المحكمة الجنائية: آن الأوان لإحالة البشير على القضاء الدولي

المحكمة الجنائية الدولية أصدرت خمس مذكرات توقيف في ملف دارفور، تستهدف إضافة إلى البشير مشتبها بهما آخرين.

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - طالبت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، اليوم الأربعاء، أمام مجلس الأمن الدولي بإحالة الرئيس السوداني السابق عمر البشير على القضاء الدولي، علما بأن مذكرة توقيف بحقه صدرت منذ وقت طويل بتهمة ارتكاب إبادة في دارفور.

وقالت بنسودا "آن الأوان ليختار الشعب السوداني القانون على حساب الإفلات من العقاب والسهر على إحالة المشتبه بهم لدى المحكمة الجنائية الدولية في ملف دارفور أمام محكمة".

والأحد، وجهت نيابة مكافحة الفساد اتهامات البشير بينما ظهر للمرة الأولى منذ الإطاحة به في أبريل/نيسان الماضي.

واقتيد البشير الذي ظهر وهو يرتدي الملابس السودانية التقليدية، الجلباب الأبيض والعمامة، في سيارة تويوتا لاند كروزر إلى مكتب النيابة في العاصمة الخرطوم.

وبدا البشير الملاحق أيضا بتهمة قتل متظاهرين خلال قمع الاحتجاجات المناهضة له، إلى حد بعيد مثلما كان قبل اعتقاله وسار برشاقة من السيارة إلى المبنى وابتسم وتحدث للحراس الذين يقتادونه. وبعد دقائق خرج متجهم الوجه بعد توجيه المدعين اتهامات له.

وأعلن المجلس العسكري الحاكم في السودان سابق أنه لا يعتزم إحالته على المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إطار النزاع في دارفور والذي خلف نحو 300 ألف قتيل وفق الأمم المتحدة.

وقال ممثل السودان لدى الأمم المتحدة الصديق علي أحمد إن "موقفنا لم يتبدل" و"ليس لدينا أي التزام حيال المحكمة"، مضيفا أن محاكمة الرئيس السابق ستبدأ الأسبوع المقبل وستتم محاسبته.

وشددت المدعية على أنه انطلاقا من التحولات السياسية التي شهدها السودان، بات في إمكان هذا البلد "أن ينأى بنفسه من سياسة عدم التعاون الكامل مع مكتبي (...) وأن يعلن التزاما جديدا لإحقاق العدالة لضحايا دارفور".

وأضافت "أنا مستعدة لبدء حوار مع السلطات السودانية لإحالة المشتبه بهم في دارفور على قضاء مستقل ومحايد، إما في قاعة محكمة في لاهاي وإما في السودان. إن الاستمرار في الإفلات من العقاب ليس خيارا. يستحق ضحايا دارفور أن يتم الاستماع إليهم أمام محكمة".

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية خمس مذكرات توقيف في ملف دارفور، تستهدف إضافة إلى البشير مشتبها بهما هما عبدالرحيم حسين وأحمد هارون اللذان أوقفا أيضا في الخرطوم، وفق المدعية.

وأيد العديد من أعضاء مجلس الأمن، وخصوصا الأوروبيين، دعوة بنسودا في ما يتصل بالبشير.