الملك سلمان يدعو ولد الغزواني لزيارة السعودية

دعوة العاهل السعودي تأتي تزامنا مع تلقي الرئيس الموريتاني المنتخب لتهاني بالفوز من المغرب وفرنسا.

نواكشوط- تلقى الرئيس الموريتاني المنتخب، محمد ولد الغزواني، السبت، دعوة لزيارة المملكة العربية السعودية.
وقالت وكالة الأنباء الموريتانية، إن ولد الغزواني تلقى اتصالا هاتفيا من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لتهنئة بمناسبة انتخابه رئيسا لموريتانيا.
ووفق المصدر ذاته، فقد وجه الملك السعودي دعوة للرئيس الموريتاني المنتخب لزيارة السعودية "على أن يكون ذلك في الوقت المناسب له".
وبدأ ولد الغزواني منذ يومين تلقي التهاني من قادة الدول والحكومات بمناسبة انتخابه رئيسا للبلاد.
وفاز ولد الغزواني في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد السبت الماضي بنسبة 52.01% فيما رفض مرشحو المعارضة الاعتراف بنتائج الانتخابات وتقدم 3 منهم بطعون لدى المجلس الدستوري.
ومن المقرر أن يعلن المجلس الدستوري، الاثنين القادم النتائج النهائية للانتخابات.

 وكان اقتراع 22 حزيران/يونيو مثّل أول عملية انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين في هذا البلد المترامي الاطراف في منطقة الساحل والذي كان شهد العديد من الانقلابات العسكرية بين 1978 و2008 تاريخ الانقلاب الذي أوصل محمد ولد عبد العزيز الى الحكم قبل انتخابه في 2009.
ولم يتمكن ولد عبد العزيز من الترشح إلى ولاية ثالثة، فيما رشّح فريقه الجنرال السابق في الجيش محمد ولد الغزواني، الذي فاز من الدورة الأولى بحسب النتائج الأولية التي أعلِنت في 23 حزيران/يونيو، وتلقى التهاني بالفوز من فرنسا والمغرب.

وانتشر في العاصمة الموريتانية عسكريون على مشارف القصر الرئاسي والمجلس الدستوري الذي يتوجب عليه اتخاذ قرار بشأن طعون تقدّم بها ثلاثة من المرشحين المعارضين، تطالب بتنظيم انتخابات جديدة. وفي باقي أنحاء نواكشوط كانت زحمة حركة المرور كالمعتاد مع وجود شرطيين قرب بعض الاسواق.

الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبدالعزيز
فريق ولد عبدالعزيز دعم ترشيح الغزواني لمنصب رئاسة الدولة

وقال المرشح بيرام ولد الداه أعبيدي في مؤتمر صحافي مشترك مع المرشحين المعارضين الاربعاء إنّ "لا شيء يبرر حالة الطوارئ غير المعلنة في موريتانيا".

واتهم أعبيدي النظام بـ"وضع الموريتانيين ضدّ بعضهم البعض للتغطية على عملية السطو والانقلاب الانتخابيين"، في إشارة إلى توقيف عدد من المتظاهرين الموريتانيين من اصول افريقية في المناطق الحدودية مع السنغال ومالي.
ويتمتع المجتمع الموريتاني بخليط من المكوّنات العربية والافريقية.
من جانبه، تحدث المرشح كان حاميدو بابا عن "سعي النظام الموريتاني إلى تحويل التنافس الانتخابي إلى صراع عرقي من خلال استهداف مكون واحد من مكونات الشعب الموريتاني بالاعتقال وبث الشائعات المحرضة على النعرات العرقية"، وفق ما نقلت مواقع موريتانية.
وطالب بالإفراج عن الرئيس السابق لـ"قوات التحرير الافريقية لموريتانيا" سامبا تيام الذي جرى اعتقاله الثلاثاء في منزله من جانب شرطيين باللباس المدني، بحسب ما أفادت اسرته.
وكانت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة أعلنت الاحد فوز رفيق سلاح ولد عبد العزيز، محمد ولد الغزواني بنسبة 52 بالمئة من الأصوات، متقدّماً على عدد من المرشحين، بينهم بيرام ولد الداه اعبيدي (18,58 بالمئة) ورئيس الوزراء الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر (17,87 بالمئة) وكان حاميدو بابا (8,71 بالمئة).

والأربعاء دعا صالح دهماش، المتحدث باسم الغزواني، المعارضة إلى الوثوق بقرار القضاء. وقال "ندعو المعارضة إلى انتظار حكم المجلس الدستوري، المؤسسة المحترمة"، معتبراً أنه "يجب على (المعارضين) أن يلتزموا بقراره".
واعتبر دهماش أنّ "المعارضة أخطأت بعدم انتظارها حتى صدور النتائج" للطعن بالنتيجة، معتبراً أنّ "هذا ليس مسلكاً ديموقراطياً".
والثلاثاء، أعلن وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبد الله توقيف نحو "مئة أجنبي"، وقال إنّهم يرتبطون بـ"بعض المرشحين"، وذلك عقب وقوع حوادث في اليوم التالي للانتخابات. وأشار إلى "محاولة لزعزعة استقرار البلاد"، وندد بـ"أيدٍ أجنبية" تقف وراء الحوادث.
وفي اليوم نفسه، استدعت وزارة الخارجية الموريتانية سفراء السنغال ومالي وغامبيا لمطالبتهم بدعوة مواطنيهم "إلى الامتناع عن المشاركة في تظاهرات وكل ما يعكر صفو النظام العام في موريتانيا".
وجدد المعارضون في مؤتمرهم الصحافي المشترك تأكيدهم "أنهم مستمرون في نضالهم ضد انتهاك حق المواطن الموريتاني في اختياره الحر من خلال عمليات ممنهجة لتزوير الانتخابات"، وفق مواقع موريتانية.
وكان الرئيس ولد عبد العزيز تمكن من فرض الاستقرار في موريتانيا التي كانت شهدت في بداية الالفية اعتداءات لمجموعات اسلامية متطرفة وعمليات خطف اجانب، وذلك عبر سياسة ركزت خصوصا على تحسين قدرات الجيش ومراقبة أراضي البلاد وتنمية المناطق النائية.
لكن الانتقادات لنظامه تتركز على الحقوق الأساسية وخصوصا مع استمرار وجود فوارق اجتماعية عميقة ونقص في الحريات العامة.