المغرب يوسّع خططه لتطوير قطاع الطيران
الرباط – يوسّع المغرب في خططه التنموية المتعلقة بقطاع الطيران على مستوى البنية التحتية وتطوير قدراته في صناعة الطيران باعتباره محرّكا رئيسيا في الاقتصاد المغربي، لا سيما مع استعدادات البلاد لاحتضان كأس العالم لكرة القدم 2030 بالاشتراك مع البرتغال واسبانيا.
وأكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" خلال أشغال المؤتمر الدولي حول الأمن الجوي الذي انطلق اليوم الثلاثاء بمدينة مراكش على الدور الهام الذي يلعبه القطاع في دفع عجلة النمو الاقتصادي المغربي، مؤكّدا على الحاجة إلى تنظيم ذكي وبنية تحتية ذات جدوى اقتصادية.
وتوقّع إياتا أن يحقق المغرب نموا في الطيران خلال العشرين عاما المقبلة بزيادة عدد الركاب بنسبة 50 بالمئة في عام 2043 مقارنة بالعام الحالي، مشيرا إلى انه كان قد حقق في 2023 زيادة في عدد المسافرين نحو المملكة جوا بأكثر من 12.3 مليون مسافر، بينما ساهم السفر والسياحة بما يعادل 25.5 مليار دولار في الناتج المحلي الاجمالي وهو ما يمثل 13.4 بالمئة من الاقتصاد. كما دعم قطاع الطيران تصدير السلع والخدمات بمساهمة تقدّربـ44 بالمئة من الناتج المحلي على مدى السنوات الـ63 الماضية.
وقال المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي ويلي والش إن"الطيران يعدّ محركًا رئيسيًا لاقتصاد المغرب، حيث يسهل السفر والتجارة والتنمية الاقتصادية"، مشيرا إلى أن الخطط الطموحة لكل من الخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني للمطارات تقدّم مستقبلًا واعدًا للقطاع في الرباط، مع إمكانية لعب دور محوري في ربط إفريقيا بأوروبا وأميركا الشمالية"، وفق موقع زنقة 20 المغربي.
وحسب المصدر ذاته، لفت والش إلى ضرورة أن تؤدي الاستثمارات إلى إنشاء بنية تحتية ذات جدوى اقتصادية وأن تتماشى السياسات مع هدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، مؤكّدا على أهمية أن تتيح البيئة التنظيمية النمو وفقًا للمعايير العالمية.
وتدعم إياتا بالكامل تطوير بنية تحتية مستدامة يتم التخطيط لها بالتعاون مع شركات الطيران المغربية، مما يضمن تسليمها في الوقت المناسب وتعزيز قدرتها وفاعليتها من حيث التكلفة والتنافسية. وأكد الاتحاد الدولي في المجال على أن تتضمن البنية التحتية الجديدة تقنيات مثل "وان أي دي" والمعالجة بدون تلامس، ما سيعمل على تحسين كفاءة المحطات وتمكين رحلات الركاب السلسة وتقديم تجربة محسنة للعملاء.
ومع توقع ارتفاع عدد الركاب بشكل كبير، يشرع المغرب في تنفيذ خطة رئيسية وطنية طموحة لتطوير بنيته التحتية للمطارات مصممة لتلبية النمو المتوقع. وتخطط الخطوط الملكية المغربية لمضاعفة أسطولها إلى أربعة أضعاف ليصل إلى 200 طائرة بحلول عام 2037، بينما من المنتظر أن ترتفع قدرة المطارات المغربية لتصل إلى أكثرمن 90 مليون مسافر بحلول عام 2035.
كما تقوم الشركة بتوسيع برنامج التقييم البيئي الدولي ليشمل خدمات المناولة الأرضية، وخدمات الشحن السريع، مما يعكس التزامها بتحسين الأداء البيئي في جميع جوانب عملياتها. فضلا عن أنها تعمل على الانتهاء من جميع المتطلبات اللازمة لتكون جزءاً من برنامج "سي أو 2 كوناكت" من إياتا مما يعزز جهودها في تحقيق الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون.
وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2023 قامت الخطوط المغربية بتشغيل أول رحلة لها باستخدام وقود الطيران المستدام، ما يؤكّد التزامها بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.