الموقف من تايوان والصحراء المغربية يضع الجزائر في مواجهة مع واشنطن

الجزائر التي تدعم النزعة الانفصالية  في الصحراء المغربية، تعلن معارضتها بأي شكل من الأشكال لاستقلال تايوان عن الصين، مجددة التزامها بمبدأ "الصين الواحدة"، في موقف يكشف ازدواجية الخطاب الجزائري.
الصين والجزائر تتفقان على تعزيز التعاون الأمني والدفاعي
الجزائر تدعم انفصال الصحراء المغربية وتعارض انفصال تايوان عن الصين
الجزائر تفتح مزيدا من المنافذ للتمدد الصيني الروسي في افريقيا

بكين - اتفقت بكين والجزائر اللتان تجمعهما شراكة تجارية قديمة اليوم الثلاثاء على تعزيز التعاون بينهما في مجالات أخرى منها الأمن والدفاع الوطني، بينما أعلنت الأخيرة معارضتها بأي شكل من الأشكال لاستقلال تايوان عن جمهورية الصين الشعبية، مجددة التزامها بمبدأ "الصين الواحدة"، في موقف من شأنه أن يفاقم التوتر الأميركي الجزائري.

وتدعم الولايات المتحدة استقلال تايوان. وهذا الموقف في قلب الخلاف بين بكين وواشنطن وكان ولا يزال مصدر توتر بين القوتين العالميتين، بينما من المتوقع أن يضع الموقف الجزائري من هذه القضية نظام الرئيس عبدالمجيد تبون في مواجهة مع الولايات المتحدة التي سبق لها أن طالبته بتفسير تعديل بوصلته صوب الشرق.

وثمة خلاف كامن بين الجزائر والغرب بسبب التقارب الروسي الجزائري باعتبار أنه يفتح منفذا واسعا للتمدد الروسي في إفريقيا ويعزز وجود موسكو في فضاء جغراسياسي تقليدي للقوى الغربية.

والانفتاح الجزائري على الصين من شأنه أن يعزز كذلك التمدد الصيني في الفضاء الإفريقي تماما كما يعزز تمدد موسكو حليفة بكين، في المنطقة. ويعزز الاتفاق كذلك علاقات الصين القوية بالفعل مع الدولة العربية الأفريقية.

وبعد اجتماع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، اتفق البلدان أيضا على دعم المصالح الأساسية لبعضهما البعض والحفاظ على سيادتهما وسلامة أراضيهما، وفقا لبيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الصينية.

وللجزائر أهمية إستراتيجية للصين نظرا لموقعها على البحر المتوسط، فيما تعود العلاقات بين بكين وحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم إلى أواخر خمسينيات القرن الماضي عندما كانت الجزائر تسعى للاستقلال عن فرنسا.

وفي 2014، رفع البلدان مستوى العلاقات بينهما إلى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، لتصبح الجزائر أول دولة عربية تعقد مثل هذه الشراكة مع الصين.

واتفق الجانبان بحسب بيانهما الصادر اليوم الثلاثاء على تعميق شراكتهما الإستراتيجية الشاملة وشددا على الحاجة إلى تعاون سياسي وأمني وثيق.

وأثارت اتفاقات أمنية بين الصين ودول أخرى شكوكا وقلقا. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعت الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا رئيس وزراء جزر سليمان إلى الكشف عن تفاصيل اتفاق للتعاون بين جهازي الشرطة في الدولة الواقعة في المحيط الهادي والصين.

وذكر البيان المشترك أن الصين والجزائر اتفقتا على العمل سويا في ما يتعلق بمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة داخل حدودهما ودعم الدول الأخرى مثل الصومال والسودان في جهودهما الأمنية.

وتعبر الجزائر التي نجحت في محاربة الإرهاب الداخلي، منذ أمد بعيد عن اهتمامها بمساعدة جيرانها في التصدي للإرهاب بعد أن تراجعت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة، عن جهودها لمكافحة الجماعات الإرهابية هناك.

وقال تبون الذي يقوم بأول زيارة له إلى الصين منذ أن أصبح رئيسا للجزائر في 2019، إن بلاده مستعدة لتعزيز الشراكة مع بكين من أجل دعم التنمية الاقتصادية للجزائر.

وتأتي زيارته للعاصمة الصينية بعد زيارة رسمية أيضا لروسيا الشهر الماضي ناشد خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم الجزائر لتصبح عضوا في بريكس وهي مجموعة من الأسواق الناشئة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

وذكر البيان المشترك أن الصين ترحب برغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة بريكس وتدعم جهودها لتحقيق هذا الهدف. وقال شي إن الجانبين سيتعاونان أيضا في مجالات الفضاء والبنية التحتية والبتروكيماويات والطاقة المتجددة، مضيفا "ساعد البلدان بعضهما البعض في السراء والضراء".

وأكدت الجزائر التي تدعم النزعة الانفصالية  في الصحراء المغربية، معارضتها بأي شكل من الأشكال لاستقلال تايوان عن الصين، مجددة التزامها بمبدأ "الصين الواحدة"، في موقف يكشف ازدواجية الخطاب الجزائري ويفضح تناقضاته.  

وبخصوص قضية النزاع في الصحراء المغربية، بدا الموقف الصيني متناغما مع الدعم الجزائري للنزعة الانفصالية تحت مسمى تقرير مصير الشعب الصحراوي.

وشدد البيان المشترك عقب المحادثات الموسعة وعلى انفراد بين قائدي البلدين بقصر الشعب في بكين والذي نشرته الرئاسة الجزائرية، على دعم الجانب الجزائري للموقف الصيني في المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانغ وهونغ كونغ والتبت وغيرها، إلى جانب معارضة محاولات تسييس قضية حقوق الإنسان أو استعمالها كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية.

كما جاء في البيان أن الجزائر والصين جددتا تأكيدهما على تكثيف التشاور والتنسيق حول القضايا الدولية متعددة الأطراف وعلى مواصلة الدعم الثابت لمصالحهما الجوهرية ومساندة كل جانب للجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه.