
المحرس تستذكر مسيرة الراحل اسماعيل حابة
استذكرت مدينة المحرس الجميلة بأهلها وسحر فنونها وضمن احتفالية بالأربعينية وبمقر الجمعية واحدا من أبنائها الشغوفين بالفن والعمل الجمعياتي منذ السبعينات من القرن الماضي ضمن نوادي هواة السينما وهو المربي ورفيق درب التأسيس لمهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية مع الراحل يوسف الرقيق وغيرهما وهو الذي واصل رئاسة مهرجان المحرس العريق.. الراحل اسماعيل حابة.
هذا الإحياء لأربعينية المرحوم إسماعيل حابة مدير المهرجان الدولي للفنون التشكيلية كان مناسبة ثقافية فيها معرض بالصور عن نشاط الراحل وكلمات تأبين واستذكار وذلك بحضور عائلة حابة والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بصفاقس ورئيس البلدية وأعضاء هيئة المهرجان وأصدقاء الفقيد وجمع من الفنانين والاعلاميين وتم كذلك عرض فيديو لمختلف فقرات الدورة السابقة وتقديم شهادات من أصدقائه تقديرا لمسيرته في العمل الجمعياتي وحرصه على نشاط المهرجان التشكيلي التونسي كما شاركت جمعية وفاء لمساندة وتنمية جهة المحرس في هذه الأربعينية.
هذا اللقاء الاستذكاري نظمته جمعية مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية مساء الأحد وتمحور حول نشاط الراحل اسماعيل حابة الذي توفي في منتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي عن عمر يناهز السبعين عاما.
وتحث عدد من الحاضرين ومنهم المندوب الثقافي ورئيس البلدبة والدكتور بن حمودة وعمر الغدامسي وابراهيم القسنطيني وابن الراحل وغيرهم عن مسيرة اسماعيل حابة ودوره الثقافي في المحرس والمهرجان وعن علاقاتهم به ومن ناحيته تحدث الأستاذ علي بن بوعلي رئيس الجمعية الجديد عن جانب منى حياة الراحل والمهرجان مشيرا الى أهمية التعاون بين الجميع لتواصل هذا المهرجان العريق.
وكان للراحل دور في مجابهة تحديات المهرجان المالية واللوجيستية خصوصا خلال جائحة كورونا وكذلك في الدورة المنقضية خلال سنة 2023 التي تمت بحضور عدد كبير من الفنانين من تونس والجزائر وليبيا وساحل العاج وتايوان وإيطاليا واليابان، حيث اختتمت مدينة المحرس فعاليات الدورة 34 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس بتدشين معرض الأعمال الفنية المنجزة في الدورة والسهر بعد ذلك في حفل فني في الساحة قبالة مقر الجمعية حيث تم تكريم لعدد من ضيوف الفعالية ليتواصل ذلك الى الساعات الأولى للخميس 8 سبتمبر/تشرين الثاني.
كما تم توزيع شهائد الشكر والمشاركة على المشاركين ومنهم بالخصوص الأطفال والشبان المشاركين في الورشات وبالمناسبة الاختتامية هذه صفق الحميع بحرارة لكلمة مدير المهرجان اسماعيل حابة الذي رحب مجددا بالضيوف مستعرضا الظروف الحافة بالدورة مشيرا الى "أن المهرجان لتونس وللمحرسية وسيبقى في مدينة المحرس مثلما انبعث منها".
وتم تكريم كل من الشاعر والاعلامي نور الدين بالطيب والفنان الدكتور عبداللطيف الرمضاني والدكتور الفهري.
وعلى امتداد فعاليات الدورة ونشاطها وسهراتها الفنية انشد الجمهور لسهرة فنية رائقة قدمتها مجموعة من النساء المحرسيات ضمن جمعية "اليكن " مجموعة "إليكن" الغنائية التي أثثت سهرة 06 سبتمبر/تشرين الثاني 2022 بداية من الساعة التاسعة ليلا بساحة الكورنيش امام مقر المهرجان.
ورغم التقلبات الجوية والطقس المضطرب لفترة فان الجمهور صمد ليشجع هذه المحموعة التي قدمت وصلة من الأغاني التونسية من العتيق والمالوف الى جانب عدد من الأغاني من تراث المحرس الغنائي وهي مجموعة متكونة من عدد من النساء الى جانب عازفين من الرجال وهي تنشط منذ تأسيسها سنة 2017 بالمركب الثقافي "القناع" بالمحرس باشراف الأستاذ عماد خشارم وجمع عناصرها حب الفن والموسيقى والحياة.
وكانت السهرة مع أغنيات استدعت الطرب الجميل الى آذان الحضور بعيدا عن ضجيج الرداءة فكان الاستمتاع والمؤانسة في فسحة من الابداع والتقاء الفنون في تلويناتها المتعددة .دورة جمعت فعاليات فنية وفنانين ونقاد وبرزت بأنشطتها ومنها الورشات للأطفال والشبان لتكشف عن مواهب من الأطفال واليافعين والشبان وكذلك العصاميين.

هكذا كانت المحرس بكامل بهائها وموسيقاها المنبثقة من تلوينات شتى والمفعمة بهاء الدهشة بين الكلمات والزرقة في سماء صافية تحضن ضجيج البراءة الأولى لأطفال يلهون بالتلوين في هذه الأيام من كل عام وصولا الى الحلقة 34.
انها لعبة اللون في كون معولم يعج بالكائنات الهشة والتداعيات المريبة والنشاز في عوالم الفن لتبرز المحرس بهذا التلوين الصافي كل عام تقص فصولا أخرى من حكايات شجنها ونشيدها الدافئ ، هي المدينة الجميلة الماكثة قبالة البحر.. المحرس.. تخيرت عنوانا لافتا لصيفها المهرجاناتي لهذا العام 2022 ..انه الفن في تجلياته المتعددة تجاه ومن قبل فنانين تنسيين واجانب يقيمون بالخضراء حبا وهياما وتلوينا حياتيا باذخا لا يضاهى.. وهكذا انتظمت الدورة 34 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس في الفترة من 01الى 07 سبتمبر/تشرين الثاني 2022 وفق حيز متنوع من الأنشطة التي عرف بها المهرجان مثل المنابر والشعر والجولات الثقافية والترفيهية والسياحية والمعارض واللقاءات الفكرية.
انها حدائق المحرس تبرز في أبهي حللها لتعانق العالم عبر عصارات التشكيليين العالميين الذين يفدون عليها من جغرافيا مختلفة.المشاركات في الدورة متنوعة ونجد رسامين وفنانين ونقادا وأحباء للفنون وهواتها كذلك.. المحرس فسحة أخرى للفنون واللقاءات والتلوين المفتوح.
هذا اللقاء الاستذكاري للراحل اسماعيل حابة مثل مناسبة للالتقاء منة قبل الفنانين والنقاد ورواد المهرجان وأحباء الفن التشكيلي بالمحرس وبتونس عموما.