المكفوفون يبصرون في متاحف لبنان

مشروع يمكّن المعاقين بصريا من الاستمتاع باستكشاف منحوتات وقطع فنية عديدة بمفردهم لأول مرة من خلال اللمس وقراءة لوحة المعلومات الخاصة بكل منها بطريقة برايل.
تجربة متعددة الحواس يخوضها الزوار المكفوفون

بيروت - عادة ما تطلب المتاحف من زوارها عدم لمس القطع المعروضة، لكن ما يجري في لبنان حاليا عكس ذلك. فقد بدأ في الآونة الأخيرة مشروع يحث الزوار من ذوي الإعاقة البصرية على لمس معروضات المتاحف لاستكشافها بأنفسهم والاستمتاع بذلك.
وأصبح بمقدور المعاقين بصريا الذين يزورون المتحف الوطني اللبناني الاستمتاع باستكشاف منحوتات وقطع فنية عديدة بمفردهم لأول مرة من خلال اللمس وقراءة لوحة المعلومات الخاصة بكل منها بطريقة برايل، المكتوبة إلى جانب العربية والإنكليزية والفرنسية.
وقالت نادين أبو زكي مؤسسة ورئيسة جمعية ريد أوك إن المتحف الوطني في بيروت سيصبح وبشكل تدريجي متاحا أكثر للمعاقين بصريا. وأطلقت ريد أوك مشروع "أبواب.. الرجاء اللمس" بالاشتراك مع متحف أوميرو الوطني في إيطاليا وبالتعاون مع المركز الثقافي الإيطالي في لبنان.
وأوضحت نادين أن المشروع سيشمل متحفين آخرين في لبنان هما سرسق ومقام، وجميعها تضم مجموعة من المنحوتات واللوحات وقطعا أثرية وفسيفساء.
وقالت "التزمت المتاحف الرئيسية في لبنان يا اللي هن المتحف الوطني في بيروت، متحف سرسق ومتحف مقام إنه يصير الأعمال يا اللي موجودة عندهم متاحة للمكفوفين وضعيفي البصر. فالمتحف رح يكون للجميع ومن أجل الجميع وهيدا الشيء ضروري لأنه حق الكل أن يكون يشاركوا بالحياة الثقافية ويتمتعوا كمان بالأعمال الفنية".

وقال ألدو غراسيني رئيس متحف أوميرو، وهو نفسه معاق بصريا، "كان من المثير جدا لاهتمامنا أن نتمكن من التحدث عن تجربتنا في بلد لم يكن بدأ على الأرجح فيه التفكير بشأن إمكانية وصول المكفوفين بشكل فعال إلى الفن".
وأضاف زميله مدير المشروعات الخاصة أندريا سوكراتي "اليوم هام جدا لنا لأننا نبدأ مشروعا جديدا في لبنان بشأن إتاحة الفن والثقافة لذوي الإعاقات لاسيما المكفوفين".
وحضر غراسيني وسوكراتي إطلاق مشروع "أبواب.. الرجاء اللمس" وسينظمان تدريبا لأطقم العاملين في متاحف لبنانية بخصوص كيفية التعامل مع هؤلاء الزوار ذوي الوضع الخاص.
وكان من بين الحضور معاقان بصريا هما آني (49 عاما) وربيع الجمال (31 عاما) اللذان كانا في غاية السعادة لتمكنهما أخيرا من التعرف على بعض الأعمال الفنية المعروضة في المتحف.
وقالت آني "هاي تجربة كتير حلوة بالنسبة خاصة لنا، للمكفوفين. شيء حلو كتير لأن قبل بمرة نحنا جينا لهون، ما كان في هاي الفكرة إنه مكتوبة بالبرايل أو كذا. هاي الفكرة هلق كتير صارت حلوة والإنسان بياخد فكرة أكتر يعني، طول ما بيقرأ بيعرف يعني بالاختصار شو عم بيشوف وشو عم بيلمس".
وتعتمد التجربة متعددة الحواس التي يخوضها الزوار المكفوفون على إرشادات صوتية إضافة إلى لغة برايل ولمس المعروضات.