المبعوث الأميركي إلى اليمن يقلل من جدوى الحل العسكري لردع الحوثيين

تيم ليندركينغ يؤكد أنه في نهاية المطاف لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي لوقف هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.

صنعاء - قلّل تيم ليندركينغ المبعوث الأميريكي الخاص إلى اليمن من جدوى الحل العسكري في وقف الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن والناقلات في البحر الأحمر، مشددا على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي، فيما يلتقي هذا الموقف مع عديد التحذيرات من أن العمليات التي ينفذها التحالف البحري الدولي لحماية الملاحة البحرية قد تعطي نتائج معاكسة من بينها مزيد التصعيد واكتساب المتمردين لدعم شعبي لطالما بحثوا عنه.

وقال تيم ليندركينغ اليوم الأربعاء إن تصنيف جماعة الحوثي اليمنية جماعة إرهابية يضع ضغوطا إضافية على الجماعة المتحالفة مع إيران وربما يثنيها عن شن هجمات على السفن، لكن في نهاية المطاف لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي.

ويهاجم الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية وأغلب المناطق المكتظة بالسكان، حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني، فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تنفيذ هجمات انتقامية منذ فبراير/شباط.

وأوضح ليندركينغ أن هدف الهجمات هو تدمير قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن. وقال بعد عقد اجتماعات في السعودية وعُمان إن هجمات الحوثيين تقوّض التقدم المحرز في عملية السلام في الصراع اليمني الأشمل وتابع "نفضل الحل الدبلوماسي، نعلم أنه لا يوجد حل عسكري".

وأردف أن توسط السعودية بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا "يمنحنا بعض الأمل في أنه يمكننا استغلال هذه اللحظة لتجاوز التوتر الحالي"، مشيرا إلى تراجع عدد السفن التي بوسعها أن ترسو في ميناء الحديدة اليمني بنسبة 15 بالمئة، وهو ما يعرقل المساعدات الإنسانية.

ووجه استهداف المتمردين للملاحة في البحر الأحمر ضربة موجعة إلى جهود إحلال السلام في اليمن، فيما أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية في  18 مارس/آذر الماضي "توقف خارطة الطريق الأممية لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بسبب تسعيد ميليشيا الحوثي في الممر البحري الحيوي".

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أعلن في نهاية العام الماضي التزام الحكومة والحوثيين بمجموعة تدابير ضمن خارطة طريق تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار في عموم البلاد وتحسين ظروف معيشة اليمنيين.
وقال مكتب غروندبرغ في بيان حينها "بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض مسقط، بما في ذلك رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي وكبير مفاوضي الحوثيين محمد عبدالسلام، رحب المبعوث الأممي بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن".
لكن غروندبرغ أقرّ خلال إحاطة لمجلس الأمن في 15 مارس/آذار الجاري بتعقّد الأزمة في اليمن إثر استهدف الحوثيين للملاحة البحرية، لافتا إلى أن "عملية الوساطة باتت أكثر تعقيدا".

والعام الماضي تكثفت مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء وجولات خليجية للمبعوثين إلى اليمن الأميركي تيم ليندركينغ، والأممي هانس غروندبرغ.
ولعبت السعودية دورا هاما في محاولة تقريب وجهات النظر بين المتحاربين في اليمن على وقع عودة علاقاتها مع إيران الداعم الأكبر للحوثيين.

ويشهد اليمن، منذ نحو عامين، تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية وقوات الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وميدانيا قتل 11 جندياً من القوات اليمنية وأصيب آخرون بجروح فجر اليوم الأربعاء بهجوم للمتمردين الحوثيين في جنوب البلاد، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية في القوات الحكومية اليمنية.

وقال المتحدث باسم القوات الجنوبية المنضوية تحت لواء الحكومة العقيد محمد النقيب "قتل 11 من القوات الحكومية بعدما تمكنّا من كسر الهجوم الحوثي المباغت".

وأكد مسؤول عسكري آخر أن "القوات الحكومية المرابطة في جبهة كرش التابعة لمحافظة لحج وعلى خطوط التماس مع تعز التي يسيطر الحوثيون على جزء كبير منها، أحبطت هجوماً مباغتاً للمتمردين وتمكنت من صده وقتل عدد منهم". وأكد المصدر عدد القتلى نفسه، لافتاً إلى أن تلك المنطقة كانت تشهد هدوءاً منذ سنوات.