القتال بين حماس وإسرائيل يدخل صراع النفوذ بين واشنطن وموسكو

روسيا تنتقد إرسال واشنطن لحاملة طائرات إلى شرق المتوسط لدعم إسرائيل قائلة إن هناك خطرا كبيرا لتورط أطراف ثالثة في الصراع بينما تسعى موسكو لاستغلال التطور العسكري لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
موسكو تحاول شيطنة التواجد الأميركي في منطقة الشرق الأوسط
موقف روسيا من التطورات يكشف برود في العلاقات الروسية الاسرائيلية

موسكو - دخلت الحرب المفتوحة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي مجال الصراع الجيوسياسي الدولي بين الولايات المتحدة وروسيا حيث يعتقد مراقبون أن التطورات في الأراضي الفلسطينية ستكون جزءا من صراع النفوذ بين موسكو وواشنطن بعد الحرب الأوكرانية فالمواقف الروسية تغيرت تجاه العديد من الملفات الدولية منذ أن سعى الغرب لفرض عقوبات عليها في محاولة لعزلها.
ويعتقد أن موقف موسكو سيكون أكثر حدية بعد إعلان واشنطن إرسال حاملة طائرات الى شرق المتوسط وتقديم دعم عسكري للدولة العبرية في محاولة لاستمالة مشاعر الشعوب العربية وكذلك دعم التحالف مع إيران واذرعها في المنطقة فيما يرى مراقبون أن روسيا لن تبتعد عن موقف الحياد في الملف رغم محاولتها استغلال التطورات لصالح نفوذها لكن دون إثارة غضب إسرائيل.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله اليوم الاثنين إن هناك خطرا كبيرا لتورط أطراف ثالثة في الصراع الدائر بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين.
وتأتي تصريحات بيسكوف ردا على أنباء أفادت بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بإرسال حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد إلى شرق البحر المتوسط لإظهار الدعم لإسرائيل إضافة توجيه معدات عسكرية وذخائر.
وفي خضم صراع النفوذ بين الغرب وروسيا في منطقة الشرق الأوسط تحاول موسكو شيطنة التواجد الأميركي في منطقة الشرق الأوسط ملمحة انه يزيد من تاجيج الصراع المسلح وداعية الى ضرورة الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وأوضح بيسكوف ان موسكو قلقة من التوتر القائم بين فلسطين وإسرائيل، مبيناً أن الاشتباكات هذه قابلة للتصعيد والتوسع.
وأضاف في تصريحات صحفية من موسكو، الاثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط لإجراء مباحثات مع قادة إسرائيل أو فلسطين، لافتاً إلى إمكانية إجراء اتصالات في حال دعت الحاجة لذلك.
وأكد أن روسيا "تشعر بقلق عميق" إزاء التوتر القائم بين إسرائيل وفلسطين، مشدداً على ضرورة توجيه هذا التوتر إلى منحى السلام.
وأردف "في حال استمرار دوامة العنف هذه، فإن الاشتباكات قابلة للتصعيد والتوسع. وهذا تهديد كبير بالنسبة للمنطقة، لذا فإننا قلقون للغاية".
وقد غاب الإجماع في مجلس الأمن الدولي، مساء الأحد، بشأن دعوة الولايات المتحدة إلى إدانة "حازمة" للهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل صباح السبت حيث لمحت واشنطن لدور موسكو في عرقلة هذا الاجماع.
وقال مساعد السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية، روبرت، وود بعد الجلسة: "دان عدد كبير من الدول هجمات حماس.. لكن من الواضح، ليس جميعه مضيفا "يمكنكم بالتأكيد تحديد إحدى تلك الدول دون أن أقول أي شيء" في اشارة الى روسيا.
واتهمت تقارير صحفية ايران حليفة روسيا بالتخطيط لعملية طوفان الاقصى مع حزب الله وحركة حماس فيما تعمل موسكو وطهران على تعزيز تحالفهما العسكري ما يثير مخاوف الغرب.
ورغم برود العلاقات الروسية الإسرائيلية بعد الحرب في اوكرانيا والحديث عن دعم الدولة العبرية لكييف لكن موسكو لا تريد إبداء دعم صريح للفلسطينيين وتخير دائما الحياد لكن الموقف الروسي لا يزال يحمل إسرائيل جزاء من مسؤولية التصعيد برفض خيار الدولتين.