملتقى يؤكد ما رأيناه في مصر بأن المسيرة مستمرة ومتواصلة. ويرى يقطين أن محاور الملتقى مثيرة للنقاش، حيث ترتبط براهن الرواية العربية ومستقبلها، فكل المحاور متعددة الأبعاد والزوايا ومفتوحة على المستقبل، كما أنها تعبر عن لحظة جديدة، فالوسائط الجديدة أحدثت تحولات كبرى،ـ وهي مرشحة لإحداث متغيرات أكبر، والمطلوب هو تحديث أسئلتنا وتطوير تقنياتنا. 
وأكد يقطين أن الملتقى سيفرز أسئلة مهمة عن الرواية، لأننا أمام مرحلة جديدة، وكل المشاركين يدركون أن طرح أسئلة جديدة يستدعي حلولا جديدة.
وفي ختام افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي رحبت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية بجميع المشاركين، وأكدت أن القاهرة تحتضن هذا الملتقى باعتبارها منشأ الرواية العربية، وأن الجائزة التي يمنحها الملتقى ساهمت في تعزيز مصداقية هذا الحدث الأدبي الكبير. لذا قررت وزارة الثقافة رفع قيمة تلك الجائزة إلى ربع مليون جنيه مصري (حوالي 15 ألف دولار أميركي) وكانت قيمتها قبل ذلك مائة ألف جنيه مصري (حوالي 6 آلاف دولار أميركي).
يذكر أن ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي سوف يستمر حتى الأربعاء 24 أبريل/نيسان الجاري.