المقربون من إيران أولى بالمؤسسة العسكرية في العراق

وثيقة تابعة لقيادة قوات الشرطة الاتحادية كشفت ترقية عسكري مقرب من إيران وتعيينه قائدًا للفرقة الخامسة.

بغداد - أثار تعيين مسؤول أمني مقرب من الحرس الثوري الإيراني قائدا على الفرقة الخامسة بالشرطة الاتحادية العراقية، جدلا واسعا في العراق وسط مخاوف متزايدة من مخططات طهران لإضعاف المؤسسة العسكرية في بغداد.

وتداول نشطاء عراقيون على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الاثنين، وثيقة تعيين اللواء حيدر يوسف، المعروف باسم "أبو ضرغام المطوري" قائدًا للفرقة الخامسة الاتحادية خلفًا للعميد محمد عبد الوهاب سكر، مطالبين الحكومة بتوضيحات.

 وورد في الوثيقة التي تحمل ختم الشرطة الاتحادية إنه "لغرض النهوض بواقع قيادة قوات الشرطة الاتحادية، ولأجل إحداث التغييرات في القيادات بما تتطلبه المصلحة العامة يرجى موافقة سيادتكم على إسناد منصب قائد الفرقة الخامسة شرطة اتحادية من الضباط المدرسة أسماؤهم أدناه".

وحسب مصادر عراقية فإن أبو ضرغام الذي ورد اسمه في الوثيقة كان آمر اللواء الخامس في منظمة بدر المدعومة من إيران وعرف خاصة من قبل العراقيين خلال الحرب على داعش في العام 2015، ثم تمت ترقيته برتبة عميد في الشرطة الاتحادية من قبل وزير الداخلية السابق محمد الغبان.

وتداول عراقيون على تويتر وفيسبوك صورا تجمع المطوري بقيادات أمنية إيرانية من بينها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وعبر مسؤولون عراقيون مؤخرا عن مخاوفهم من مخططات إيرانية لإضعاف المؤسسة العسكرية العراقية بعد قرار نقل الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي من جهاز مكافحة الإرهاب إلى وزارة الدفاع.

وتسعى إيران للسيطرة بشكل كلي على الملف الأمني العراقي حتى يتسنى لها تنفيذ مخططاتها في المنطقة بعد أن انتهت من تهيئة مناطق تابعة لها في سوريا مؤخرا وتسليح وكلائها في كل من لبنان واليمن.

وتم إنشاء فيلق بدر سنة 1982 كذراع عسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي أسسه محمد باقر الحكيم بدعم إيراني، حيث بدأ بتجنيد العراقيين المنفيين في إيران وأسرى الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية لخدمة مصالحها هناك.

وبعد سقوط نظام صدّام حسين عام 2003، واغتيال مؤسسها تغير اسم الميليشيا الإيرانية إلى "منظمة بدر".

وكانت المنظمة الموالية لطهران أول من سارع للسيطرة على وزارة الداخلية ووزارة الدفاع العراقية بعد الإطاحة بصدام حسين، وقد استفادت تلك الميليشيات بفضل نظامها الطائفي من الاحتلال الأميركي للعراق، حيث استطاعت أن تسيطر على أغلب قيادات الدفاع والاستخبارات لتقوم بخدمة الأجندة الإيرانية في العراق.

ويترأس منظمة بدر هادي العامري الوزير السابق في حكومة نوري المالكي، وانخرط غالبية المقاتلين فيها في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية، ويتولون مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات، ويرتبط أغلبهم بالقيادة الإيرانية ولا سيما بقاسم سليماني.

ويأتي تعيين المطوري على رأس جهاز عسكري مهم بعد أيام قليلة من قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي استبعاد قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق عبد الوهاب الساعدي.

وأثار القرار ضجة وغضبا كبيرا في العراق بسبب الدور الكبير الذي اضطلع به الساعدي خلال المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وسط علامات استفهام عن أسباب القرار.

 وقال مراقبون إنه قرار الاستبعاد جاء نتيجة الانقسام الداخلي بين القوى والأحزاب النافذة، إلى جانب التدخل الخارجي في شؤون الأمن والدفاع، خصوصاً بين حليفتي العراقي الكبيرتين، الولايات المتحدة وإيران.

وتندد أصوات عراقية بانتظام بالتدخل الذي يطاول القوات الأمنية، وتحديدا من جانب الإيرانيين عبر قوات الحشد الشعبي التي صارت اليوم نظامية بفصائلها الشيعية وميليشيات أخرى موالية لها، والأميركيين عبر قوات مكافحة الإرهاب التي أسستها وسلحتها ودربتها واشنطن.

ويخشى العراقيون من أن تتحول بلادهم إلى مسرح للحرب المقبلة بين الولايات المتحدة وإيران على وقع التصعيد الجاري بين البلدين في الآونة الأخيرة.