المغرب يكشف عن تقدم مباحثاته مع اسبانيا ردا على التصعيد الجزائري

الناطق باسم الحكومة المغربية يقول أن النقاش مع إسبانيا يسير بخطوات جد مرضية، وتتم معالجة الملفات أولا بأول بعد شهرين من الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
حديث المغرب عن تقدم المباحثات ياتي كرسالة لاسبانيا ان الحل في مواجهة ضغوط الجزائر هو تعزيز العلاقات الثنائية

الرباط - قال المغرب الخميس، إن النقاش مع إسبانيا يسير بخطوات جد مرضية وذلك تزامنا مع تصاعد التوتر بين مدريد والجزائر بسبب الموقف من قضية الصحراء المغربية.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع أسبوعي للحكومة ان "النقاش مع إسبانيا يسير بخطوات جد مرضية، وتتم معالجة الملفات أولا بأول" .
وفي 7 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المغرب وإسبانيا في بيان مشترك بعد زيارة رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيزللرباط، بدعوة من عاهل المغرب الملك محمد السادس، الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
واتفق البلدان في وقت سابق على عدد من الملفات مثل فتح الحدود مع سبتة ومليلية (تابعان للإدارة الاسبانية وتطالب الرباط باسترجاعهما)، وعملية عودة المغتربين في فصل الصيف.
وأضاف بايتاس، أن بلاده "ستعمل على إعادة القاصرين غير المرفوقين الذين يتواجدون ببعض البلدان الأوروبية (منها اسبانيا)، بناء على التوجيهات الملكية.
واستدرك قائلا "جوانب البطء المسجلة ترتبط ببعض العوائق خاصة الإدارية والقضائية، مما يؤجل أو يبطء من سرعة البت في هذا الملف الذي كان محور اجتماعات سابقة".
والموقف المغربي لا يمكن عزله عن التصعيد الجزائري الاخير وكان الرباط توجه رسالة الى مدريد مفادها ان تعزيز التعاون الثنائي سيمكن من تقليل تأثير القرارات الجزائرية الاخيرة بحق اسبانيا خاصة في جانبها الاقتصادي.
وخلال يونيو/ حزيران الماضي، وجّه عاهل المغرب محمد السادس، بتسوية قضية "القاصرين غير المرفوقين (بالأسرة)" المتواجدين بشكل غير نظامي في دول أوروبية.
وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء للعلاقات، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء، الأمر الذي رفضته الجزائر وأعلنت الأربعاء تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا إضافة الى حظر التجارة.
واندلعت أزمة بين المغرب وإسبانيا حين استقبلت مدريد في أبريل/نيسان 2021 زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة" ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر".
لكن تحسنت العلاقات بشكل كبير مع تغيير مدريد لمواقفها ودعم خطة المغرب بشان الحكم الذاتي لكن الموقف الاسباني الاخير اغضب الجزائر بشكل كبير.فاتخذت قراراتها التصعيدية.
وتسعى اسبانيا في المقابل للحفاظ على مصالحها امام الخطوات الجزائرية حيث قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس للصحفيين الخميس إن حكومة بلاده "ستدافع بقوة" عن مصالحها الوطنية على ضوء ما بدر من الجانب الجزائري.
وأضاف ألباريس أن إسبانيا تراقب تدفقات الغاز من الجزائر، أكبر مورد لها وتمثل نحو نصف إجمالي وارداتها والتي قال الوزير إنها لم تتأثر حتى الآن بالخلاف الدبلوماسي بين البلدين بسبب موقف مدريد من قضية الصحراء المغربية.