المجلس الجنوبي يحكم عدن

بعد قتال اربعة ايام، قوات المجلس تسيطر على مواقع الحكومة وتشرف على إعادة خدمات الماء والكهرباء الى عدن.
قوات المجلس الانتقالي تسيطر على قصر الرئاسة
قوات تابعة للحكومة تنضم الى الحزام الأمني
18 قتيلا وعشرات المصابين

عدن (اليمن) - أحرزت قوات المجلس الجنوبي الانتقالي تقدما في عدن كبرى مدن الجنوب اليمني مع سيطرتها على معسكرات القوات الموالية للحكومة اليمنية السبت، بينما دعت الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف بقيادة السعودية، إلى "التهدئة".
وأعلن متحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي مساء السبت أن قوات المجلس الجنوبي "تمكنت من إنجاز مهامها في تأمين المدينة وطرد الميليشيات الارهابية التي كانت منضوية في إطار ما يسمى بالحماية الرئاسية من مختلف المعسكرات التي كانت تتحصن فيها".
وقال مسؤول ان قوات المجلس سيطرت على القصر الرئاسي الفارغ. وقال المسؤول في بيان بالفيديو إن المجلس لم يواجه أي مقاومة. وقال شهود ان قوات المجلس داخل القصر الآن.
وقال المتحدث نزار هيثم "الآن الأوضاع مستقرة والمجلس الانتقالي يبذل جهودا كبيرة في إتجاه تطبيع الحياة، وإعادة الخدمات ومن ذلك إصلاح شبكات المياه وإعادة ضخها الى عدد من المناطق بعد ان تعرضت للتخريب من قبل العناصر الارهابية وكذلك إعادة التيار الكهربائي".
وبحسب هيثم فإنه بتوجيهات من قيادة المجلس سيتم "الحفاظ على المؤسسات الحيوية والممتلكات العامة والخاصة".
من جهتها، اوضحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت عبر تويتر "أن ضخ المياه قد عاد مجددا اليوم إلى أهل عدن"، لكنها أعربت عن قلقها الشديد "إزاء المعارك المستمرة، وندعو جميع الأطراف إلى تحييد المدنيين والمناطق السكنية".

ضخ المياه عاد مجددا إلى أهل عدن

ومنذ الأربعاء، تدور اشتباكات عنيفة في عدن بين القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومسلّحين من قوات الحزام الامني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وبحسب المصدر فإن بعض التشكيلات الأمنية التابعة لحكومة هادي أعلنت انضمامها بدون قتال إلى قوات الحزام الأمني.
وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه شاهد مقاتلين جنوبيين قرب دبابة قالوا إنهم صادروها من معسكر للقوات الحكومية.
واعتبر نائب وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي السبت في تغريدة على حساب موقع وزارة الخارجية اليمنية على تويتر أن "ما يحصل في العاصمة الموقتة عدن من قبل المجلس الانتقالي هو انقلاب على مؤسسات الدولة الشرعية".
من جهتها، دعت الإمارات، الشريك الرئيسي للسعودية في قيادة التحالف العسكري، السبت إلى "التهدئة وعدم التصعيد".
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في بيان إن بلاده "وكشريك فاعل في التحالف العربي، تقوم الإمارات ببذل كافة الجهود للتهدئة وعدم التصعيد في عدن وفي الحث على حشد الجهود تجاه التصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته".
ودعا الوزير الإماراتي إلى "حوار مسؤول وجاد من أجل إنهاء الخلافات والعمل على وحدة الصف في هذه المرحلة الدقيقة والحفاظ على الأمن والإستقرار".

الشيخ عبدالله يدعو الى حوار مسؤول وجاد من أجل إنهاء الخلافات
الشيخ عبدالله يدعو الى حوار مسؤول وجاد من أجل إنهاء الخلافات

وشدد الشيخ عبد الله على "ضرورة تركيز جهود جميع الأطراف على الجبهة الأساسية ومواجهة ميليشيا الحوثي الإنقلابية والجماعات الارهابية الأخرى والقضاء عليها".
ودربت الإمارات، العضو الرئيسي في التحالف العربي عسكري الذي تقوده السعودية في هذا البلد، قوات الحزام الأمني التي تتمتع بنفوذ في الجنوب اليمني وتقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية.
وتتألّف هذه القوات أساسا من الناشطين الجنوبيين الذين يرغبون في اعادة الاستقلال الى الجنوب اليمني، وينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990.
وعدن هي العاصمة الموقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.
وقتل 18 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في القتال في عدن، بحسب مصادر طبية وعسكرية.
وليست هذه المرة الأولى التي يتواجه فيها الطرفان.
ففي كانون الأول/يناير 2018، شهدت عدن قتالا عنيفا بين قوات المجلس الجنوبي والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وأصابة اكثر من 220 آخرين بجروح.
واتهم مسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي حزب "الإصلاح" الإسلامي بقتل قائد في "الحزام الأمني". ويرون أيضا أن عناصر من حزب الإصلاح الذي يعتبرونه إرهابيا "تسللوا" إلى حكومة هادي.
ولم يخف المجلس الجنوبي قط غضبه من حكومة هادي التي يعتبرها "فاسدة".
ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب نحو 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أكبر بكثير.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.