
المقاومة الشعبية أقرب إلى قطع شريان التمرد في اليمن
لندن – أقر زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي مساء الأحد بالتقدم العسكري الذي احرزته المقاومة الشعبية في غرب اليمن، وباتت طلائعها على بعد 20 كلم فقط عن مدينة الحديدة، الميناء الرئيسي للمتمردين.
وتدور معارك عنيفة بين الحوثيين والقوات المدعومة من الإمارات، العضو الرئيسي في التحالف العربي، عند اطراف الحديدة التي يستخدم المتمردون ميناءها لتهريب الصواريخ الباليستية وشن هجمات في البحر الأحمر.
والحديدة هي مدخل المواد الغذائية والمساعدات الموجهة الى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وتمثل معركة فاصلة في النزاع المستمر منذ نحو اربع سنوات.
وقال الحوثي في خطاب متلفز ان جبهة الحديدة تعرضت لـ"اختراق"، معتبرا ان "أي تراجع لأسباب موضوعية لا يعني نهاية المعركة"، وداعيا القبائل الى "التدفق والنزول إلى محافظة الحديدة للتصدي للاختراق".
ولا يفصل القوات اليمنية عن الحديدة الان سوى 20 كلم فقط بحسب ما صرح الأحد قائد عسكري في المقاومة الشعبية.
وقال أبو زرعة المحرمي قائد ألوية العمالقة ان قواته تمكنت بدعم وإسناد من مقاتلات التحالف العربي من التقدم والسيطرة على عدة مناطق تابعة لمديرية الدريهمي القريبة من الحديدة.
قوات الحوثي تعاني انهيارات كبيرة في الحديدة
وأكد المحرمي أن قوات الحوثي على طول الطريق الساحلي الممتد من الخوخة حتى منطقة الدريهمي الملاصقة لمدينة الحديدة، شهدت انهيارات كبيرة خاصة خلال الأيام الأربع الماضية وخسائر كبيرة في المعدات والأرواح.
وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية أعلن في 14مايو/أيار إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين باتجاه الحديدة.
واصبحت الحديدة منطلقا لعمليات عسكرية يشنها المتمردون في البحر الاحمر، ولتهريب الصواريخ البالستية التي تطلق على السعودية بشكل مكثف منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وكانت سفينة تركية محمّلة بالقمح تعرضت لهجوم قبالة اليمن، بحسب ما أكد التحالف العربي الاسبوع الماضي، لافتا الى ان التحقيقات أظهرت أنه هجوم صاروخي مدبر من ميناء الحديدة.

وغداة ذلك، أعلنت القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العسكري العربي انها تمكنت من تدمير زورقين للمتمردين الحوثيين كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر، مشيرة الى فرار زورقين آخرين.
وشنت القوات اليمنية المدعومة من الامارات عملية واسعة في المناطق المحيطة بالحديدة من اجل استعادة السيطرة على المدينة الساحلية الواقعة في غرب اليمن والقريبة من صنعاء الخاضعة كذلك لسيطرة المتمردين منذ ايلول/سبتمبر 2014.
وتتقدم القوات اليمنية المدعومة من الإمارات وسط حقول من الألغام، وتحاول في الوقت ذاته تجنب خوض معارك في المناطق السكنية.
والمعارك التي تدور في المحافظة غالبا ما تكون عنيفة وتؤدي الى سقوط أعداد كبيرة من القتلى من الطرفين. وقبل نحو اسبوع، قتل 64 من المتمردين و19 من القوات اليمنية خلل 24 ساعة في اشتباكات في مديرية الجراحي ومديرية التحيتا القريبة منها.
وفي بداية الاسبوع الحالي، قتل 26 من المتمردين وتسعة من القوات الحكومية في معارك جديدة.
وتدعم الإمارات المقاومة اليمنية من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه الحديدة.
وتضم المقاومة "الوية العمالقة" التي ينخرط فيها الآلاف المقاتلين الجنوبين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و"المقاومة التهامية" التي تضم عسكريين من ابناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وثالث هذه القوى "المقاومة الوطنية" التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على ايدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في كانون الاول/ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي.