المجلس الانتقالي يحبط مخططا اخوانيا للسيطرة على عدن

تحرك ميليشيات الاخوان العسكري ترافق مع حملة تضليل إعلامي واسعة قادتها بعض القنوات العربية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي استهدفت إسقاط عدن معنويا والترويج لسقوطها ميدانيا.

حملة تضليل إعلامي ترافق محاولة ميليشيات الإخوان اقتحام عدن
قوات المجلس الانتقالي تحكم سيطرتها على معظم مديريات عدن
خلايا نائمة تتبع حزب الإصلاح استهدف إحداث فوضى أمنية في عدن
قوات المجلس الانتقالي تستعيد سريعا زمام المبادرة ميدانيا واعلاميا
الحملة الإعلامية المضللة أربكت لبعض الوقت وحدات من قوات الحزام الأمني
استفاقة سريعة لقيادة المجلس الانتقالي وقواته تعيد الأمور إلى طبيعتها في عدن
بحاح: قوى الشر حاولت اجتياح عدن للمرة الثالثة باسم الشرعية المهترئة الإخوانية

عدن - أفشلت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي مساء الأربعاء تحركات لخلايا نائمة مسلحة تتبع حزب الإصلاح اليمني وقوات أخرى من المنتمية للوحدات العسكرية التي كانت قد هزمت في معركة 10 أغسطس/اب، وفق ما أكدت مصادر محلية في عدن العاصمة اليمنية المؤقتة.

وتحركت الخلايا النائمة لحزب الإصلاح في وقت متزامن مع القوات الأخرى في عدة مناطق من عدن وبسطت سيطرتها، لكن قوات الحزام الأمني استطاعت لاحقا استعادة السيطرة على تلك المناطق وأحكمت سيطرتها على معظم مديريات المحافظة.

وتمكنت قوات الحزام الأمني من إعادة الأمور إلى طبيعتها بعد إفشال مخطط "ميليشيات لا تلتزم بالنظام والقانون ولا تتعاون مع رجال الأمن حاولت خلق حالة فوضى بالتعاون مع بؤر إرهابية كانت كامنة في بعض مناطق عدن"، وفق ما أكده الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم في اتصال هاتفي مع صحيفة 'العرب' اللندنية والذي أكدّ أيضا أن المجلس تدخل بقوة واستطاع إعادة الأمور إلى نصابها وبسط الأمن مجددا في كافة مديريات عدن.

كما أكد وضاح عمر عبدالعزيز قائد الحزام الأمني في عدن، وفق مصادر إعلامية، سيطرة قوات الحزام على الوضع الأمني في كافة مناطق عدن بعد التعامل مع من وصفها بأنها خلايا نائمة حاولت نشر الفوضى.

قوات الحزام الأمني تستعيد زمام المبادرة بعد حملة تضليل اعلامي أربكت بعض وحداتها
قوات الحزام الأمني تستعيد زمام المبادرة بعد حملة تضليل اعلامي أربكت بعض وحداتها

وبدا وضاحا أن تحرك الخلايا الاخوانية النائمة كان مخطط له ميدانيا وإعلاميا، حيث ترافق مع حملة تضليل واسعة عبر قنوات عربية ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي في محاولة تستهدف إسقاط عدن ميدانيا ومعنويا لتسليمها لجماعة الاخوان.

وذكرت تقارير متطابقة نقلا عن مصادر مطلعة أن حملة التضليل الإعلامي التي رافقت تحرك خلايا الاخوان نجحت إلى حد ما في ارباك العديد من الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي تلقت في الوقت ذاته عروضا من قبل الشرعية للتخلي عن المجلس.

إلا أن قيادة المجلس التي تفطنت سريعا للمخطط تداركت الأمر وتحركت سريعا بما مكنها من استعادة زمام المبادرة على الأرض وأيضا إعلاميا قاطعة الطريق على الأضاليل التي روجت لها بعض القنوات العربية.

وجاء ذلك على اثر اجتماع ضم قادة الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي رئيس المجلس، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية جنوبية.

وتمكنت قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية من تأمين مطار عدن الدولي بعد هجوم شنته عناصر تابعة لحزب الإصلاح وقامت أيضا بتأمين المراكز والمؤسسات الرسمية التي حاول إعلام الحكومة اليمنية الإيهام بأنها سقطت في أيدي قواتها.  

وسلطت التطورات المتسارعة التي شهدتها عدن خلال الساعات الماضية الضوء على الأجندة الحقيقة لمحاولات إخضاع المدينة، فقد هيمنت مواضيع الشماتة والتحريض على منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الحسابات المقربة من قطر وجماعة الاخوان بتسريب أنباء أشارت فيها إلى أن الشرعية تتجه لإقامة محاكم عسكرية.

ولم تتوقف التسريبات عند هذا الحدّ فقد ذهبت وسائل إعلام المحور القطري الاخواني إلى ذكر أسماء مرشحة لقيادة السلطة المحلية في عدن والمنطقة العسكرية الرابعة من التيار القريب من الدوحة.

كما كشفت الأحداث المتسارعة أيضا عن حالة من التلاحم الشعبي بين الشارع وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إذ خرج المئات من سكان عدن إلى الشوارع لتأكيد تضامنهم مع الانتقالي ودحض الأضاليل التي تحدثت عن سيطرة ميليشيات الإخوان على المدينة.

وعبر العشرات عن غضبهم واستيائهم من التغطية الإعلامية المنحازة لبعض وسائل الإعلام التي حاولت تسويق سقوط عدن بأيدي الميليشيات الاخوانية وتحولت لآلة دعاية مضللة تنشر الشائعات والأكاذيب.

وشاركت قوات عسكرية قادمة من مأرب في معارك شبوة التي خسرها الانتقالي، لكن مصادر محلية أكدت تجدد الاشتباكات في بعض مناطق المحافظة، بعد أن استفاقت النخبة الشبوانية من حالة الصدمة وتحركها سريعا لإعادة تجميع قواتها ورص صفوفها والمبادرة بشنّ هجمات معاكسة.

ونقلت 'العرب' اللندنية عن مصادر من أبين قولها إن المعارك بين قوات الحكومة اليمنية و المجلس الانتقالي لم تحسم بعد وأن المواجهات لازالت مستمرة في محيط عدد من المدن الرئيسية مثل زنجبار وجعار وشقرة، إلا أنها أشارت إلى أن نتائج معركة عدن التي ستتضح ملامحها بشكل كامل في الساعات القادمة ستنعكس بشكل كبير على سير المواجهات في محافظة ابين وربما تمتد لشبوة.

واعتبر خالد محفوظ بحاح نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء الأسبق أن الأحداث الأخيرة هي نتيجة سعي من وصفها بقوى الشر لاجتياح عدن للمرة الثالثة "باسم الشرعية المهترئة الإخوانية."

وقال في تغريدة على صفحته بتويتر "إنها عدن الجنوب لمن لا يعرفها تم اجتياحها في 1994 باسم الشرعية الوحدوية القبلية وتم اجتياحها في 2015 باسم الشرعية الثورية الحوثية واليوم تسعى قوى الشر اجتياحها باسم الشرعية المهترئة الإخوانية، اتقوا الله في أنفسكم، عدن والجنوب بعيد عنكم ما حييتم إلا بالعدل والمساواة."

وتحيل الأحداث الأخير في عدن إلى أوضاع وظروف مشابه مرت بها المدينة في مناسبتين سابقتين، إلا أن المجلس الانتقالي الذي يمثل الرافعة السياسية والعسكرية للحراك الجنوبي أحبط الاجتياح الثالث للمدينة التي سبق أن تعرضت لاجتياحين مماثلين منذ قيام الوحدة بين شطري اليمن في مايو/ايار 1990.

ففي يوليو/تموز 1994 تمكنت قوات الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح من اجتياح عدن بالتحالف مع ميليشيات حزب الإصلاح وهو السيناريو الذي تكرر أخيرا بالتكتيكات العسكرية وبالأدوات والأساليب ذاتها.

وفي مارس/اذار 2015 تعرضت عدن لاجتياح من قبل ميليشيات الحوثي، لكن قوات المقاومة الجنوبية المدعومة من القوات الإماراتية التي تحولت أبرز فصائها لاحقا إلى ما يعرف اليوم بالمجلس الانتقالي الجنوبي، تمكنت من دحر المعتدين.

وتعرض المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في العام 2017 إلى حملة تشويه وتحريض سياسي وإعلامي استهدفت تصفية القضية الجنوبية وطي صفحاتها.

ومحاولة اقتحام مدينة عدن بالقوة من قبل قوات الشرعية المدعومة من ميليشيات حزب الإصلاح، تعتبر مجازفة خطيرة سياسيا واجتماعيا على بالنظر لانعكاساتها الكارثية رغم ما تحمله من إغراءات عسكرية.