'الملك' لا يكترث لسهام النقد

صناع المسلسل المصري الجديد المقرر عرضه في رمضان والمقتبس من رواية 'كفاح طيبة' للأديب الراحل نجيب محفوظ يستكملون تصوير بقية مشاهده رغم اتهامات لهم بتشويه التاريخ.

القاهرة - اختار الممثل المصري عمرو يوسف الغوص في التاريخ والكشف عن خباياه من خلال مشاركته في المسلسل المصري الجديد "الملك".
ويصمم صناع "الملك" على استكمال بقية مشاهده دون ان يكترثوا لأصوات عديدة تنتقده وتطالب حتى بإيقاف تصويره.
و"الملك" سيناريو وحوار محمد دياب وخالد دياب وشيرين دياب وإخراج حسين المنباوى وإنتاج شركة "سينرجي"، وبطولة عمرو يوسف، ماجد المصري، صبا مبارك، محمد فراج، ريم مصطفى، محمد لطفي، محمد علاء، مها نصار، باسل الزارو، أمير صلاح الدين، ياسين السقا، معتز هشام.
وقام صناع العمل المقرر عرضه في رمضان باستلهام أحداثه من رواية "كفاح طيبة" للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ.
"كفاح طيبة" رواية تاريخية للمصري نجيب محفوظ نشرت للمرة الأولى سنة 1944، وهي الثالثة بين رواياته التاريخية بعد عبث الأقدار (1939) ورادوبيس (1943)، وتصور كفاح شعب مصر في سبيل استرداد حريته وطرد الغزاة الهكسوس من بلادهم، كما نها توحي ايضا الى نجاح الشعب المصري في التحرر من قبضة الاحتلال البريطاني وتحقيق استقلاله.
ومزج نجيب محفوظ بين قصة كفاح أهل طيبة وقصة حب عاشها الملك أحمس، فرغم حصوله على النصر لم تغب عن ذهنه صورة الأميرة القادمة من الصحراء (ابنة عدوه الهكسوسي) التي ظلت ملامحها محفورة في قلبه كأول يوم رآها فيه على ظهر السفينة الفرعونية، لكنه اضطر للتضحية بعاطفته من اجل وطنه.
وكان الكاتب المصري الراحل المتوج بجائزة نوبل قال في تصريحات سابقة "مثلما نجح الشعب المصري في تحقيق استقلاله في العصور الغابرة فإنه نجح أيضا في العصر الحديث".
وشارف مخرج العمل وطاقم التمثيل على الانتهاء من تصوير بقية مشاهد "الملك" الداخلية في ديكور القصر الفرعوني بمدينة الإنتاج الإعلامي.
ويتم تصوير المشاهد الخارجية للمسلسل في مدينة الأقصر المعروفة باكتشافات اثرية هامة تساهم في دفع عجلة السياحة فيها.
ويعود عمرو يوسف إلى الدراما في شهر رمضان بعد غياب عامين، ويجسد فيه شخصية "الملك أحمس".

اعتبر عمرو يوسف أن مسلسله الجديد يحتاج إلى المخاطرة والى خوض تجربة جديدة بثقة وثبات وافاد أنه يتناول قصة الفرعون أحمس ويسلط الضوء على انتصاراته وانكساراته بسبب الحب والتضحية من اجل الوطن.
واكد النجم المصري المعروف في السابق بأداء ادوار الشاب الرومانسي والوسيم والثري ان "الملك" يتطرق إلى حقبة تاريخية لم يتم تناولها في السابق.
واستعانت أسرة "الملك" بمصمم معارك عمل لعدة سنوات في تصميم المعارك لعدد من أفلام لنجوم هوليوود.
ونشر عمرو يوسف صورة لمصمم المعارك بورزان أبيشيف عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وكتب: "مصمم معارك المسلسل جالنا مخصوص من هوليوود، مسلسل الملك".
وتهجم العديد من الناشطين على مواقع التواصل على العمل قبل عرضه وطالب بعضهم بايقاف تصويره بعد الحكم عليه مسبقا بأنه لا يرتقي للأعمال التاريخية الضخمة والهامة والموثوق فيها.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات حادة لبطل العمل عمرو يوسف واعتبر العديد من المغردين انه لا يصلح لأداء الدور التاريخي لا سيما ان شكله الوسيم و"الأوروبي" يبتعد عن ملامح الملك أحمس الذي كان أسمر اللون وأسود العينين.
وأشار البعض إلى أنه نسخة رديئة ومشوهة من المسلسل القصير Tutankhamun، الذي عرض عام 2016.
واكد بسام الشماع الباحث في علم المصريات أنه تعرف الى تفاصيل المسلسل من أحد أعضاء فريق العمل، ووجد العديد من المغالطات التاريخية التي تشوه تاريخ مصر وحضارتها وعراقتها.
كما أفاد ان الرواية التي استند إليها صناع العمل تتضمن أخطاء تاريخية في حق قدماء المصريين، واشار إلى أن كاتبها روائي وليس عالم آثار أو خبيراً تاريخياً. 
وواجه المسلسل انتقادات حادة من خبراء آثار ومتابعين، بعدما نشرت شركة "سينرجي للإنتاج الفني" الفيديو الترويجي للعمل.
وفي الفيديو الترويجي، ظهر "أحمس" ورفاقه بلحية طويلة وملابس لا تناسب زمن الأحداث، وفق ما أشار نقاد.
وانتقد مغردون على مواقع التواصل العمل واعتبروا ان فيه العديد من الثغرات على مستوى الديكور والملابس وتسريحات الشعر وإطلالات أبطال المسلسل التي لا تتوافق مع طباع وعادات وتقاليد المصريين القدامى.
كما عبرت المخرجة نرمين صفوت عن استيائها من الملصق الدعائي للمسلسل وقالت بلهجة ساخرة  "المفترض إنه أسمر جداً جداً، والهكسوس بيض وعيونهم ملونة، وبيقرفوا من سمار المصريين، قوم إحنا نجيب ممثل قشطة، عينه لبني، إيشي خيال يا ناس".
ودافع الكاتب المصري حاتم حافظ على المسلسل واعتبر انه من المنطقي مشاهدته ثم الحكم عليه.