المغرب يستثمر علاقاته لإحياء المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل
الرباط - أعلن العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الاثنين أن المملكة ستوظف علاقاتها الدبلوماسية لكسر الجمود في عملية السلام بالشرق الأوسط بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال في رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف التابعة للأمم المتحدة إن المغرب الذي استأنف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، سيستثمر "علاقاته المتميزة" مع كل الأطراف لتوفير ظروف استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجددا تأكيده التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأوضح الملك محمد السادس أن "المغرب سيواصل جهوده، مستثمرا مكانته والعلاقات المتميزة التي تجمعه بكل الأطراف والقوى الدولية الفاعلة، من أجل توفير الظروف الملائمة للعودة إلى طاولة المفاوضات".
ودعا العاهل المغربي المجتمع الدولي إلى "مساعدة الطرفين على بناء أسس الثقة والامتناع عن الممارسات التي تعرقل عملية السلام"، وفق الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وكانت المملكة قد استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل أواخر العام الماضي في إطار اتفاق ثلاثي تلاه توقيع اتفاق لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الرباط وتل أبيب.
واعترفت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب بمغربية الصحراء، مؤكدة أن الحل الذي يقترحه المغرب لحل النزاع مع جبهة البوليساريو والقاضي بمنحها حكما ذاتيا تحت سيادته هو الحل الأنسب والأكثر واقعية وعقلانية.
كما أبرمت الرباط الأسبوع الماضي اتفاقا للتعاون العسكري مع تل أبيب خلال زيارة غير مسبوقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب.
ويندد الفلسطينيون باتفاقات التطبيع التي وقعتها دول عربية مع إسرائيل، إلا أن الدول الأربعة وهي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب أعلنت مرارا التزامها بدعم القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع على أساس حلّ الدولتين.
وجدد الملك محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس، التأكيد على "التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني" ودعم "حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة".
وترفض تيارات يسارية وإسلامية اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، إلا أن المغرب أوضح أن الأمر لا يتعلق بتطبيع العلاقات بل باستئناف علاقات كانت مجمدة منذ العام 2000 على اثر التعامل الإسرائيلي الوحشي مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
واستأنفت المملكة العلاقات مع إسرائيل العام الماضي حين كان حزب العدالة والتنمية الإسلامي يقود الائتلاف الحكومي والذي استمر في الحكم لنحو 10 سنوات قبل أن يطيح به حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة السياسي ورجل الأعمال عزيز أخنوش.
وتحظى القضية الفلسطينية تاريخيا بتعاطف كبير في المغرب غير أن تطبيع الرباط علاقاتها مع تل أبيب لم يثر رفضا قويا في المملكة، إذ يرتبط بقضية الصحراء المغربية التي تعد القضية الوطنية الأولى في المملكة.
وكان الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترامب قد طرح مبادرة سلام خلال عهد الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو رفضها الفلسطينيون وتحفظ عليها العرب ووصف صهر ترامب ومستشاره حينها جاريد كوشنير تلك المبادرة وهو أحد مهندسيها، بأنها مساهمة في الاستقرار في المنطقة، بينما تساعد على إضعاف النفوذ الإيراني.
وتعرف المبادرة أيضا باسم صفقة القرن وتهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتشمل إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة وتركز في معظمها على دعم الفلسطينيين اقتصاديا وتخفيف معاناتهم أما سياسيا فتلغي حق العودة للاجئين ودويلة منزوعة السلاح وهو أمر رفضه الفلسطينيون بشدة.