الكويت تبرم صفقة طويلة الأمد لاستيراد الغاز من قطر

قطر لم تتمكن بعد من إيجاد العملاء لشراء جميع الكميات الإضافية الناجمة عن زيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 64 بالمئة إلى 126 مليون طن سنوياً.

الكويت – وقعت مؤسسة البترول الكويتية اتفاقية طويلة الأمد مع شركة قطر للطاقة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاما للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على توليد الطاقة بالبلاد، وهي الثانية من نوعها التي ستساعد في تخفيف الضغط على محطات الكهرباء التي أُجبرت بالفعل على خفض الإنتاج هذا الصيف.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مصدر مطلع قوله إن قطر التي تعد بالفعل أكبر مورد إلى الكويت بموجب عقد قائم يمتد حتى عام 2035، ستبدأ إرسال الشحنات بموجب الصفقة الجديدة العام المقبل.

واضطرت الكويت إلى قطع إمدادات الكهرباء في وقت سابق من هذا العام، في سابقة نادرة الحدوث بالنسبة للدولة النفطية في الشرق الأوسط حيث أدى ارتفاع درجة الحرارة في الصيف إلى زيادة الطلب، ولم تتمكن إمدادات الغاز من مواكبة الطلب.

وحذرت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة من احتمال تنفيذ قطع منظم للكهرباء في بعض المناطق خلال الأشهر التي ترتفع خلالها درجة الحرارة.

وستُضاف الصفقة إلى اتفاقيات وقعتها قطر مع شركات بما في ذلك "توتال إنرجيز" و"شل" و"تشاينا بتروليوم اند كيميكال كورب" و"سي بي سي كورب" التايوانية، في حين تعمل على تنفيذ مشاريع ضخمة لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال.

مع ذلك، لم تتمكن قطر بعد من إيجاد العملاء لشراء جميع الكميات الإضافية الناجمة عن زيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 64 بالمئة إلى 126 مليون طن سنوياً. كما تخطط الدوحة لرفع القدرة الإنتاجية وتعمل حالياً على تطوير أكبر حقول الغاز في العالم "حقل الشمال" لزيادة الطاقة الانتاجية بنسبة 84 بالمئة وصولاً إلى 142 مليون طن بنهاية عام 2030.

وذكرت رويترز الأسبوع الماضي أن قطر للطاقة تجري محادثات مع مؤسسة البترول الكويتية حول اتفاق لتزويد الكويت بثلاثة ملايين طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال على مدى 15 عاما.

كما كشف مصدر نفطي لصحيفة "الأنباء" الكويتية أن مؤسسة البترول تمكنت من توفير نحو مليار دولار، وذلك من خلال شراء 31 شحنة فورية من الغاز الطبيعي المسال خلال السنة المالية 2023/2024 بأسعار تنافسية لتزويد وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالغاز الطبيعي المسال بدلا من استهلاك الديزل.

وقال إن المؤسسة تقوم بالتفاوض وبشكل دوري مع مزودي الغاز الطبيعي المسال لإبرام عقود استيراد طويلة الأجل، سعيا منها لتغطية الاحتياجات المحلية بأعلى كفاءة وأقل تكلفة ممكنة، حيث يتم استقبالها في المرافق الدائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال في منطقة الزور والتي تضم 8 صهاريج تخزين تعد الأكبر حجما في العالم، بالإضافة إلى رصيفين لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

وقالت وزارة الكهرباء الكويتية في وقت سابق من الشهر الجاري إن وحدات معالجة الغاز في شركة البترول الوطنية الكويتية توقفت تماماً، مما أثر على الإمدادات إلى التوربينات في محطتين لتوليد الكهرباء ومرافق تحلية المياه. وأوضحت الوزارة أنها اضطرت إلى إيقاف بعض وحدات توليد الكهرباء في محطتي الصبية والدوحة الغربية.

والزيادة في الطلب على الغاز تأتي بعد أن قررت الكويت التخلص التدريجي من حرق النفط لإنتاج الكهرباء. وعززت الاستهلاك بما يتجاوز إنتاجها المحلي بكثير.

واستوردت الكويت 6.3 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في عام 2023، بما في ذلك شحنات من خلال السوق الفورية، حسب بيانات تتبع السفن التي رصدتها "بلومبرغ". 

وقال المصدر إن الكويت تتوقع أن يبلغ طلبها على الغاز الطبيعي المسال 14 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035، كما يشير حجم البنية التحتية للاستيراد. وافتتحت محطة بسعة 22 مليون طن سنوياً في عام 2021، وهي أول منشأة دائمة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال على الخليج العربي.