المغرب يطلق مشاريع ضخمة في تحلية المياه والطاقة المتجددة

المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يوقع حزمة اتفاقيات في قطاعات تحلية المياه والطاقة المتجددة ونقل الكهرباء مع تحالف يضم صندوق محمد السادس للاستثمار وشركتي طاقة المغرب و"ناريفا".

الرباط - وقع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في المغرب اليوم الاثنين حزمة اتفاقيات في قطاعات تحلية المياه والطاقة المتجددة ونقل الكهرباء والممرات المائية والغاز الطبيعي مع تحالف يضم صندوق محمد السادس للاستثمار وشركتي طاقة المغرب و"ناريفا".

وأفاد المكتب في بيان بأن هذه الخطوة تهدف إلى "تعزيز السيادة المائية وتقوية مرونة شبكة النقل الكهربائي الوطنية، من خلال الرفع من قدرات إنتاج المياه المحلاة والطاقة الكهربائية النظيفة وإدماج الطاقات المتجددة في الشبكة"، وفق موقع "اقتصادكم" المغربي.

ويعمل المغرب على تنفيذ إستراتيجية وضعها العاهل المغربي الملك محمد السادس وتهدف إلى الوصول إلى 20 محطة لتحلية مياه البحر في أفق 2030، في إطار برنامج يهدف إلى تأمين نحو 53 في المئة من احتياجات المملكة من الماء من خلال مشاريع التحلية. 

وأعلنت طاقة المغرب، التابعة لمجموعة طاقة الإماراتية، أن إجمالي قيمة الاستثمارات بموجب الاتفاقيات تبلغ 130 مليار درهم (14.05 مليار دولار).

وتهدف الاتفاقيات الجديدة إلى "تحقيق قدرة إضافية لتحلية المياه تصل إلى 900 مليون متر مكعب، إضافة إلى 800 مليون متر مكعب من نقل المياه عبر مشروع الطريق السيار للماء"، وفق المصدر نفسه.

وستتم تغذية محطات التحلية بواسطة الطاقة الخضراء التي ستُطورها "طاقة المغرب" وشركاؤها، بالإضافة إلى استعادة تشغيل محطة الغاز بقدرة 400 ميغاواط في تهدارت، وتوسعة إضافية تصل إلى 1100 ميغاواط من مشاريع الدورة المركبة.

ويعول المغرب على خبرته التي راكمها في مجال الطاقات المتجددة لإيجاد حلول مستدامة لشح المياه والتعاطي مع ندرة الأمطار في إطار مقاربة استباقية تهدف إلى تلبية احتياجات جميع القطاعات مع التركيز بشكل رئيسي على بناء السدود وإنشاء محطات التحلية.

وتعد السياسة المائية في المغرب من القضايا الحيوية التي توليها المملكة اهتمامًا بالغًا، خاصة في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالتغيرات المناخية وتهدف هذه الإستراتيجية إلى ضمان الأمن المائي المستدام وتلبية احتياجات البلاد المتزايدة من المياه في مختلف القطاعات.

كما تتضمن الاتفقيات الموقعة مشروعا لتطوير خط كهربائي جديد عالي الجهد بقدره تصل إلى 3000 ميغاواط بين جنوب ووسط المملكة، إلى جانب 1200 ميغاواط من مشاريع الطاقة الخضراء في إطار عقود تزويد الطاقة الكهربائية مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.

وسيتم تمويل هذه المشاريع بالتساوي بين "طاقة المغرب" و"ناريفا"، بينما سيساهم صندوق محمد السادس للاستثمار والفاعلين العموميين الآخرين بنسبة 15 بالمئة.

وقطعت المملكة أشواطا هامة على طريق تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة التي تهدف إلى رفع حصتها في القدرة الكهربائية الإجمالية إلى 52 بالمئة بحلول العام 2030.

ويحظى المغرب بإمكانيات واعدة في مجال الطاقة الشمسية نظرًا لموقعه الجغرافي وارتفاع معدلات الإشعاع الشمسي وأطلق خلال الأعوام الأخيرة مشاريع ضخمة في هذا المجال، أبرزها محطة نور ورزازت التي تعد واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم كما يجري تطوير مشاريع أخرى في مناطق مختلفة من البلاد.