الميليشيات تستأنف استهداف السفارة الأميركية في العراق

الفصائل الموالية لإيران تشن هجمات صاروخية على السفارة هي الاولى منذ اعلان الهدنة قبل شهر.
الهجمات تطرح عدة تساؤلات حول قدرة حكومة الكاظمي على تنظيم انتخابات في ظل عبث الميليشيات
استئناف الهجمات على السفارة يأتي بالرغم من صعود جو بايدن وانتهاء عهد ترامب
بغداد ستواصل التنسيق مع واشنطن في مجال المعلومات الاستخبارية والاستشارات العسكرية والتدريب

بغداد - أطلقت مساء الثلاثاء صواريخ في اتجاه سفارة الولايات المتحدة في بغداد في انتهاك هو الأول منذ شهر لهدنة أعلنتها الفصائل العراقية الموالية لإيران، وفق ما افاد مصدر أمني في المنطقة الخضراء.
وافاد صحفيون في وسط بغداد أنهم سمعوا دوي انفجارات قوية مع تشغيل منظومة الدفاع الأميركية "سي رام" المضادة للصواريخ.
وتزامن هذا الهجوم مع إعلان واشنطن انها ستسحب 500 من جنودها من العراق ليبقى فيه فقط 2500 جندي حيث أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الأربعاء، توصل بغداد وواشنطن إلى اتفاق على انسحاب 500 جندي أميركي من العراق.

وأوضح فؤاد حسين أن اتفاق انسحاب 500 جندي أميركي، جاء بعد مشاورات بين الكاظمي وبومبيو، "لينخفض إجمالي عدد القوات الأميركية في العراق إلى 2500 جندي".
وأضاف "بهذا الاتفاق دخل العراق المرحلة الرابعة والنهائية بشأن انسحاب القوات الأميركية"، مؤكدا أن باقي القوات الأميركية المتواجدة في العراق غير قتالية.
وتابع "الحكومة العراقية ستبقى مستمرة بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، لا سيما في مجال المعلومات الاستخبارية والاستشارات العسكرية وتدريب القوات العراقية".
واعلنت الفصائل الموالية لايران منتصف تشرين الاول/أكتوبر انها لن تستهدف السفارة الاميركية شرط ان تعلن واشنطن سحب كل قواتها بحلول نهاية العام.
لكن قبل ذلك استهدفت ميليشيات موالية لايران وبشكل مكثف بصواريخ عبر نهر دجلة المجمع الدبلوماسي الأميركي شديد التحصين الذي بُني لكي يكون أكبر سفارة أميركية في العالم في وسط المنطقة الخضراء ببغداد خلال الاحتلال الأميركي الذي أعقب اجتياح العراق عام 2003.
وتحمل واشنطن كتائب حزب الله العراقي الاكثر تشددا مسؤولية نحو تسعين هجوما صاروخيا استهدفت منذ عام سفارتها وقواعد عراقية تضم جنودا أميركيين وقوافل لوجستية لمتعاقدين عراقيين يعملون لحساب الجيش الأميركي.
وتبنت فصائل باسماء غير معروفة هجمات عدة مكرِّرة مطالبتها بانسحاب "الغزاة" الاميركيين بعد قرار للبرلمان العراقي في هذا الصدد.
وفي كانون الثاني/يناير، وبعد 48 ساعة من اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومساعده العراقي ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد، صوت النواب العراقيون على وجوب مغادرة 5200 جندي اميركي الاراضي العراقية.
وتدعو الحكومة العراقية الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي الى إمهال الاميركيين "ثلاثة اعوام" للانسحاب بعدما عادوا في 2014 للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية.
كما شكلت الحكومة العراقية لجنة للتحقيق في الهجمات التي تستهدف البعثات الدبلوماسية في العراق وذلك على خلفية دعوات من قبل التيار الصدري حيث منحها مصطفى الكاظمي صلاحيات واسعة للحصول على أي معلومات تطلبها من أي جهة.

هجمات الميليشيات تحرج حكومة الكاظمي داخليا وخارجيا
هجمات الميليشيات تحرج حكومة الكاظمي داخليا وخارجيا

وسعت طهران الى تحويل العراق لساحة تصفية حسابات مع العدو الاميركي حيث تحض السلطات الايرانية ميليشيات موالية لها على استهداف المنطقة الخضراء اضافة الى قواعد أميركية في محتلف مناطق البلاد وذلك عقب تشديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعقوبات بسبب الملف النووي الإيراني.
ومع التحذيرات التي أطلقها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو بإمكانية إغلاق السفارة الأميركية في حال لم تتوقف الهجمات تعهدت الحكومة العراقية بحماية المرافق الدبلوماسية لكن الهجمات الاخيرة تشير الى إخفاق حكومة الكاظمي في مسعاها.
وستجد الحكومة العراقية نفسها في موقف محرج وضعيف خاصة وان البلاد مقبلة على استحقاق انتخابي يحتاج الى حفظ الأمن والاستقرار لضمان الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية.

كما ياتي استئناف الهجمات بالرغم من خسارة ترامب للانتخابات الرئاسية وصعود جو بايدن للرئاسة حيث يعتقد مراقبون ان السياسة الاميركية تجاه ايران والعراق ستتغير مع الديمقراطيين.