المحيطات مصانع الأكسجين الطبيعية تواجه خطر الاختناق

الأكسجين الذي تنتج المحيطات 80% منه، يواجه خطر انخفاض نسبته في العالم بفعل الاحتباس الحراري وتغير المناج وآثار التلوث والصيد الجائر.
ثلث الثدييات البحرية وأسماك القرش معرضة لخطر الانقراض بسبب الظروف المتغيرة في المحيطات
الشعاب المرجانية أهم الكائنات الحية لصحة العالم من خلال إنتاجها للأكسجين
المحيطات هي المصدر الرئيسي للأكسجين وليست الغابات

لندن - يواجه غاز الاكسجين الذي تنتج المحيطات 80 بالمئة منه، خطر انخفاض نسبته في العالم الى درجة كبيرة، جراء عوامل عديدة، منها الاحتباس الحراري وتغير المناج وآثار التلوث والصيد الجائر.
ويعتبر الثامن من يونيو/حزيران من كل عام يوما عالميا للمحيطات، حيث يحتفل به في 2021 تحت شعار "المحيطات: الحياة وسبل العيش"، من أجل لفت الانتباه حول من يؤمنون مصدر رزقهم من المحيطات والعالم الذي تشكل المحيطات مصدر حياته.
وبحسب معلومات برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة ومجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية ومنبر المحيط والمناخ وأكاديميين مهتمين بالبيئة ومواقع إخبارية، فإن اختفاء الشعب المرجانية يعرض العالم لخطر نقص الأوكسجين، فيما يتقلص التنوع السمكي مع انقراض الكائنات الحية أو هجرتها.
وخلافا للمعتقد السائد، فإن المحيطات هي المصدر الرئيسي للأوكسجين وليست الغابات، إذ تنتج الأعشاب البحرية التي تعيش في المحيطات والبحار التي تغطي ثلثي سطح الأرض حوالي 80 بالمئة من الأوكسجين في العالم.
وتعتبر الطحالب الموجودة في المحيطا، التي تعد مصدر الأوكسجين الأهم في العالم، مصدر غذاء هام للغاية من أجل الأحياء البحرية ومكان تكاثرها.

تتمثل الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها لحماية المحيطات هي منع الصيد الجائر وفرض قيود على عمليات الصيد

وتصنف الشعاب المرجانية كأهم الكائنات الحية لـ"صحة" العالم من خلال إنتاجها للأوكسجين واستهلاك ثاني أكسيد الكربون، حيث تؤمن لوحدها نصف الأوكسجين الصادر من البحار تقريبًا.
علاوة على ذلك، فإن المحيطات تمتص 92 بالمئة من ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وثلث هذه النسبة تمتصها الشعاب المرجانية لوحدها.
كما يعتبر المرجان هو المصدر المباشر لـ17 في المائة من البروتين المستهلك في العالم.
ورغم ذلك، تعد المحيطات من بين المناطق الأكثر تضررًا من الاحتباس الحراري وتغير المناخ والصيد الجائر والتلوث، خاصة المحيطات التي تمتص معظم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها بنسبة 0.76 بالمئة في العام الماضي.
موت الشعاب المرجانية
تتسبب زيادة درجة الحرارة بالدرجة الأولى في تحول لون المرجان إلى اللون الأبيض، وبالتالي تغادر الطحالب الشعاب المرجانية، الأمر الذي يتسبب في موت المرجان.
وأدت زيادة الحرارة إلى اختفاء نحو نصف الشعاب المرجانية في الحيّد المرجاني العظيم، أكبر الشعاب المرجانية في العالم، الذي يقع شمالي أستراليا ويبلغ طوله 344 ألف كلم، ومنذ عام 1998 مات نحو ثلثي الشعاب المرجانية فيها.

الشعاب المرجانية
الموت يهدد الشعاب المرجانية

كما تتسبب زيادة الحرارة في تدمير أعشاش الحياة المائية وبالتالي موت أو هجرة الكائنات التي لا تستطيع العيش أو التكاثر في المياه الدافئة.
ووفقا لبيانات مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية غير الحكومي ومقره الولايات المتحدة، فإن ثلث الثدييات البحرية وأسماك القرش والأنواع المرتبطة بأسماك القرش التي تعيش اليوم معرضة لخطر الانقراض بسبب الظروف المتغيرة في المحيطات.
وبينما تهاجر الكائنات الحية من المحيط الدافئ إلى الأجزاء الباردة من المناطق القطبية، فإن ذوبان الجليد في القطبين يهدد الحياة أيضا، إلى جانب التهديدات الأخرى للحياة السمكية مثل الصيد الجائر والمستوطنات البحرية والساحلية.
كما يتسبب البناء على السواحل والبحر وعمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي من قاع البحر في تلوث البحار وزيادة حموضتها، وتسريع موت المحار والعوالق والشعاب المرجانية.
حماية 30 بالمئة من المحيطات بحلول 2030
وتتمثل الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها لحماية المحيطات هي منع الصيد الجائر وفرض قيود على عمليات الصيد.
ورغم أن حماية النظام البيئي تفرض حدًا لعمليات الصيد، فإن إنشاء مناطق محمية في المحيطات يبرز كإجراء احترازي آخر.
وبحسب الباحثين فإن هذه المناطق المحمية يجب أن تغطي 30 في المئة من المحيطات وسواحلها، وأن مكافحة تغير المناخ لا تهم فقط المحيطات ولكن أيضا تهم العالم بأسره.
وتوجد خطوة أخرى يجب اتخاذها لحماية المحيطات وهي تجديد قوانين ولوائح الحماية، ولهذا يؤكد مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية على ضرورة تحديد المؤسسات الدولية، الخطوات واللوائح الجديدة المتعلقة بحماية المحيطات، لتحقيق هدف حماية 30 بالمئة من المحيطات بحلول عام 2030.