المسابقة الرسمية لمهرجان كان تنفتح لأول مرة على السينما المغربية

'عَلِّي صوتك' لمخرجه نبيل عيوش أول فيلم مغربي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان العالمي العريق، وقصته تتمحور حول رحلة التحرر عبر موسيقى 'الهيب هوب'.

الرباط - أعلن المركز السينمائي المغربي (حكومي) اختيار إدارة مهرجان "كان" السينمائي الفرنسي، فيلمًا مغربيًا للمشاركة في مسابقته الرسمية لأول مرة في تاريخ السينما الوطنية بالبلاد.
وأضاف المركز في بيان أن فيلم "عَلِّي (ارفع) صوتك" لمخرجه نبيل عيوش، تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان في دورته الـ47، المقررة في الفترة ما بين 6 و17 يوليوز/ تموز المقبل.
وأوضح المركز أن "مشاركة الفيلم المغربي هي سابقة في تاريخ السينما الوطنية".
وسبق لأفلام مغربية أن شاركت في المسابقات الموازية للمهرجان، من قبيل "أسبوع النقد" و"أسبوع المخرجين"، لكن لم يسبق أن شارك فيلم مغربي في المسابقة الرسمية للمهرجان.
ويحكي فيلم "علِّي صوتك" رحلة التحرر عبر موسيقى "الهيب هوب" (نوع من الموسيقى الشبابية) من خلال تسليط الضوء على حي "سيدي مؤمن" أحد الأحياء الشعبية الشهيرة لمدينة الدار البيضاء شمالي المغرب.
ونبيل عيوش مخرج ومنتج وكاتب سينمائي فرنسي – مغربي، ولد بباريس في العام 1969 من أب مغربي وأم تونسية، حيث قضى جل طفولته ببلدة سارسيل القريبة من باريس.
وبعد ثلاث سنوات من دراسة الفن المسرحي (1987 - 1990)، بدأ مشواره ككاتب سيناريو ومخرج لدى إحدى وكالة الإعلانات الفرنسية وأخرج العديد من الأفلام الدعائية والأفلام القصيرة الحائزة على جوائز، قبل أن يخرج فيلمه الروائي الطويل الأول "مكتوب" الحاصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي، بينما فاز فيلمه "علي زاوا: أمير الشوارع" بأكثر من 40 جائزة في العديد من المهرجانات.
كما أخرج العديد من الأفلام المثيرة للجدل على غرار "دقيقة من الشمس على الأقل" و"يا خيل الله"، وخاصة "الزين اللّي فيك" الذي كان بالأساس مشروع فيلم وثائقي عن مومسات كبيرات في السن تحت عنوان "تحت بشرتي القديمة"، قبل أن يتم تحويله إلى روائي طويل يتحدّث عمّا تعانيه بائعات الهوى في ليالي مراكش الحمراء.
وعيوش متزوج من الممثلة والمخرجة المغربية مريم توزاني مخرجة فيلم "آدم" الذي نافس في العام 2019 على مسابقة "نظرة ما" بمهرجان كان.
ويوجد الفيلم المغربي علِّي صوتك" ضمن 23 فيلما ستتنافس خلال مهرجان كان السينمائي للفوز بجوائز في فروع مختلفة.
ويعد مهرجان "كان"، أهم المهرجانات السينمائية في العالم، ويعود تأسيسه إلى عام 1946، ويقام في مايو/أيار من كل عام بمدينة "كان" جنوبي فرنسا. 
ويقام المهرجان هذه السنة من 6 إلى 17 تموز/يوليو في قصر المهرجانات عند جادة لاكروازيت، ويجمع آلاف العاملين في قطاع السينما من العالم كله، يلتقون مجدداً بعد إلغاء دورة العام الفائت.
وفي حال استمرت عملية رفع القيود وفق ما تخطط له الحكومة، من المفترض ألا تُحدَد سقوف لعدد الحضور في الصالات، لكن سيكون على الراغبين في مشاهدة الأفلام تقديم بطاقة صحية تثبت تلقيهم اللقاح أو نتيجة سلبية لفحص كورونا السريع.
وتحمل مؤشرات الوباء في فرنسا في الوقت الراهن على الاعتقاد بأن الصيف سيكون هادئاً، الا ان ذلك لن يُغني عن إجراءات صحية مشددة.
وينبغي طمأنة النجوم الأجانب إلى الاحتياطات المتخذة. وقد أمكن إقامة مهرجان البندقية السينمائي في أيلول/سبتمبر مع سجادة حمراء بعيدة من الأنظار العامة لتجنب الحشود، ولكن كان في إمكان النجوم أن يقفوا عليها من دون كمامات. أما مهرجان برلين فقرر في آذار/مارس تنظيم دورته عبر الإنترنت.
وسيكون للمهرجان السينمائي العريق  فرصة لتوضيح مشاريعه والتزاماته من حيث تعزيز المساواة والتنوع وحماية البيئة، وهي مواضيع أصبحت الآن ضرورية لهذا القطاع.