المخاوف من حرب تجارية تنعكس على أسواق الخليج
الرياض - أغلقت أغلب أسواق الخليج الاثنين على تراجع في وقت أثار فيه فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على الواردات القلق على نمو الاقتصاد العالمي مما ثبط شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وأحجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز الأحد عن التنبؤ بما إذا كان قراره فرض رسوم جمركية على الصين وكندا والمكسيك سيفضي إلى ركود في الولايات المتحدة.
ومسألة الرسوم الجمركية تشكل مصدر قلق رئيسي للمستثمرين إذ يعتقد كثيرون إنها ستضر بالنمو الاقتصادي وتزيد من التضخم.
وهبط المؤشر السعودي 0.8 بالمئة مع تراجع سهم شركة التعدين العربية السعودية (معادن) 5.5 بالمئة بعد تسجيل مكاسب على مدى ثلاث جلسات.
وأعلنت معادن الأسبوع الماضي عن تسجيل أرباح صافية عن 2024 بلغت 2.87 مليار ريال (765 مليون دولار) بزيادة 82 بالمئة. كما هبط سهم أرامكو عند الإغلاق 1.3 بالمئة.
لكن سهم دراية المالية قفز 30 بالمئة في اليوم الأول لإدراجه وتداوله بالسوق، وهو الحد الأقصى اليومي المسموح في تداول للأسهم المدرجة حديثا خلال الأيام الثلاثة الأولى من التداول.
وهبط المؤشر الرئيسي في دبي 1.7 بالمئة بضغط من تراجع سهم إعمار العقارية القيادي أربعة بالمئة وسالك للتعرفة المرورية 4.4 بالمئة. ونزل مؤشر أبوظبي 0.6 بالمئة.
وتواصل صدور بيانات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة الجمعة بعد أن أظهرت أرقام شهرية أن سوق العمل أتاحت فرص عمل أقل من المتوقع في فبراير/شباط في أول تقرير وظائف يعكس تبعات سياسات ترامب.
ويترقب المستثمرون الآن صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأربعاء ومؤشر أسعار المنتجين الخميس لاستجلاء مؤشرات على موقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من أسعار الفائدة.
وأغلب عملات دول منطقة الخليج العربية مربوطة بالدولار وتتبع عادة أي تغير في السياسة النقدية الأميركية.
لكن المؤشر القطري خالف التوجه العام وارتفع 0.1 بالمئة بدفعة من ارتفاع سهم قطر لنقل الغاز (ناقلات) 1.5 بالمئة.
واستقر مؤشر البحرين عند 1972 نقطة. أما مؤشر البورصة في سلطنة عمان فقد هبط 0.3 بالمئة إلى 4406 نقاط لكن مؤشر الكويت ارتفع 0.4 بالمئة إلى 8605 نقاط.
وخارج منطقة الخليج، استقر المؤشر القيادي المصري. وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 12.8 بالمئة في فبراير/شباط من 24 بالمئة في يناير/كانون الثاني.
في المقابل استقرت أسعار النفط الاثنين وسط احتمالات فرض عقوبات على صادرات النفط الإيراني أدت إلى تعويض أثر المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية وزيادة إنتاج تحالف أوبك+.
وارتفع خام برنت تسعة سنتات إلى 70.45 دولار للبرميل. كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي15 سنتا إلى 67.19 دولار للبرميل.
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط للأسبوع السابع على التوالي، في أطول سلسلة خسائر منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بينما انخفض خام برنت للأسبوع الثالث على التوالي.
وقال تاماس فارجا المحلل في بي.في.إم إن الضبابية بشأن الرسوم الجمركية الأميركية تؤثر سلبيا على المستثمرين، لكن العقوبات المحتملة ضد إيران وروسيا قد توفر الدعم في الأمد القريب.
وأضاف "بالنظر إلى الصورة الأكبر، فإن حالة الضبابية المستمرة من المرجح أن تجعل أي ارتفاع في أسعار النفط قصير الأمد".
وعوضت أسعار النفط بعض خسائرها الجمعة بعد أن قال ترامب إن الولايات المتحدة ستشدد العقوبات على روسيا إذا لم تتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا.
وصرح مصدران مطلعان على الأمر لرويترز إن الولايات المتحدة تدرس أيضا سبل تخفيف العقوبات على قطاع الطاقة الروسي إذا وافقت روسيا على إنهاء حربها مع أوكرانيا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الجمعة إن مجموعة أوبك+ قد تتراجع عن قرار زيادة الإنتاج في حالة اختلال التوازن في السوق.
وفيما يتعلق بالإمدادات أيضا، يسعى ترامب إلى وقف صادرات النفط الإيرانية كجزء من الجهود الرامية إلى الضغط على طهران لكبح جماح برنامجها النووي.