الموت يغيب أول فنانة وزيرة للثقافة في المغرب

الراحلة ثريا جبران تعتبر إحدى قامات المسرح المغربي حيث بدأت مشوارها مبكرا وعاشت مرحلة التوهج الفني أواخر الثمانينيات والتسعينيات.

الرباط – غيب المرض الاثنين بالدار البيضاء وزيرة الثقافة السابقة الفنانة ثريا جبران، عن سن تناهز 68 عاما، في رحيل هز الساحة المسرحية في المغرب.

وكانت جبران تتلقى العلاج في إحدى مستشفيات الدار البيضاء على نفقة العاهل المغربي محمد السادس.

وقالت النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية في بيان إن الفقيدة توفيت "مساء الاثنين 24 أغسطس 2020 بمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء بعد معاناة طويلة مع المرض".

وأضاف البيان "نقابتنا، إذ تستحضر بهذه المناسبة، التاريخ المجيد لفقيدة المسرح المغربي والعربي، وتعتز بعطاءاتها الخلاقة على خشبات مسارح العالم، وفي الدراما التلفزيونية والسينمائية، فإنها تعتبر الفنانة ثريا جبران واحدة من كبار شخصيات الفن والثقافة في بلادنا، وأحد أعلام فن التمثيل في المغرب وفي العالم العربي".

كما نعت العديد من المؤسسات الثقافية والفنية أول فنانة وزيرة للثقافة في المغرب، في مقدمتها الهيئة العربية للمسرح.

وكتب الشاعر والإعلامي محمد بشكار "الثريا لا تنطفئ، لأن مكانها أعلى لا تصلها الأيادي في السماء! رحم الله ثريا جبران أيقونة المسرح المغربي، وأقصد ذلك المسرح الذي اجترح واقعنا في مرحلة عصيبة من المغرب، والذي عبر بليغا عن طبقتنا الأعلى أيضا بأحلامها من كل الطبقات رغم أنها في الأسفل! لذلك قلت إن الثريا لا تنطفئ، صحيح أنها بطلة فرقة مسرح اليوم، ولكن الأصح أنها ستبقى أيقونة المسرح المغربي في كل الأيام !".

وكتب الإعلامي عبد الصمد بنشريف "الموت يغيب ثريا جبران سيدة المسرح المغربي بامتياز والإنسانة الطيبة والفنانة المقتدرة والوزيرة السابقة".

تعتبر الراحلة إحدى قامات المسرح المغربي حيث بدأت مشوارها مبكرا وعاشت مرحلة التوهج الفني أواخر الثمانينات والتسعينات، وساهمت في تأسيس فرق مثل "مسرح الشعب" و"مسرح الفرجة" و"مسرح الفنانين المتحدين".

وشكل العمل مع المسرحي الراحل الطيب الصديقي مرحلة مهمة في مسارها الفني، حيث شاركت معه في تشخيص مسرحية "سيدي عبد الرحمن المجدوب" و"أبو حيان التوحيدي" ضمن "فرقة الناس".

كما بادرت الراحلة إلى جانب المؤلف والمخرج المسرحي عبد الواحد عوزري، إلى تأسيس فرقة جديدة، شكلت تجربة مهمة وورشة هدفها إعادة الاعتبار للمسرح المغربي ورفع مستواه.

من مسرحياتها "حكايات بلا حدود" و"نركبو الهبال" و"بوغابة" و"النمرود في هوليوود" و("مرأة غاضبة" و"جنان الكرمة" و"خط الرجعة" و"العين والمطفية)"و"عود الورد".

وتابعت الراحلة ثريا جبران، التي عينت وزيرة للثقافة سنة 2007 بحكومة عباس الفاسي، دراستها الابتدائية والثانوية بمسقط رأسها مدينة الدار البيضاء، وحصلت على ديبلوم التخصص المسرحي من المعهد الوطني، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء.

وحرصت ثريا جبران خلال مهمتها على رأس وزارة الثقافة على متابعة الورش الثقافية الكبرى بمدينة الرباط : المكتبة الوطنية، والمتحف الوطني، ومسرح الرباط الكبير، والمعهد العالي للموسيقى والرقص، إلى جانب العناية بقضايا الفنانين، والبنيات الثقافية الجهوية.

وحصدت جبران العديد من الجوائز والأوسمة منها وسام الاستحقاق الوطني ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب.