المغرب لمروجي مزاعم التجسس: هاتوا دليلكم إن كنتم صادقين

وزير الخارجية المغربي يعتبر أن حملة التشويه التي تستهدف المملكة من خلال ترويج منصات إعلامية غربية والجار الجزائري لاستخدام الرباط نظام 'بيغاسوس' الإسرائيلي للتجسس محل افتراء بسبب نجاحات المغرب ودوره الإقليمي والدولي كشريك موثوق.  
المغرب يرد على افتراءات الجزائر ومنظمات دولية حول مزاعم التجسس
المغرب يحمل مروجي افتراءات التجسس تبعات عدم تقديم أدلة على مزاعمهم
الرباط تحتكم للقضاء المحلي والدولي في التصدي لحملة تشويه ممنهجة
الحملة الاعلامية ضد المغرب مدروسة في توقيتها ومضامينها

باريس/الرباط - يواصل المغرب التصدي لحملة تستهدف تشويه سمعته والمساس بمصالحه العليا والتشويش على دوره الوازن في منطقة مضطربة بفعل إرهاب عابر للحدود ودور الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية في تأجيج التوترات والإساءة للمملكة في الوقت ذاته، متسلحا بدبلوماسية هادئة تبتعد عن التشنجات والصخب الإعلامي والسياسي وبرؤية واقعية لتفكيك ما يعتبرها محللون وسياسيون مغاربة "مؤامرة" بدأت مع منظمة العفو الدولية قبل أشهر في قضية الصحفي عمر الراضي (حكم عليه مؤخرا بست سنوات سجنا بعد إدانته في قضيتي تخابر مع جهات أجنبية واعتداء جنسي) وصولا إلى ما نشرته صحف ومواقع إخبارية غربية من افتراءات حول استخدام الرباط نظام 'بيغاسوس' الإسرائيلي لاختراق الهواتف.   

وتحدى المغرب أن تقدم الجهات التي تزعم استخدامه نظام 'بيغاسوس' للتجسس أو اختراق هواتف شخصيات أن تقدم ولو دليلا واحدا على مزاعمها.

ويأتي هذا التحدي ردا على بيان للخارجية الجزائرية اتهم المغرب "بالتجسس على مسؤولين ومواطنين جزائريين باستخدام برنامج التجسس بيغاسوس الإسرائيلي".

وبعد بيان حكومي مغربي ندد بشدة بتلك الافتراءات، طالب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في حوار مطول مع مجلة 'جون افريك' أي شخص أو هيئة وجهت اتهامات للمغرب بتقديم دليل يثبت صحة تلك المزاعم.

وشدد كذلك على أن من لن يقدم دليلا على تلك المزاعم تحمل تبعات افترائه الكاذب أمام القضاء، وذلك ارتباطا بالحملة الإعلامية المستمرة التي تتحدث عن اختراق مزعوم لهواتف عدد من الشخصيات العمومية الوطنية والأجنبية عبر برنامج معلوماتي.

وقال بوريطة في المقابلة مع 'جون افريك' إن "دور العدالة بالتحديد هو التحقق من الاتهامات على ضوء الأدلة المادية والملموسة. بعض الأشخاص اختاروا هذا المسار، وحجتهم ستكون هي الأدلة التي يمتلكونها، أو لا".

وأشار الوزير المغربي إلى الإجراء الذي أعلنت عنه الحكومة وهو اللجوء للقضاء المحلي والدولي في مواجهة حملة التضليل والافتراءات، منددا بما وصفه بـ"الستار الدخاني وعملية التلفيق المفبركة من الألف إلى الياء وبدون أي دليل". كما دعا إلى "تسليط الضوء على الحقائق، بعيدا عن الجدل والافتراء".

وعرض إلى ما تقوم به كل من منظمة العفو الدولية التي لها سوابق في التلفيق والتضليل في أكثر من ملف دولي خدمة لجهات سياسية ولأجندات خارجية و مجموعة 'فوربيدن ستوريز'، في الحملة التي يتعرض لها المغرب.

وقال إنهما "تستندان حصرا على تكهنات بحتة"، فيما تقوم بعض المنابر المنتسبة لهذا الكيان بخدمة "أجندات معروفة بعدائها الفطري تجاه المغرب والمغتاضة من نجاحاته خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس".

واعتبر أن ما يقال إنها "معطيات تم الكشف عنها هي حقا سقوط اللثام عن هذا العداء في وضح النهار والذي لم يعد بإمكانه الاختباء وراء تمظهراته المستنيرة والمتحضرة. هذه ليست بصحافة، إنه تخريب واسع النطاق".

ونفى بوريطة امتلاك المملكة لنظام 'بيغاسوس' الإسرائيلي وهو موقف سبق أن أعلنت عنه المملكة في العام 2019 مع بداية الحملة التي قادتها منظمة العفو الدولية، مجددا موقف بلاده قائلا "إننا نلتزم به (الموقف) ونتحمله بكل مسؤولية".

وأبدى ثقة عالية في براءة بلاده مما ينسب لها من افتراءات رافعا شعار التحدي في وجه مروجي تلك المزاعم بما في ذلك منظمة العفو الدولية ومجموعة فوربيدن ستوريز ومؤيديهم وأتباعهم.

 وتحداهم أن "يدلوا بأدنى دليل ملموس ومادي يدعم قصصهم"، مضيفا "البعض داخل هذا الكارتل من المنابر الإعلامية والمنظمات غير الحكومية لم يتمكنوا من استيعاب حقيقة مغرب ينجح، يتقوى ويعزز من سيادته على جميع المستويات".

وتابع إنهم "يعتقدون بقدرتهم على إخضاعه، لكن على غير ما تهوى أنفسهم، هذا غير ممكن ولن يكون أبدا كذلك. الإجماع الوطني، موحدا كما كان على الدوام، سيواجه هذه الهجمات اللئيمة".

واعتبر أن مردّ هذه الهجمة على المغرب هو أن هؤلاء لم يرق لهم أن "المملكة نجحت في أن تصبح حليفا موثوقا لدى شركائه بفضل الفعالية المعترف بها عالميا لأجهزته الأمنية، خاصة في الحرب الدولية ضد الإرهاب، ما مكن من إحباط مؤامرات كانت تحاك ضد الاستقرار الوطني وإجهاض عمليات إرهابية، لاسيما في الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا وآسيا وإفريقيا".

وتساءل "من له مصلحة في نبذ المغرب؟، من له مصلحة في الحيلولة دون اضطلاعه بهذا الدور البناء على الصعيد الدولي؟، هذه بالنسبة لي هي الأسئلة الحقيقية التي يتعين طرحها".

ورأى وزير الخارجية المغربي أن توقيت الحملة مدروس وليس اعتباطيا، مستحضرا في هذا السياق أن المملكة شهدت في السنوات الأخيرة "ذروة العداء الإعلامي في بعض البلدان، عشية احتفال الشعب المغربي بعيد العرش".

وتابع "مرة أخرى، هذه السنة ليست استثناء لطالما تم اختيار هذا التوقيت الرمزي للغاية بالنسبة للمغرب والمغاربة، عن قصد، من قبل الأوساط المعادية المعروفة لدى المملكة، والتي تسعى جاهدة لتشويه صورة المغرب ومؤسساته، أحيانا عن طريق نشر كتب مبتذلة أو مقالات وحوارات وأحيانا أخرى عبر نشر تقارير خبيثة"، منددا بـ"التركيز المتحامل" على المغرب و"تعبئة قوة ضرب إعلامي كبيرة"، خدمة لبلد معين.

وقال "هل هي حملة ؟ نعم! هل هو تشويه؟ بالتأكيد.. هل هذا أمر مدبر؟ لا يمكن أن يكون غير ذلك من طرف من؟ الزمن كفيل بإخبارنا".

كما أكد أن بلاده ستواصل مسيرتها بهدوء وثبات لتعزيز إقلاعها الاقتصادي ومسيرة التنمية الاجتماعية والإشعاع الإقليمي والدولي.

وتحدث بوريطة عن دور المغرب كفاعل إقليمي ودولي  مؤثر ومحوري وباعث للسلام وشريك أمني موثوق لدى العديد من البلدان في الحرب الدولية ضد الإرهاب والتي ساعدها على إحباط العديد من العمليات الإرهابية. وهذا الدور أغاض البعض.

وتأتي تصريحات بوريطة ردا على بيان للخارجية الجزائرية وأيضا على المنصات الإعلامية الغربية التي زعمت استخدام المغرب نظام 'بيغاسوس' الإسرائيلي لاختراق هواتف والتجسس على شخصيات ومسؤولين وصحفيين جزائريين ومدافعين عن حقوق الإنسان.

والمزاعم الجزائرية أو حملة التشويه التي تستهدف المغرب ليست استثناء في سياق حملة أوسع وأشمل محكومة بأجندات خارجية وبدفع للتشويش على جهود الرباط في إرساء الاستقرار بالمنطقة وأيضا ضمن دفع جزائري لا يهدأ لقلب الحقائق في ما يتعلق بنزاع الصحراء المغربية وضرب الثقة الدولية في المملكة كشريك استراتيجي في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.