القلق خلال الجائحة يستضعف النساء والشباب

دراسة دولية ترصد 76 مليون حالة إضافية من الاضطرابات المرتبطة بالقلق و53 مليون حالة من الاضطراب الاكتئابي الكبير مع انتشار كوفيد، في نتائج تسلطت الضوء على 'الحاجة الملحة لتقوية أنظمة الصحة العقلية بغية معالجة العبء المتزايد' الناجم عن الفترة الماضية.

لندن - خلصت دراسة نشرت بدورية لانسيت الجمعة إلى أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى زيادة في حالات القلق واضطرابات اكتئابية كبيرة في أنحاء العالم، خاصة لدى النساء والشباب.

وقال الباحثون إن الشباب عانوا في ظل بعدهم عن أصدقائهم نتيجة إغلاق أماكن الدراسة، ووجد العديد من النساء أنفسهن يتحملن العبء الأكبر من الأعمال المنزلية ويواجهن مخاطر عنف أسري أكثر.

كما أن البلدان التي سجلت معدلات عالية في الإصابات والوفيات وفرضت قيود إغلاق صارمة قد ارتفعت فيها نسب  الإصابة بأمراض الاكتئاب والتوتر والقلق.

وسجلت الدراسة ، التي قادها أكاديميون بجامعة كوينزلاند في أستراليا، 76 مليون حالة إضافية من الاضطرابات المرتبطة بالقلق و53 مليون حالة من الاضطراب الاكتئابي الكبير مع انتشار كوفيد-19 في 2020.

وأوضح المشرف الرئيسي على الدراسة أن نتائج البحث قد سلطت الضوء على "الحاجة الملحة لتقوية أنظمة الصحة العقلية بغية معالجة العبء المتزايد الناجم عن اضطرابات الاكتئاب الشديد والقلق في جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "إن تلبية الطلب الإضافي على خدمات الصحة العقلية بسبب كوفيد-19 سيكون أمرًا صعبًا، لكن عدم اتخاذ أي إجراء لا ينبغي أن لا يكون خيارًا".

المسؤوليات الإضافية للرعاية والمنزلية تميل لأن تقع على عاتق النساء،

وقبل تفشي الجائحة كانت التقديرات تشير إلى حدوث 193 مليون حالة اكتئاب و298 مليون حالة قلق، لكنها الدراسة الجديدة أوضحت وجود ارتفاع بنسبة 28 في المائة و26 في المائة على التوالي العام الماضي ، حيث شكلت فئة النساء الجزء الأكبر من تلك الزيادات.

وقالت أليز فيراري المشاركة في إعداد الدراسة "للأسف، ولأسباب عدة، النساء كن دائما الأكثر عرضة للتأثر بالتبعات الاجتماعية والاقتصادية للجائحة.

"المسؤوليات الإضافية للرعاية والمنزلية تميل لأن تقع على عاتق النساء، ولأن النساء أكثر عرضة لأن يكن ضحايا للعنف الأسري الذي زاد في مراحل مختلفة من الجائحة".

وأضافت أن إغلاق المدارس وغير ذلك من القيود حد  من "قدرة الشباب على التعلم والتفاعل مع أقرانهم".

شمل البحث 48 دراسة أجريت سابقا من مختلف أنحاء العالم، وعمل على تجميع نتائجها في تحليل إحصائي لتحديد مدى انتشار اضطرابات الصحة العقلية في 204 من الدول والمناطق في 2020.

وأقر الباحثون بأن دراستهم كانت محدودة بسبب نقص البيانات عالية الجودة بشأن تأثيرات الوباء على الصحة النفسية في أجزاء كثيرة من العالم، ولا سيما البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مشيرين إلى أن النتائج يجب التعامل مع بحذر جراء ذلك.

واستندت معظم البيانات المتاحة إلى مقاييس الأعراض المبلغ عنها ذاتيًا والتي تقدر فقط الحالات المحتملة لاضطراب الاكتئاب الشديد واضطرابات القلق.