المغرب يعزز قدراته الدفاعية بشراكة مع 'بايكار' التركية

من المتوقع أن تنتج الوحدة الصناعية "أطلس ديفنس" المغربية ما يصل إلى ألف طائرة سنويا، مما يعزز الصناعات الدفاعية المحلية ويقلل الاعتماد على الاستيراد.

الرباط – تسلمت القوات المسلحة المغربية في الأيام الأخيرة مسيرات قتالية ثقيلة من تركيا، ما يشير إلى تعزيز التعاون العسكري بين المغرب وأنقرة في إطار سعي المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث منظومتها العسكرية بأسلحة حديثة ومتطورة.

وحسب تقارير إعلامية محلية، تزامن تسلم المسيرة من نوع AKINCI والتي تعد من أحدث الصناعات الدفاعية العالمية، مع الزخم الكبير الذي تعرفه العلاقات بين المغرب وشركة "بايكار" التركية وما يمثله من دفع نحو تحقيق الطموحات الاستراتيجية للمملكة في المجال العسكري وتعزيز موقعها الإقليمي والدولي.

وكشف موقع "الدفاع العربي" عن توقيع الجانبين لعدة صفقات منذ العام 2021 للحصول على دفعات جديدة من الطائرات المسيرة من نوع "بيرقدار تي بي 2"، بعد أن شملت الصفقة الأولى 13 طائرة بقيمة 70 مليون دولار، إضافة إلى محطات قيادة وذخائر دقيقة ودعم فني وتدريب للفرق المغربية على التشغيل والصيانة.

وكانت الرباط والشركة التركية قد توصلتا منذ عدة أشهر إلى قرار إنشاء وحدة صناعية عسكرية بمنطقة بنسليمان المغربية ستحمل اسم "أطلس ديفنس"، تهدف إلى تجميع وتصنيع نوع خاص من هذه الطائرات، بالاضافة الى استخدامها في مهام متعددة، منها مراقبة الحدود ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية وتعزيز أنشطة الاستطلاع والاستخبارات.

ومن المتوقع أن تنتج شركة أطلس المغربية ما يصل إلى ألف طائرة سنويا، مما يعزز الصناعات الدفاعية المحلية ويقلل الاعتماد على الاستيراد.

 وعلى غرار تجربتها في صناعتي السيارات والطيران، تسعى الرباط الى ارساء صناعة دفاعية متطورة تلعب دورا في التنمية الاقتصادية وتحقيق استقلاليتها تدريجيا في المجال، حيث اعتمدت السلطات المغربية منذ العام 2020 قانونا يسمح بتصنيع محلي لعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة. كما أقرالمغرب إعفاءً للاستثمارات في هذا المجال على ضريبة الشركات لمدة خمس سنوات الأولى في خطوة لجذب المستثمرين الأجانب.

وسرعت الرباط في وتيرة التصنيع العسكري ضمن خطتها للاستقلال الدفاعي، حيث أعلنت العام الماضي عن إحداث منطقتين للتسريع الصناعي للدفاع لتوفير مناطق صناعية لاحتضان الصناعات المتعلقة بمعدات وآليات الدفاع والأمن وأنظمة الأسلحة والذخيرة.

وقطعت المملكة أشواطا على صعيد تحديث منظومتها العسكرية وخاصة في قطاع القوات الجوية، ما ساهم في استقطاب شركات عالمية رائدة في المجال والتي عبرت عن رغبتها في الاستثمار في المغرب للاستفادة من الحوافز المتوفرة، فضلا عن الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به البلاد.  

وخلال عام 2023 ظهرت أولى الطائرات المسيرة الصينية من نوع "وينغ لونغ 2"، لتصبح ثالث محارب جوي في سماء المغرب إلى جانب طائرات "بيريقدار" التركية، وطائرات "وينغ لونغ" من الجيل الأول، كما بدأت الرباط مفاوضات الحصول على طائرات أكينجي التركية، والتي صممت للهجمات العميقة خلف خطوط العدو، مع حمل صواريخ كروز بمدى 280 كيلومترا.