الموقف الأميركي لا يثني التحالف عن تنفيد ضربات بسوريا

التحالف الدولي ضد داعش يواصل تنفيذ عملياته في سوريا رغم قرار واشنطن سحب قواتها وفق جدول زمني لم يتضح بعد.

واشنطن - يواصل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ ضربات في سوريا مذ مطلع العام رغم إعلان البيت الأبيض عن سحب القوات الأميركية وفق جدول زمني يزداد ضبابية مع تصريحات الرئيس دونالد ترامب المتتالية.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكومندان شون روبرتسون الاثنين لوكالة فرانس برس إن "قوات التحالف تواصل تقديم مساعدة لشركائنا السوريين مع دعم جوي وضربات مدفعية في وادي الفرات".

ولفت المتحدث إلى أن قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف يضم فصائل عربية وكردية مدعوم من واشنطن، "حررت بلدة الكشمة" في محافظة دير الزور من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في الثاني من كانون الثاني/يناير.

وأضاف "سنواصل العمل مع التحالف وشركائنا المحليين لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية"، متحدثا بعد ساعات من إعلان ترامب في تغريده أن قراره سحب عناصر القوات الخاصة الأميركية الألفين المنتشرين في سوريا سينفذ "بوتيرة ملائمة".

وبدل الرئيس خططه للانسحاب منذ إعلانه في 19 كانون الأول/ديسمبر سحب الجنود فورا من سوريا.

وأعلن في ذلك الحين في مقطع فيديو قصير على تويتر "لقد هزمنا تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، حان وقت العودة" مضيفا "إن شباننا ونساءنا ورجالنا سيعودون جميعا، وسيعودون جميعا حالا".

لكن في مطلع كانون الثاني/يناير، بات موقفه مبهما أكثر بشأن الجدول الزمني للانسحاب.

وقال إن الانسحاب "سيحدث خلال بعض الوقت، أنا لم أقل أبدا أننا سننسحب بين ليلة وضحايا.

بعد ذلك، أكد الاثنين "سنغادر (سوريا) بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم الدولة الإسلامية والتصرّف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة لباقي الأمور".

ترامب
قرار مربك

"عواقب غير مقبولة"

علق جيمس دوبينز من مركز "راند" للدراسات لوكالة فرانس برس أن هذه الرسائل المتناقضة "هي ميزة إدارة (أميركية) تُتخذ القرارات فيها بشكل غير رسمي ومتهور، وفي غالب الأحيان بدون التحضيرات المناسبة".

ورأى هذا السفير السابق في أفغانستان أن هذه المواقف المتقلبة تظهر خصوصا أنه سيكون من الصعب على الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا بدون أن تترك الساحة مشرعة لخصوم واشنطن في المنطقة ولا سيما إيران.

وقال دوبينس "هل من الممكن الانسحاب؟ نعم بالطبع. لكن هل يمكن الانسحاب بدون تكبد عواقب غير مقبولة؟ لا على الأرجح" مضيفا "لذلك طلب مستشارو (ترامب) منه مراجعة أوامره".

وأكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون الأحد أن الانسحاب الأميركي يجب أن يتمّ بشروط من بينها "ضمان" سلامة الحلفاء الأكراد والتثبت من هزيمة دائمة لتنظيم الدولة الإسلامية، وهي هزيمة كان ترامب أعلنها في 19 كانون الأول/ديسمبر.

وقال بولتون بمناسبة محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس "سنناقش قرار الرئيس (ترامب) بالانسحاب، ولكن بهدف تنفيذ الانسحاب من شمال شرق سوريا في طريقة تضمن أن تنظيم الدولة الاسلامية قد هُزم ولم يعد قادراً على إحياء نفسه ليصبح تهديدا مجددا".

كما شدد على وجوب "التأكد من الضمان التام للدفاع عن إسرائيل وأصدقائنا الآخرين في المنطقة، وللاهتمام بمن حاربوا إلى جانبنا ضد تنظيم الدولة الاسلامية وغيره من الجماعات الإرهابية".

وقال بولتون إن الولايات المتحدة تريد ضمانات من تركيا بشأن سلامة الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين قبل سحب قواتها.

من جهته باشر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولة ماراتونية في الشرق الأوسط لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة.

وقال للصحافيين لدى مغادرته إن "الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تتواصل، وجهودنا للتصدي للحملة الإيرانية مستمرة بالتأكيد، والتزامنا حيال الاستقرار في الشرق الأوسط يبقى تاما".

وفي مؤشر إلى الشكوك التي أثارتها إدارة ترامب، وجه الأكراد قبل أسبوعين دعوة الى السلطات السورية لنشر قواتها في مدينة منبج (محافظة حلب، شمال) التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية لحمايتهم من تهديدات أنقرة.

وقال القيادي الكردي البارز في قوات سوريا الديموقراطية ريدور خليل في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا مفرّ من توصّل الإدارة الذاتية إلى حلّ مع الحكومة السورية لأن مناطقها هي جزء من سوريا".