الموسيقى تحرر أنقاض الموصل من صوت الحرب

عازف التشيلو العراقي كريم وصفي يوزع نغماته بين معلمين يحملان رمزية دينية كبيرة في المدينة العراقية هما منارة الحدباء وكنيسة الساعة الكاثوليكية.
عزف على أوتار السلام والتعايش
رسالة بالالحان من أجل إعادة اعمار المدينة
الموسيقى تمحو صدى القذائف

الموصل (العراق) - على أطلال البلدة القديمة في غرب مدينة الموصل، بدأ عازف التشيلو الأميركي العراقي كريم وصفي يوزع نغماته يمينا ويسارا ليمحو صدى قذائف انهالت على مدى تسعة أشهر وجعلت من تلك المنطقة التاريخية أكوام حجارة.
عزف وصفي على وتري "السلام والتعايش" كما يقول، مستقطبا بضع عشرات من أبناء الموصل الذين تجمعوا لمشاهدة العرض الذي قدمه العازف العراقي الأميركي ترافقه فرقة "أوتار نركال" المحلية المؤلفة من عازفي كمان وغيتار وعود.
صدحت الألحان بين معلمين يحملان رمزية دينية كبيرة في المدينة هما منارة الحدباء الشهيرة الواقعة قرب مسجد النوري، وكنيسة الساعة الكاثوليكية التابعة لرهبنة الدومينيكان.

تعرض هذان الموقعان للتفجير خلال المعارك لدحر تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة، قبل أن يطرد نهائيا منها في يوليو/تموز 2017.
يقول القائد السابق لأوركسترا بغداد والملقب بـ"روستروبوفيتش العراقي" نسبة إلى عازف التشيلو الروسي الشهير مستيسلاف روستروبوفيتش إن "هذه الموسيقى رسالة من الموصل للعالم أجمع تحمل مفاهيم الأمن والسلام والتعايش".
ويضيف أنها "دعوة للشركات والمستثمرين والمنظمات للمجيء والمشاركة بإعادة إعمار المدينة وخصوصا المنطقة القديمة المهدمة".
وبعد نحو عام من إعلان تحريرها، بدأت السلطات المحلية في الموصل الأربعاء الماضي بعملية رفع الأنقاض، في أول خطوة باتجاه إعادة بناء المدينة.