الميليشيات تتوعد بتصعيد استهداف الجيش الأميركي في العراق

مجموعات مسلحة تؤكد انها ستواصل هجماتها إذا لم تعلن بغداد وواشنطن موعداً واضحا لانسحاب القوات الأميركية بعد انعقاد الحوار الاستراتيجي.
الميليشيات ترفض فكرة بقاء القوات الاميركية في العراق وتطالب بمدة زمنية للانسحاب

بغداد - هددت فصائل عراقية مسلحة، الأربعاء، بتوجيه ضربات "كبيرة" و"دقيقة" للقوات الأميركية في البلاد، إذا لم تعلن بغداد وواشنطن موعداً واضحا لانسحاب تلك القوات.
جاء ذلك في بيان لـ"الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، التي تضم فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بإيران، وعلى رأسها "كتائب حزب الله العراقي" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة النجباء".
ويأتي هذا التهديد قبل ساعات من انعقاد الجولة الثالثة من "الحوار الاستراتيجي" بين بغداد وواشنطن، التي ستجرى عبر تقنية "فيديو كونفرنس"، الأربعاء؛ لمناقشة قضايا تهم البلدين بينها التعاون في مكافحة الإرهاب.
وقالت الهيئة، في بيانها إن "المقاومة اليوم تجد نفسها ملزمة أن ترد بكل قوة، وصلابة، وأن توجِّه ضربات كبيرة ودقيقة في حال لم يتضمن هذا الحوار إعلانًا واضحًا وصريحًا عن موعد الانسحاب النهائي لقوات الاحتلال: برًّا، وجوًّا، وبصورة كاملة".
وأضافت أن لديها معلومات "مؤكدة" بأن "البيان الذي سيصدر عن الجولة الحالية من الحوار سيكون بيانًا مهلهلًا.. ولا يحتوي على أي إشارة لتنفيذ قرار مجلس النواب بإخراج قوات الاحتلال الأميركي من الأرض العراقية".
وأكدت أنها ترفض مقدماً البيان الذي سيصدر في ختام جولة الحوار.
وهذه أول جولة من المباحثات بين واشنطن وبغداد تعقد في ظل الإدارة الأميركية الجديدة.
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2020 صوّت البرلمان العراقي على قرار يتضمن إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وجاء القرار بعد يومين من اغتيال واشنطن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي البارز في "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس بضربة جوية قرب مطار بغداد.
ويتواجد نحو 2500 جندي أميركي في العراق ضمن قوات التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" الإرهابي.
والشهر الحالي توعدت الولايات المتحدة بالردّ على من استهدفوا مصالحها وقواتها في العراق بهجمات صاروخية في الفترة الأخيرة، وذلك في الوقت والمكان المناسبين.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده ستفعل ما تراه ضروريا للدفاع عن مصالحها بعد تصاعد الهجمات الصاروخية التي استهدفت قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تستضيف قوات أميركية وعراقية إلى جانب قوات تابعة للتحالف.
وفي الوقت الراهن ثمة شدّ وجذب بين الطرفين، بسبب الرغبة في تسوية أزمة الملف النووي ورفع العقوبات رغم الحديث عن بعض الحلول. وتسعى طهران للاحتفاظ بورقة الضغط في الساحة العراقية وتحرك من حين إلى آخر ميليشياتها لتذكر الإدارة الأميركية الجديدة أنها قادرة على إلحاق الأذى بقواتها ومصالحها في المنطقة.
وتتحرك طهران على أكثر من جبهة خارجية لزيادة الضغط على واشنطن من أجل تحسين موقفها التفاوضي، بينما ترخي إدارة بايدن الحبل لجرّ الجمهورية الإسلامية للتفاوض ولحل دبلوماسي لا يظهرها بمظهر من قدم تنازلات.