الكاظمي يتنقل بين طهران والرياض لدفع جهود المصالحة

مسؤول عراقي: رئيس الوزراء سيناقش خلال الزيارتين الرسميتين مواضيع مهمة للغاية تتعلق بالوساطة العراقية الهادفة إلى إحياء العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران.

بغداد - وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى مدينة جدة مساء اليوم السبت في زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية لم يعلن عنها مسبقا، ثم يتبعها بزيارة أخرى إلى إيران غدا الأحد. وكان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ووزير التجارة ماجد بن عبدالله القصبي.

وتأتي زيارة الكاظمي للسعودية ثم إيران في إطار وساطة لاستئناف العلاقات بين القوتين الإقليميتين المتنافستين التي توقفت عام 2016، وفق مصدر من الحكومة العراقية.

وعقدت خمس جولات من المحادثات بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين في الأشهر الأخيرة في العراق الذي يشترك في حدود مع البلدين.

وفي ختام الجولة الخامسة من المفاوضات في أبريل/نيسان، قال مصطفى الكاظمي إنه مقتنع بأن "التفاهم بات قريبا" بين الرياض وطهران، القوتين اللتين تتهم كل منهما الأخرى بزعزعة استقرار الشرق الأوسط.

في إطار هذه الجهود، يزور الكاظمي العاصمتين على رأس "وفد رفيع المستوى"، بحسب ما أفاد مسؤول في الحكومة طالبا عدم كشف هويته. ولم يحدد المصدر هوية المسؤولين الذين سيلتقيهم الكاظمي.

وأضاف المسؤول العراقي أنه خلال الزيارتين الرسميتين "ستتم مناقشة مواضيع مهمة للغاية تتعلق بالوساطة العراقية الهادفة إلى إحياء العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران".

وأكد أن "الزيارتين لا تتعلقان بالشؤون السياسية الداخلية للعراق"، لافتا إلى أن "محادثات تشكيل الحكومة الجديدة (العراقية) لا علاقة لها بالزيارتين".

وقطعت السعودية السنية وإيران الشيعية العلاقات عام 2016 بعد أن هاجم محتجون في الجمهورية الإسلامية سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد اثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد ادانته بتهم تتعلق بالإرهاب.

وأجرت القوتان المتنافستان مفاوضات تم الإعلان عنها لأول مرة في أبريل/نيسان 2021، في تطور جاء في خضم متغيرات جيوسياسية من بينها فوز الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وكان ولي العهد السعودي قد عبر في ابريل/نيسان من العام الماضي في مقابلة مطولة مع قناة 'السعودية' الرسمية عن رغبة بلاده في إقامة علاقات "مميزة" مع جارتها إيران، مضيفا حينها "في الأخير إيران دولة جارة وكل ما نطمح أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران".

وتابع "لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار"، مضيفا أن "إشكاليتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها طهران سواء من برنامجها النووي أو دعمها لميليشيات خارجية عن القانون في بعض دول المنطقة أو برنامج صواريخها البالستية".

وكانت صحف إيرانية قد أفادت في مارس/اذار بـ"تعليق" الحوار بعد إعلان الرياض إعدام 81 شخصا على خلفية جرائم مرتبطة بـ"الإرهاب" بينهم أشخاص على صلة بالمتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران في حربهم ضد القوات الحكومية المدعومة من السعودية.

ومطلع الشهر ذاته، دافع ولي العهد السعودي عن سياسة "تعايش" مع إيران ولقي تصريحه ترحيبا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي رأى فيه "استعدادا" من الرياض لإعادة العلاقات مع بلاده.