المواقع العربية والإسلامية في أول دراسة تحليلية ميدانية
تستقطب المواقع الإسلامية على شبكة الإنترنت سواء الرسمية أو الخاصة نسبة كبيرة من الشباب العرب سواء هؤلاء المقيمون في بلادهم أو المهاجرون غربا وشرقا، هؤلاء الباحثون عن إجابة لتساؤلات وقضايا تطرحها الأزمات الحالية التي يمر بها العالم الإسلامي والعربي، وتأتي هذه الدراسة "المواقع العربية الإسلامية.. وتغطيتها لقضايا الإسلام المعاصر" للدكتورة زينب حامد أستاذ مساعد الصحافة والإعلام كأول دراسة علمية بحثية تحلل مواقع عربية إسلامية على شبكة الإنترنت وتبحث في المحتوى العلمي لتلك المواقع الإسلامية التي بدأت في الظهور على شبكة الإنترنت عام 1993، وكانت المواقع الإسلامية في البداية باللغة الإنجليزية، وقام بإنشائها مسلمو الغرب الذين أدركوا قبل غيرهم أهمية هذه الشبكة، وبعد ذلك بدأ ظهور المواقع الإسلامية باللغة العربية وبعض اللغات الأخرى، لكنها كانت غير ذات تأثير لأنها كانت بدائية في التصميم والمحتوى، وتنطلق من منطلقات مذهبية، ثم انتشرت بكثرة العديد من المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت.
ناقشت حامد في دراستها الصادرة عن دار العربي من خلال عينة من المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت الصورة التي تقدم عن الإسلام، والتي تمثل اتجاهات وانتماءات متباينة، وحللت محتوى عينة هذه المواقع، وهي "موقع إسلام أون لاين. نت، وإخوان أون لاين. نت، ودليل الشيعة. نت"، كما أجرت دراسة ميدانية على عينة تتكون من 400 مفردة من مستخدمي شبكة الإنترنت الذين يتعرضون لتلك المواقع الإسلامية للتعرف على مدى اعتمادهم عليها كمصدر للمعلومات الدينية التي تقدم عن الإسلام وتقييمهم للموضوعات التي تعرضها تلك المواقع.
وكشفت النتائج العامة للدراسة الميدانية التي أجرتها حامد أن نسبة (33.3%) من المبحوثين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية لمدة (ساعة أو أقل)، أما الذين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية (كلما أتيحت الفرصة) فكانت نسبتهم (29%)، بينما الذين يتعرضون لتلك المواقع لمدة ساعتين فكانت نسبتهم (18.5%)، أما الذين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية لمدة (خمس ساعات فأكثر) فكانت نسبتهم (10.5%)، ثم الذين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية لمدة (ثلاث ساعات) فكانت نسبتهم (5.3%)، وأخيراً الذين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية لمدة (أربع ساعات) فكانت نسبتهم (3.5%).
واتضح لها أن أهم الأسباب التي تجعل المبحوثين يتعرضون للمواقع العربية الإسلامية باستمرار هو "لمعرفة أخبار العالم الإسلامي" وذلك بنسبة (59.6%)، ثم يأتي السبب الثاني وهو أن هذه المواقع "تساعدهم في تكوين رأي حول المشكلات الموجودة في بلادنا الإسلامية من حولنا" بنسبة (56.8%) ويأتي السبب الثالث "لكي يستفيدوا من الفتاوي التي تقدمها هذه المواقع ويطلعوا عليها" بنسبة (38.6%) أما السبب الرابع "لأعرف تعاليم ديني" بنسبة (35.3%)، أما السبب الخامس فهو "لأعطي رأيي في القضايا المطروحة في هذه المواقع من خلال التصويت فيها" بنسبة (16.4%)، ثم السبب السادس "لأستمع وأحمل الأغاني الإسلامية" بنسبة (11.5%)، ومن ضمن الأسباب الأخرى التي ذكرها المبحوثون "لمشاركة الآخرين من المسلمين العرب في مشاكلهم وهمومهم ـ للتعرف على المشاكل الحياتية وطرق حلها ـ لعمل أبحاث علمية متخصصة ـ تمنحني الأمل واليقين بأن الخير لن ينتهي ـ دعم تلك المواقع مادياً وإلكترونياً ـ لأنني أعمل في أحد هذه المواقع فمن المهم الوقوف على أهم ما ينتجه غيري".
ورأت حامد أن هذه النسب توضح أهمية المواقع العربية الإسلامية بالنسبة لمستخدميها فهذه المواقع يلجأون إليها لسرعتها في تغطية الأخبار وخاصة أخبار المسلمين في جميع دول العالم، كما تساعدهم تلك المواقع في تشكيل آرائهم واتجاهاتهم نحو القضايا الإسلامية التي يعايشونها في مجتمعاتهم. أيضا من أهم الأسباب التي ذكرها المبحوثون لتعرضهم لتلك المواقع "لكي يستفيدوا من الفتاوي التي تقدمها هذه المواقع ويطلعوا عليها" وتبين تلك النتيجة دور المواقع الإسلامية في تلبية احتياجات المبحوثين من أسئلة واستفسارات عن طريق الفتاوى التي تخصص تلك المواقع صفحات كاملة لها، مثل موقع "إسلام أون لاين" الذي يخصص عدة صفحات للفتاوى بعنوان "فتاوى مباشرة ـ بنك الفتاوى ـ اسألوا أهل الذكر"، بينما يخصص موقع "إخوان أون لاين" صفحات للفتاوى بعنوان "فتاوى مختارة ـ اسألوا أهل الذكر" وأيضاً موقع "دليل الشيعة" يوفرها في صفحات "اسأل عالماً ـ فتاوى انترنتية".
وكشفت حامد أن أهم المضامين التي يتعرض لها المبحوثون في المواقع العربية الإسلامية توضح أن "أخبار العالم الإسلامي" تتصدر المضامين التي يحرص المبحوثون على التعرض لها في المواقع العربية الإسلامية بنسبة (63.4%) وتأتي في المرتبة الثانية "مضمون الفتاوي" بنسبة (46.6%) وذلك لأن الإنترنت أصبح وسيلة تفاعلية يستطيع المتابع للمواقع العربية الإسلامية أن يرسل فتواه ويحصل على الرد مباشرة في نفس الوقت بل ويمكنه مناقشة رأيه في فتاوى الآخرين من خلال العلماء الذين تستعين بهم هذه المواقع للرد على الفتاوى، وتمكنه المواقع الإسلامية أيضاً من أن يقرأ الفتاوى المشابهة لفتواه من خلال أرشيف الفتاوي. ويليهم في الترتيب الثالث "الخطب والدروس الدينية" بنسبة (41.6%) وذلك باعتبار الإنترنت وسيلة يستطيع من خلالها متصفح الإنترنت أن يسمع ويشاهد الخطب والدروس الدينية، ويتعرف على آراء الشيوخ والدعاة الممنوع ظهورهم عبر شاشات التليفزيون كما تمكنه الإنترنت من تحميل هذه الخطب الدينية في ثواني معدودة على حاسوبه الشخصي. ويأتي في الترتيب الرابع قضايا ومشاكل الشباب بنسبة (42.1%) وذلك لخطورة المشاكل التي يعاني منها الشباب العربي المسلم الآن والتي يلجأ لعرضها من خلال تلك المواقع للتعرف على رأي المتخصصين فيها ومن أهمها "المشكلات الجنسية والمشكلات المتعلقة بمرحلة المراهقة- مشكلات الإرهاب والتطرف".
خمسة مواقع عربية إسلامية اختارها المبحوثون باعتبارهم أهم المواقع العربية الإسلامية التي شكلت معارفهم نحو القضايا الإسلامية المختلفة
ولفتت إلى أن "القضايا المعاصرة" تأتي في الترتيب الخامس بنسبة (41.2%) والتي يتم عرضها من خلال المواقع العربية الإسلامية ومن أمثلة تلك القضايا "قضية إثبات النسب - قضايا الإصلاح السياسي والديمقراطي في الدول العربية ـ قضية تجديد الخطاب الديني ـ قضية حوار الحضارات وغيرها من القضايا" والتي تفرد لها المواقع العربية الإسلامية صفحات كاملة وذلك من خلال الخبراء والمتخصصين سواء في الشؤون السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. ويأتي "القرآن الكريم" في الترتيب السادس بنسبة (36.5%) حيث يحرص العديد من مستخدمي المواقع العربية الإسلامية على الاستماع إليه وتنزيله بصوت المشاهير من القراء، بالإضافة لتعلم التجويد من خلال دروس ودورات متعمقة من خلال شبكة الإنترنت بل وتقدم المواقع الإسلامية دورات لحفظ القرآن الكريم في شهر وفي ثلاثة شهور.
وأوضحت حامد أن النتائج السابقة كشف عن أن "موقع إسلام أون لاين" جاء في الترتيب الأول من قبل المبحوثين لأهم المواقع العربية الإسلامية على شبكة الإنترنت، وفي الترتيب الثاني "موقع عمرو خالد"، أما موقع "مشاري راشد" فجاء في الترتيب الثالث، وفي الترتيب الرابع يأتي موقع "إخوان أون لاين"، ويأتي في الترتيب الخامس (موقع دليل الشيعة). ويتضح من تلك النتيجة أن موقع إسلام أون لاين تصدر المواقع العربية الإسلامية من حيث أهميته للمبحوثين حيث يعد من أهم المواقع العربية الإسلامية العاملة على شبكة الإنترنت.
وتأبعت أن مواقع العلماء والشيوخ تأتي في الترتيب الثاني كأهم المواقع العربية الإسلامية التي يلجأ اليها المبحوثون وهذا يعني أن صورة الإسلام تتشكل في عقول متابعي المواقع العربية الإسلامية من خلال شخصية الداعية ونجوميته التي حققها من خلال القنوات الفضائيات فلعمرو خالد برنامج يذاع على قناة اقرأ الفضائية وللشيخ مشاري راشد قناته الفضائية الخاصة وهي قناة "العفاسي"، حيث أثرت تلك الشهرة على متابعة المبحوثين للمواقع الإسلامية التي أنشأها هؤلاء الشيوخ على الإنترنت، ويأتي في الترتيب الرابع موقع "إخوان أون لاين" ويأتي في الترتيب الخامس (موقع دليل الشيعة)، ونجد مواقع أخرى ظهرت أهميتها عند المبحوثين ومنها "موقع إسلام واي ـ موقع الساحة ـ موقع إسلام توداي ـ موقع كلمة ـ موقع البرهان ـ موقع التصوف".
وقالت حامد إن هناك خمسة مواقع عربية إسلامية اختارها المبحوثون باعتبارهم أهم المواقع العربية الإسلامية التي شكلت معارفهم نحو القضايا الإسلامية المختلفة، ويتصدر موقع إسلام اون لاين المواقع العربية الإسلامية باعتباره أكثر المواقع العربية الإسلامية التي شكلت معارف المبحوثين نحو القضايا الإسلامية وذلك من خلال النسب المئوية للقضايا المختلفة في الموقع، يليه في الترتيب الثاني موقع إخوان أون لاين، وبعد ذلك يصعب ترتيب المواقع الأخرى لأن النسب المئوية تختلف من قضية لأخرى. فموقع إسلام اون لاين شكل معارف المبحوثين نحو القضايا الإسلامية المختلفة ومن أهم القضايا التي عالجها الموقع واهتم بها: "قضية علاقة الإسلام بالغرب" بنسبة (80.8%)، بينما نجد نسبة تلك القضية في موقع إخوان اون لاين (11.8%)، ثم يأتي موقع عمرو خالد في الترتيب الثالث لمعالجة تلك القضية بنسبة (3.8%)، ثم موقع إسلام واي بنسبة (1.3%)، وأخيراً موقع دليل الشيعة بنسبة (0.8%)، أما "قضايا الشباب المسلم" فعالجها موقع إسلام اون لاين بنسبة (76.3%)، يليه موقع إخوان أون لاين بنسبة (14.5%)، ثم موقع عمرو خالد بنسبة (5.6%)، يليه موقع اسلام واي بنسبة (0.8%)، وأخيراً موقع دليل الشيعة بنسبة (0.5%)، وقضية "ضوابط تعامل المسلم مع وسائل التكنولوجيا الحديثة" عالجها موقع إسلام أون لاين بنسبة (75%)، ثم موقع إخوان أون لاين بنسبة (18%)، يليه موقع عمرو خالد بنسبة (2.8%)، ثم موقع اسلام واي بنسبة (2.5%)، وأخيراً موقع دليل الشيعة ونسبته(0.5%).
بينما قضية "الرد على الافتراءات المثارة حول الإسلام" فاهتم بها موقع إسلام اون لاين وفقاً لآراء المبحوثين بنسبة (65.5%)، يليه موقع إخوان أون لاين بنسبة (26.5%)، ثم موقع عمرو خالد بنسبة (2.6%)، يليه موقع اسلام واي بنسبة (2%)، وأخيراً موقع دليل الشيعة بنسبة (0.3%). أما قضية "الإسلام ورؤيته لقضايا المرآة المعاصرة" فقد كانت نسبتها في موقع إسلام أون لاين (63%)، يليه موقع إخوان أون لاين بنسبة (24%)، ثم موقع عمرو خالد بنسبة (2.3%)، ونسبة تلك القضية في موقع إسلام واي هي (1.6%)، وأخيراً موقع دليل الشيعة بنسبة (0.5%). بينما اهتم موقع إسلام اون لاين بقضية "الدعوة للاجتهاد في جميع فروع الإسلام" بنسبة (60.8%)، اهتم بها موقع إخوان أون لاين بنسبة (28.8%)، يليه موقع عمرو خالد بنسبة (2.8%)، ثم موقع إسلام واي بنسبة (2%)، وأخيراً موقع دليل الشيعة بنسبة (0.8%).
وكشف أن أهم القضايا التي شكلت معارف المبحوثين في موقع إخوان اون لاين قضية "هموم المسلمين تحت نيران الاحتلال" ونسبتها (37.5%)، تليها "قضايا الإصلاح السياسي والديمقراطي في الدول العربية" ونسبتها (37.3%)، ثم "قضية تغيير المناهج الدينية في الدول العربية " ونسبتها (36%)، ثم قضية "تجديد الخطاب الديني" بنسبة (31.5%)، ويتضح أن القضايا التي شكلت معارف الأفراد من موقع إخوان أون لاين هي قضايا سياسية في المقام الأول تتفق مع توجهات جماعة الإخوان المسلمين ورؤيتهم للقضايا السياسية المختلفة. بينما اهتم موقع دليل الشيعة بقضية "التفجيرات الإرهابية في الدول العربية" بنسبة (11%) وشكل معرفة المبحوثين نحو تلك القضية وهذا يعني أن لكل موقع اهتماماته المتفقة مع سياسة وتوجهه لجمهوره ورؤيته للإسلام على شبكة الإنترنت، بينما نجد أن موقع عمرو خالد استحوذت على اهتمام القائمين عليه قضية "العمل الأهلي الإسلامي" بنسبة (9%)، أما موقع "إسلام واي" فتحتل فيه "قضية التفجيرات الإرهابية" في الدول العربية المركز الأول بنسبة (10.8%)، كما ظهرت مواقع أخرى اختارها المبحوثون وهي "موقع سحاب- موقع الإسلام اليوم- موقع صناع الحياة- موقع لها أون لاين- موقع الحبيب بن علي الجفري دوت كوم- موقع قناة الجزيرة "الجزيرة دوت نت"- موقع الشيخ القرضاوي - موقع المركز الفلسطيني للإعلام".