المال يشتري الأصدقاء بالتأكيد!

دراسة حديثة تجد أن الناس يميلون إلى زيادة انخراطهم في الأنشطة الاجتماعية بعد حصولهم على دخل إضافي، مما يسمح لهم بتكوين صداقات جديدة على المدى الطويل.
زيادة الدخل اللازمة لشراء صديق إضافي تقارب 5000 دولار أميركي
الأصدقاء متشابهون بشكل استثنائي في كيفية إدراكهم للعالم من حولهم والاستجابة له
نقصان دخل الشخص قد يؤدي إلى زيادة الاتصال بالأصدقاء والأقارب

لندن - كشفت دراسة جديدة أن المال قد لا يشتري لك السعادة كما تدعي الحكمة الشهيرة، لكنه بالتأكيد يمكن أن يشتري لك أصدقاء جددا.
درس باحثون من جامعة فيتنام الوطنية في هانوي تأثير أرباح اليانصيب على الدوائر الاجتماعية لخمسة آلاف شخص في خمس مدن ومقاطعات فيتنامية.
ووجد البحث أن الفائزين باليانصيب يميلون إلى اكتساب المزيد من الأصدقاء على المدى الطويل، ويتم تكوينهم خارج أماكن العمل.
وقال الاقتصادي التنموي نجوين فيت كيونغ قائد فريق البحث إنه باستخدام مكاسب اليانصيب، يستطيع الناس زيادة انخراطهم في الأنشطة الاجتماعية - مما يسمح للناس بتكوين صداقات جديدة على المدى الطويل.
وسُئل المشاركون عن عدد أصدقائهم وزملائهم في العمل ومقدار ما ينفقونه في التواصل الاجتماعي.
وجمع الاستطلاع أيضا معلومات عن نفقات الأسرة على تذاكر اليانصيب، وكتب الدكتور كيونغ في ورقته البحثية: "وجدنا تأثيرا إيجابيا من أرباح اليانصيب على عدد الأصدقاء".
ويضيف بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "يميل الناس إلى زيادة عدد الأصدقاء غير الزملاء والأصدقاء على المدى الطويل، بدلا من عدد الأصدقاء بين الزملاء أو الأصدقاء الجدد".

يمكن للشخص التنبؤ بمن هو صديق محتمل له بمجرد النظر في كيفية استجابة دماغه لمقاطع الفيديو

ويوضح الباحث "تشير تقديراتنا إلى أن زيادة الدخل اللازمة لشراء صديق إضافي تقارب 5000 دولار أميركي".
واقترح الدكتور كيونغ أن البحث المستقبلي قد يستكشف تأثير صدمة الدخل "السلبية" - مثل النفقات الكبيرة غير المتوقعة أو خفض الأجور - على حجم الدائرة الاجتماعية للفرد.
وتكهن الدكتور كيونغ بأن "صدمة الدخل السلبية، وهي شائعة أيضا، قد لا تقلل بالضرورة من عدد الأصدقاء، لكن صدمة الدخل السلبية تؤدي إلى انخفاض في الاستهلاك، وربما الاكتئاب".
وتشير الدراسات إلى أن الصداقات يمكن أن تخفف من حدة الاكتئاب وإذا كان الأمر كذلك، فقد تؤدي صدمة الدخل السلبية إلى زيادة الاتصال بالأصدقاء والأقارب.
ووجدت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية دارتموث الأميركية أن الأصدقاء متشابهون "بشكل استثنائي" مع بعضهم البعض في كيفية إدراكهم للعالم من حولهم والاستجابة له.
وكشفت النتائج أن الاستجابات العصبية المماثلة هي الأقوى بين الأصدقاء، ويبدو أن هذا النمط يظهر عبر مناطق الدماغ المشاركة في الاستجابة العاطفية وتوجيه انتباه الفرد والتفكير عالي المستوى.
وحتى عندما قام الباحثون بالتحكم في المتغيرات العمر والجنس والعرق والجنسية كان التشابه في النشاط العصبي بين الأصدقاء لا يزال واضحا. 
وهذا التشابه في الاستجابة العصبية يتناقص مع زيادة المسافة في الشبكات الاجتماعية في العالم الحقيقي.
ووجد الباحثون أنه يمكن للشخص التنبؤ بمن هو صديق محتمل له بمجرد النظر في كيفية استجابة دماغه لمقاطع الفيديو.
وقد تعود هذه الظاهرة إلى حقيقة أن الأفراد يميلون إلى تكوين صداقات مع آخرين يشبهونهم، وقد ينعكس التشابه بين الأصدقاء على أوجه التشابه في كيفية إدراكنا للعالم وتفسيره واستجابتنا له.