الملك سلمان يتعهد بالحزم في مواجهة أنشطة إيران التخريبية

السعودية تسعى إلى حشد تأييد العالم الإسلامي في قمّة منظّمة التعاون بعدما حصلت على تأييد عربي وخليجي عبر بيانَين ختاميَّين للقمّتَين العربية والخليجية ندّدا بسلوك إيران في المنطقة وأكّدا دعم الدول العربية للمملكة.

العاهل السعودي: الأمن والاستقرار مفتاح التنمية في المنطقة
قمم مكة تحشد لعزل إيران وكبح أنشطتها التخريبية
إيران تواجه عزلة إقليمية ودولية بسبب أنشطتها التخريبية
إجماع عربي وإسلامي على مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة

مكة (السعودية)- أكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الجمعة قبيل انطلاق قمّة لمنظّمة التعاون الإسلامي في مكة المكرّمة تُخيّم عليها الخلافات مع إيران، أنّ بلاده مصمّمة على التصدّي "للتهديدات والأنشطة التخريبيّة" في المنطقة.

وقال الملك سلمان في تغريدة على تويتر "نجتمع في مكّة لنعمل على بناء مستقبل شعوبنا، وتحقيق الأمن والاستقرار لدولنا العربية والإسلامية".

وتابع "سنتصدّى بحزم للتهديدات العدوانيّة والأنشطة التخريبيّة، كي لا تعيقنا عن مواصلة تنمية أوطاننا وتطوير مجتمعاتنا".

وتُواصل السعودية الجمعة محاولة التعبئة الدبلوماسية ضدّ طهران خلال قمّة منظّمة المؤتمر الإسلامي التي تضمّ 57 دولة بينها إيران، بعد ساعات من استضافتها قمّتَين خليجيّة وعربيّة شنّت خلالهما هجوما عنيفا على الجمهورية الإسلامية.

وتسعى المملكة إلى حشد تأييد العالم الإسلامي في قمّة منظّمة التعاون، بعدما حصلت على تأييد عربي وخليجي عبر بيانَين ختاميَّين للقمّتَين ليل الخمس الجمعة ندّدا بسلوك إيران في المنطقة وأكّدا دعم الدول العربية للسعودية.

وتأتي هذه القمم في خضمّ توتّرات بين إيران والولايات المتحدة وعلى خلفيّة عمليات تخريب تعرّضت لها سفن قبالة سواحل الإمارات في 12 مايو/ايار وضربات نفّذها المتمرّدون الحوثيّون اليمنيّون المقرّبون من طهران بطائرات مسيّرة على منشآت نفطية سعودية في 14 مايو/ايار. وتقول السعودية إنّ إيران أمرت بتنفيذ الهجمات ضدّها.

وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الخليج لمواجهة التهديدات الإيرانية.

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران سريعا منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان بدأ يفكّ العزلة الدوليّة عن إيران مقابل وقف أنشطتها النووية.

 لكنّ واشنطن عادت وفرضت عقوبات مشدّدة على طهران وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على لائحتها للمنظّمات الإرهابية، بينما أعلنت إيران تعليق تنفيذ بعض تعهّداتها في الاتفاق النووي.

وتتهم السعودية وحلفاؤها وفي مقدمتهم الإمارات ومصر والبحرين، إيران بتدريب وتمويل مجموعات مسلحة في اليمن (الحوثيون) والبحرين والعراق ولبنان وسوريا.

وتدعم إيران ميليشيات شيعية مسلحة في العراق والحوثييين في اليمن وحزب الله في لبنان وأخرى شيعية متعددة الجنسيات في سوريا ويشرف عليها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني المكلف بتنفيذ الأنشطة الخارجية من تخريب وإرهاب.

وكان الملك سلمان طالب أمام القمة العربية "المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته إزاء ما تشكّله الممارسات الإيرانيّة من تهديد للأمن والسلم الدوليّين واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام والحدّ من نزعته التوسّعية".

وردّت إيران الجمعة على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية عباس موسوي الذي قال إنّ السعودية "تُواصل السير بنهج خاطئ في مسار إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية وفي المنطقة وهو ما يروم إليه الكيان الصهيوني".

والقمة الإسلامية التي تستضيفها مكّة هي الـ14 في تاريخ المنظمة التي تأسست قبل 50 سنة، وهي أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة.

وهذه ثالث قمّة للمنظّمة تستضيفها مكّة. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت ستكون هناك مشاركة إيرانية في القمة ولا على أيّ مستوى.