المصريون يحصدون جوائز محمود كحيل

نساء يتوجن بثلاث من الجوائز الخمس التي يمنحها مركز رادا ومعتز الصوّاف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت.

بيروت - شكّلت حرب غزة محور ثلاثة من الأعمال الخمسة الفائزة في الدورة العاشرة لجائزة محمود كحيل لفنون الشرائط المصوّرة والرسوم التعبيرية والكاريكاتور السياسي، وحصل مصريون على ثلاث من مكافآت الفئات التنافسية وعلى واحدة من جائزتين فخريتين، وُزِعَت مساء الخميس في بيروت.

وفازت نساء بثلاث من الجوائز الخمس التي يمنحها "مركز رادا ومعتز الصوّاف لدراسات الشرائط المصورة العربية في الجامعة الأميركية في بيروت".

ولاحظت رادا الصوّاف خلال احتفال توزيع الجوائز في المكتبة الوطنية أن "جائزة محمود كحيل ساهمت بين 2015 و2025 في تشجيع هذه الفنون وفي إبرازها، وتعزيز موقعها وحضورها" في العالم العربي.

وأوضحت مديرة المركز لينا غيبه أن عدد المتقدمين للمشاركة في المسابقة هذه السنة بلغ 250، معظمهم لبنانيون ومصريون، وبلغت نسبة النساء من مجمل المشاركين 43 في المئة.

وحصل الفنان المصريّ محمد توفيق (42 عاما) على "جائزة محمود كحيل" لفئة الكاريكاتور السياسي عن رسومه المتعلقة بالحرب التي تشهدها غزّة بين إسرائيل وحركة حماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ورأت لجنة التحكيم أن توفيق "خرج عند تناول هذه المأساة عن النمطيّة، مدعوماً باحترافيّة عالية وأكثر فاعلية من آلاف الصور المروعة"، مضيفة أن "يختصر في كلّ رسم قصّة ورواية تتجاوز الآن وفظاعة اللحظة".

وقال توفيق إن "حركة التعبير عن غزة كانت أكبر بكثير من المعتاد في هذه الحرب" نظرا إلى حدة الصراع. وأضاف أن “فن الكاريكاتور يمكن أن يساهم في تغيير شيء أو على الأقل يلفت الانتباه إلى واقع معين".

أمّا مواطنه محمد علي (39 عاما)، فنال جائزة فئة الروايات التصويريّة عن "سدّة الكاتب"، وهي "رواية تصويرية صامتة عن كاتب (…) يسرق السيرة الذاتية لصديقه وينشرها وكأنها روايته، فتحقق نجاحا كبيرا"، على ما قال علي لوكالة فرانس برس.

ورأت لجنة التحكيم أنها "قصة (…) مشوّقة تغوص في أعماق أزمة الهوية المسروقة"، وتنبض رسومها، "رغم جمالها الآسر، بجو خفيّ من الرعب، ما يضفي على العمل بعداً بصرياً مشحوناً بالتوتر والغرابة".

ونالت اللبنانية نور حيدر (25 عاما) جائزة فئة الشرائط المصوّرة عن "الرجل على الجانب الآخر من بندقية أبي"، وقالت "يتناول عملي علاقتي مع القضية الفلسطينية وكيف نشأت عليها ثم ابتعدنا عنها وعدنا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول وأصبحنا متعاطفين معها أكثر من أي وقت مضى". ولاحظت اللجنة أن حيدر تلجأ إلى "أسلوب يجمع الرسم وفن التصميم" يتميز "بالصفاء والبساطة".

ورأت لجنة التحكيم أن المصرية سالي سمير (36 عاما) الفائزة بجائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية، "رسمت في عملها ضحايا الإبادة في غزّة، ووثقت قصصهم وغالبيتها لأطفال، بصورة رقيقة تحفظ إنسانيتهم". وأشارت إلى أنها "لا تغيِّر الواقع المؤلم ولا تلطّفه، بل تواسي قلوب أهالي الضحايا".

وأفادت سالي سمير "أردت أن اعرّف ابنتي البالغة ست سنوات بهذه الأرض الفلسطينية، وأن أعبّر عن الصورة القاسية لمّا تعرّض له الأطفال والأمهات في هذه الحرب (…). وحاولت أن انقل الجانب الإنساني".

وحصلت فنانة سودانية للمرة الأولى على إحدى جوائز محمود كحيل، إذ فازت شروق ادريس بجائزة رسوم كتب الأطفال عن كتابها "القش الماشي"، ورأت لجنة التحكيم أن "الرسوم في هذا العمل نابضة بالحياة، تحمل جودة استثنائية وتأسر بشخصياتها" التي "تجذب القرّاء الصغار وتحفّز خيالهم".

وقالت ادريس لوكالة فرانس برس "معظم عملي يمثّل الثقافة السودانية، وهي مزيج من الثقافتين العربية والأفريقية".

وأُعطيت جائزة "قاعة إنجازات العمر" الفخرية للمصرية آمال خطّاب، في حين كانت جائزة "راعي الشرائط المصوّرة" الفخريّة من نصيب دار النشر "معمول".

وأقيمت جائزة محمود كحيل للمرة الأولى عام 2015، واختير اسمها تخليدا لتراث الفنان الراحل محمود كحيل الذي كان واحدا من أبرز رسامي الكاريكاتور في العالم العربي.