المحتجون في السودان يواجهون محاولات فض إعتصامهم

المتظاهرون يشكلون حلقات حول منطقة الاعتصام امام وزارة الدفاع للتصدي لمحاولات جرارات إبعاد الحواجز والحجارة عن الطرق.
المحتجون يقرعون الطبول ويلوحون بأعلام البلاد مع نزولهم الشوارع
المتظاهرون يرددون شعارات الحرية والثورة في مواجهة محاولات فض اعتصامهم
المجلس العسكري يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة

الخرطوم- تحرك محتجون سودانيون لصد محاولة لفض اعتصام أمام وزارة الدفاع الاثنين، حيث يضغط المتظاهرون من أجل تحول سريع إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

وتجمعت قوات عند ثلاثة جوانب للاعتصام وتستعد جرارات لإبعاد حواجز من الحجارة والمعادن، لكن المحتجين شكلوا حلقات حول منطقة الاعتصام لمنعهم.

وردد المحتجون، الذي يبلغ عددهم نحو خمسة آلاف ويتوافد عليهم المزيد، شعارات "حرية، حرية" و"ثورة، ثورة"، وناشدوا الجيش أن يحميهم.

وقرع بعضهم الطبول ولوحوا بأعلام البلاد مع نزولهم الشوارع، بينما احتمى آخرون من الشمس تحت المظلات والخيام.

وفي وقت سابق اليوم، أصدر تجمع المهنيين السودانيين، وهو جماعة الاحتجاج الرئيسية في البلاد، نداء عاجلا للمواطنين للانضمام للاعتصام وإحباط أي محاولة لفضه.

وقال "نرجو من الجميع التوجه فوراً إلى ساحات الاعتصام لحماية ثورتكم ومكتسباتكم".

وذكرت أن هناك محاولات مستمرة لفض الاعتصام.

وبدأ الاعتصام خارج المجمع، الذي يضم أيضا مقر جهاز الأمن والمخابرات الوطني ومقر إقامة الرئيس، في السادس من أبريل نيسان بعد احتجاجات استمرت أكثر من ثلاثة أشهر، أشعلت فتيلها أزمة اقتصادية متفاقمة.

وأعلن الجيش الخميس الإطاحة بالبشير الذي حكم البلاد 30 عاما واحتجازه وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لإدارة شؤون الدولة.

بعد ذلك تم استبدال كل من رئيس المجلس العسكري ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بينما واصل المحتجون المطالبة بالتغيير.

ويطالب تجمع المهنيين السودانيين بتسليم السلطة فورا لحكومة انتقالية مدنية وأيضا بالملاحقة القضائية لمسؤولين سابقين.

وفي مزيد من التغييرات، قال المجلس العسكري اليوم إنه يعيد تشكيل رئاسة الأركان المشتركة وإنه عين الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد بابكر رئيسا للأركان.

وأضاف المجلس في بيان أنه تم تعيين الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين نائبا لرئيس الأركان المشتركة.

وقال السفير البريطاني لدى السودان عرفان صديق إنه التقى مع نائب المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وطلب منه "تحديد مكان الرئيس السابق البشير وغيره من كبار شخصيات النظام".

وعندما أعلن الجيش الإطاحة بالبشير، اكتفى بالقول إنه اعتقل وجرى التحفظ عليه في "مكان آمن". وأبلغت مصادر سودانية أن البشير في القصر الرئاسي تحت "حراسة مشددة".

وقال صديق على تويتر إنه طلب أيضا إصلاح جهاز الأمن والمخابرات الوطني والإفراج عن معتقلين بالإضافة إلى إلغاء كل مظاهر البيروقراطية والسماح بتسليم المساعدات الإنسانية.

ويقود دقلو، الذي يشتهر باسم حميدتي، قوات الدعم السريع التي اتهمتها جماعات حقوقية بارتكاب انتهاكات على نطاق واسع في إقليم دارفور بغرب البلاد. وسبق أن نفت حكومة السودان ارتكاب القوات لأي مخالفة.

وطالب تجمع المهنيين السودانيين الذي أطر التظاهرات ضد النظام المجلس العسكري الانتقالي، بنقل السلطة "فورا" إلى حكومة مدنية جديدة تعمل على محاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير، فيما أعلن قال عضو بالمجلس العسكري الحاكم في السودان، إن المجلس يؤيد تولي شخصية "مستقلة" رئاسة حكومة مدنية وذلك استجابة على ما يبدو لضغط الشارع من أجل نقل السلطة للمدنيين سريعا.

وبدا الأحد وكأن المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان، يمضي في اتجاه تحقيق طلبات المتظاهرين حيث طلب من مسؤولين في أحزاب سياسية "أن يتفقوا على شخصية مستقلة لرئاسة الوزارة والاتفاق على حكومة مدنية". وأكد الفريق ياسر العطا عضو المجلس العسكري أثناء اجتماع بالاحزاب السياسية في الخرطوم "نريد إقامة دولة مدنية تقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية"، مضيفا "نريد إقامة دولة مدنية تقوم على الحرية والعدالة والديمقراطية. نريد أن تتفقوا على شخصية مستقلة لرئاسة الوزارة والاتفاق على حكومة مدنية".

رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان
البرهان طالب الفرقاء السياسيين بالاتفاق على حكومة مدنية

وحضت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج المجلس العسكري وأحزاب أخرى على إجراء محادثات لنقل السلطة إلى حكم مدني.

وفي بيان مشترك أصدرته سفاراتها حذرت تلك الدول من مغبة استخدام العنف لفض التظاهرات وقالت إن "التغيير الشرعي" الذي طالب به الشعب السوداني لم يحصل بعد.

وأضافت أنّ "الوقت حان للمجلس العسكري الانتقالي وجميع الأطراف الأخرى للدخول في حوار شامل لإحداث انتقال إلى حكم مدني".

وتابعت أن ذلك "يجب أن يتمّ بمصداقية وسرعة مع قادة المظاهرات والمعارضة السياسية ومنظّمات المجتمع المدني وجميع عناصر المجتمع ذات الصلة بمن فيهم النساء".

واطلع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم ستيفن كوتسيس عن الوضع الأمني الأحد، بعدما أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير.

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" إن "كوتسيس اجتمع مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو" الملقب بـ"حميدتي" في القصر الرئاسي في الخرطوم.

وذكرت "سونا" أن دقلو قدم إيجازا للقائم بالأعمال الأميركي عن الوضع الحالي في البلاد وعن أسباب تشكيل المجلس العسكري، بينما بث التلفزيون الرسمي لقطات من اللقاء.

وذكرت وكالة الأنباء أن دقلو أبلغ المندوب الأميركي بالإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي للمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد.