المتوسط ساحة جديدة للخلاف الروسي الأميركي

البنتاغون يعلن ان مقاتلتين روسيتين اعترضتا طائرة استطلاع أميركية فوق البحر المتوسط وسط مخاوف من بوادر مواجهة تحيل إلى فترة الحرب الباردة.
واشنطن قلقة من النفوذ الروسي في ليبيا
الاعتراض الروسي لطائرات الاستطلاع الاميركية هو الثالث من نوعه خلال شهرين

واشنطن - مع تعقد الوضع العسكري في ليبيا وتصاعد التدخلات الاجنبية في المنطقة عقب الدعم العسكري التركي المتواصل لحكومة الوفاق بدأت تلوح في الأفق بوادر مواجهة أميركية روسية في البحر المتوسط.
وأعلن الجيش الأميركي، مساء الثلاثاء، أن مقاتلتين روسيتين اعترضتا بشكل "غير آمن" طائرة استطلاع تابعة للبحرية الأميركية بينما كانت تحلق في المجال الجوي الدولي فوق البحر المتوسط.
وقالت البحرية الأميركية، في بيان: "طائرتان روسيتان من طراز سوخوي 35  اعترضتا بشكل غير آمن طائرة مراقبة تابعة للأسطول الأميركي السادس فوق البحر المتوسط الثلاثاء"، حسبما أفادت شبكة (سي إن إن).
واكد بيان الجيش الأميركي أن هذا الاعتراض هو الثالث من نوعه خلال شهرين.
وأضاف بيان البحرية الأميركية أن "الاعتراض تم تحديده على أنه غير آمن وغير محترف ..  واستمر ذلك 64 دقيقة".
وقالت البحرية إن "الإجراءات غير الضرورية التي قام بها طيارو سوخوي 35  الروسية لا تتوافق مع المناورات الجيدة وقواعد الطيران الدولية، وتعرض سلامة الطيران للطائرتين للخطر".

وحسب (سي إن إن) يعتقد المسؤولون الأميركيون أن روسيا لديها حساسية تجاه طائرات المراقبة الأميركية التي تعمل في شرق البحر المتوسط، بسبب العمليات العسكرية الروسية في سورية.
وعادت روسيا الى لعب دور محوري في منطقة الشرق الاوسط كقوة عظمى بعد ان تخلت عن هذا الدور في حقبة انهيار الاتحاد السوفياتي وما بعدها فترة التسعينات.
وأعادت هذه المحاولات الأذهان الى فترة الحرب الباردة بين السوفيات والأميركيين في وقت تتضارب فيه مصالح البلدين خاصة في سوريا وليبيا. 
والثلاثاء قال الجيش الأميركي الثلاثاء إن روسيا نشرت طائرات مقاتلة في ليبيا لدعم الجيش الوطني الليبي مما يزيد المخاوف من تصعيد جديد في الصراع.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا في بيان نشرته بموقعها على الإنترنت وعلى تويتر "من المرجح أن تقدم الطائرات العسكرية الروسية دعما جويا وثيقا ونيرانا هجومية".

وتدخلت قوى إقليمية وعالمية في الحرب الأهلية في ليبيا بما قالت الأمم المتحدة إنه تدفق هائل للأسلحة والمقاتلين في انتهاك لحظر الأسلحة.
وحظي الجيش الوطني الليبي بعلاقات طيبة مع روسيا في وقت تتصاعد فيه التهديدات التركية.
ولعبت الولايات المتحدة دورا أقل في الحرب الليبية منها في مرحلة سابقة عندما ساعد حلف شمال الأطلسي المعارضة على الإطاحة بمعمر القذافي.
وافاد بيان عن الجنرال بسلاح الجو الأميركي جيف هاريجيان تحذيره من أن استحواذ روسيا على قواعد على الساحل الليبي "سيسبب مخاوف أمنية حقيقية للغاية على الطرف الجنوبي لأوروبا".

روسيا والولايات المتحدة تجنبتا مواجهة في سوريا
روسيا والولايات المتحدة تجنبتا مواجهة في سوريا

لكن في المقابل لا يعتقد ان الجيش الأميركي سيدخل في مواجهة مباشرة مع القوات الروسية في المتوسط خاصة وان الجانبين تمكنا من تجنب مواجهات مماثلة وحافظا على مصالحهما ومناطق نفوذهما في دول كسوريا بل ونسقا دوريات عسكرية في شمال البلاد.
وفي ليبيا تؤكد كل من روسيا والولايات المتحدة الاميركية دعمهما لوقف اطلاق النار واحلال السلام في البلد الافريقي الغني بالنفط والذي دمرته الحرب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في اتصال هاتفي الثلاثاء بعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي إن موسكو تؤيد وقفا فوريا لإطلاق النار في ليبيا وإجراء محادثات سياسية تفضي إلى تشكيل سلطات حاكمة موحدة.