المغرب يفرض نفسه كشريك استراتيجي في قطاع الطيران
الرباط – يواصل المغرب بخطى ثابتة فرض نفسه كوجهة صناعية متقدمة في قطاع الطيران، وبرز في هذا السياق اختيار شركة "إمبراير" البرازيلية، إحدى أبرز الشركات العالمية في المجال، الرباط كشريك إقليمي استراتيجي لتوسيع وتطوير سلسلة التوريد الخاصة بها، في خطوة تعكس نمو التبادل الصناعي والتقني بين المملكة والبرازيل.
ويأتي هذا التعاون بين البلدين ضمن مذكرة تفاهم تم توقيعها مؤخرًا بين الحكومة المغربية و"إمبراير"، تهدف إلى استكشاف فرص مشاريع مشتركة في الطيران التجاري والدفاعي والتنقل الجوي الحضري، بما يعزز من مكانة المغرب كمركز إقليمي للصناعات الجوية التي تعمل المملكة على بنائها، وسط توقعات بتحقيق عائدات تقدر بحوالي 300 مليون دولار مع إحداث 300 منصب شغل بحلول 2030، وما يصل إلى مليار دولار وإحداث ألف فرصة عمل بحلول 2035.
وأوضحت الشركة البرازيلية في بلاغ رسمي، أن التعاون مع المغرب يشمل إطلاق برامج تدريب متخصصة، وتطوير قدرات الصيانة والإصلاح، فضلاً عن دعم مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا.
ووفق تقارير مغربية، جاء هذا الإعلان عقب زيارة رسمية قام بها وفد رفيع المستوى من الشركة إلى المغرب، حيث اطّلع على القدرات الصناعية المغربية، وخاصة في مجالات حيوية كتصنيع الهياكل المعدنية والمعادن الدقيقة والمواد المركبة وهي عناصر أساسية في صناعة الطائرات الحديثة.
ونقل موقع تليكسبريس المحلي عن مسؤولي "إمبراير" تأكيدهم عن مستوى التطور الذي بلغه قطاع الطيران في المغرب، مشيدين بالبنية التحتية، وكفاءة المزودين المحليين، وقدرتهم على الاندماج ضمن شبكات الإنتاج العالمية، مشيرين الى وجود مزودين محليين قادرين على الاندماج ضمن سلاسل التوريد العالمية، فضلا عن توافق الرؤى بين المغرب والبرازيل بشأن تعزيز الاستثمارات الثنائية في مجالات الطيران التجاري والدفاعي والتنقل الجوي الحضري.
وشهدت العلاقات بين الرباط وبرازيليا في المجال الدفاع تطورا لافتا، حيث لم تعُد تصنف ضمن الارتباطات البروتوكولية، بل أكدت العديد من الاتفاقيات والتعاون أن الرباط اختارت شريكا استراتيجيا هو الأقوى في قارة أميركا اللاتينية.
وفي العام 2023، صادق مجلس النواب البرازيلي مجلس الشيوخ على الاتفاقية الإطار للتعاون في مجال الدفاع مع الرباط الموقعة في البرازيل في يونيو/حزيران 2019، والتي تنص على إجراء تدريبات عسكرية مشتركة وتنسيق الأعمال المتعلقة بأنظمة المعدات في مجال الدفاع.
كما يحدد الاتفاق مجالات البحث والتطوير والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى تشجيع اقتناء المنتجات والخدمات الدفاعية، إلى جانب تنصيصه على تبادل المعرفة والخبرة المكتسبة في عمليات القوات المسلحة للبلدين، بما في ذلك مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز عمليات التدريبات والتمرينات العسكرية المشتركة وتبادل المعلومات في هذا المجال، والتعاون بخصوص أنظمة ومعدات الدفاع، وتنفيذ وتطوير برامج لتطبيق تقنيات الدفاع، ونقل التكنولوجيا والمعرفة بين البلدين.
وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، أخذت الشراكة الدفاعية بين البلدين بعدا جديدا، حيث صادق المجلس الوزاري الذي ترأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس، إحداث منصب ملحق عسكري لدى سفارة المملكة في البرازيل.
وتمضي المملكة قدما في تحقيق انجازات ملموسة في قطاع الطيران، الذي بدأته قبل أكثر من عقد من الزمن، ويعزى هذا النمو الملحوظ إلى الطلب العالمي القوي وتنوع المنتجات التي تشمل قطع الغيار والمعدات الكاملة للمصنعين الكبار.
وشهد عام 2024 العديد من الأحداث التي ساهمت في تعزيز مكانة المغرب الدولية في هذا المجال، منها معرض الطيران المغربي 2024 الذي نُظم في مراكش والذي جمع الآلاف من المهنيين والمستثمرين وصناع القرار في قطاع الطيران، وشكل فرصة لتعزيز التعاون مع عمالقة الصناعة مثل بوينغ وإيرباص.