الناتو يدعم فرضية إسقاط إيران لطائرة الركاب الأوكرانية

وزير خارجية النمسا بيتر يقول إن الاتحاد الأوروبي "لا يمكنه أن يغض الطرف" لو كانت إيران قد أسقطت الطائرة الأوكرانية بالفعل.
ألمانيا تطالب إيران بألا تخفي أسباب تحطم الطائرة الأوكرانية
لماذا سمحت إيران للطائرة الأوكرانية بالإقلاع أثناء مهاجمة قاعدتين أميركيتين بالعراق
بروكسل قد تفرض عقوبات على إيران إذا اتضح تورطها في إسقاط الطائرة الأوكرانية   

بروكسل - قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم الجمعة إن الدفاع الجوي الإيراني ربما أسقط طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران يوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها، في تقدير يتماهى مع ما سبق وأن أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال ستولتنبرغ للصحفيين لدى دخوله الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "من المهم أن نثبت كل الحقائق هناك... أدعو إيران للمشاركة والإسهام بشكل كامل في تحقيق شفاف وشامل".

وأضاف "لا نملك سببا لعدم تصديق التقارير التي رأيناها من مختلف حلفاء الحلف والتي تفيد بأن الطائرة ربما أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية".

وتابع "لهذا السبب بالتحديد نحتاج إلى تحقيق شامل للتثبت من كل الحقائق ولهذا بالتحديد علينا أن نحصل على التعاون الكامل من الجانب الإيراني في مثل هذا التحقيق".

وجاءت تصريحات ستولتنبرغ بينما سُمح لخبراء أوكرانيين في إيران بمعاينة الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو الجمعة.

وطالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إيران بألا تخفي الأسباب وراء تحطم الطائرة الأوكرانية قرب طهران وإلا فإنها ستخاطر بتصعيد مشاعر الارتياب في المنطقة وخارجها.

ولدى وصوله لحضور اجتماع طارئ لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة الأزمات في إيران وليبيا، كرر ماس ما قاله وزراء آخرون بشان المطالبة بإجراء تحقيق يتسم بالشمول والشفافية في حادث التحطم الأوكرانية الذي وقع يوم الأربعاء.

وقال الوزير الألماني "المهم في الوقت الراهن توضيح الأمر بشكل تام. هناك إشارات إيجابية تدل على أن إيران تشرك دولا أخرى في استيضاح ما حدث".

وأضاف "هذا شيء لا يمكن إخفاؤه. إذا حدث ذلك فستتولد مشاعر ريبة جديدة وهذا هو آخر شيء نحتاجه الآن".

وقالت كندا ودول أخرى استنادا لاستنتاجات أجهزة مخابرات، إن الطائرة أُسقطت بعد وقت قصير من إقلاعها بصاروخ إيراني ربما عن طريق الخطأ، في وقت كانت فيه إيران في حالة تأهب لرد عسكري أميركي بعد ساعات من إطلاق طهران صواريخ على أهداف أميركية في العراق. وتنفي طهران أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ.

وقال وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك للصحفيين اليوم الجمعة "من المرجح فعلا أن تكون الطائرة سقطت بصواريخ إيرانية".

وردا على سؤال عما إذا كان يجب فرض عقوبات على طهران قال بلوك "الخطوات التالية تتوقف على رد الفعل الإيراني (على نتائج تحليل مستقل)"

وقال وزير خارجية النمسا بيتر جوشيلباور إن الاتحاد الأوروبي "لا يمكنه أن يغض الطرف" لو كانت إيران قد أسقطت الطائرة بالفعل.

وقال دبلوماسيون إنه من المتوقع أن يصدر الوزراء بيانا يدعو إلى وقف التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران والحفاظ على الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بالإضافة إلى تحديد معالم دعوتهم إلى تحقيق شامل في تحطم الطائرة الأوكرانية.

وقالت إيران اليوم الجمعة إنها تريد أن تقوم بنفسها بتحميل بيانات الصندوقين الأسودين لطائرة أوكرانية تحطمت على أراضيها مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وذلك بعدما ذكرت كندا ودول أخرى أن الطائرة أٌسقطت بصاروخ إيراني ربما عن طريق الخطأ.

وقالت طهران التي نفت إسقاط الطائرة وهي من طراز بوينغ 737-800، بصاروخ إن الأمر قد يستغرق شهرا أو شهرين لاستخلاص المعلومات من مسجلي الصوت وبيانات الطيران، مضيفة أنها قد تطلب مساعدة روسيا أو كندا أو فرنسا أو أوكرانيا إذا اقتضى الأمر. كما قالت إن التحقيق قد يستغرق عاما أو عامين.

ويزيد الحادث من الضغوط الدولية على إيران بعد شهور من التوتر مع الولايات المتحدة ثم الضربات العسكرية المتبادلة. وقتلت واشنطن الأسبوع الماضي قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في العراق مما دفع طهران للرد بإطلاق صواريخ.

وفي تعبير عن الحزن نشر إيرانيون وغيرهم صورا على مواقع التواصل الاجتماعي من موقع تحطم الطائرة من بينها صورة لإحدى فردتي حذاء أحمر اللون لطفل وسط الحطام.

ونٌشرت على تويتر صورة ذاتية (سيلفي) لأم وابنتها في مقعديهما بالطائرة أٌرسلت إلى قريب لهما قبل الإقلاع.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لا يستبعد ضربة صاروخية لكن الأمر غير مؤكد، بينما قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو "نحن على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة" في التحقيق الذي تجريه أوكرانيا.

ويريد المحققون الأوكرانيون تفقد مكان سقوط الطائرة للبحث عن أي حطام لصاروخ روسي الصنع تستعمله إيران.

وعبر كثير من الإيرانيين عن استيائهم على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء السماح للطائرة بالإقلاع بعد ساعات من القصف الصاروخي الإيراني لأهداف أميركية في العراق كما عبروا عن قلقهم إزاء صور نشرت على تويتر، لا يمكن التحقق منها، تشير إلى أن موقع تحطم الطائرة تم تجريفه بالجرافات.

وقال علي عابد زادة رئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية في مؤتمر صحفي في طهران "نفضل تحميل بيانات الصندوقين الأسودين في إيران، لكن لو وجدنا صعوبة في ذلك بسبب الأضرار التي لحقت بالصندوقين فسنطلب المساعدة".

وعرض التلفزيون الحكومي في وقت سابق لقطات للصندوقين قائلا إنه يمكن تحميل معلوماتهما وتحليلها.

وألقى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو باللوم على صاروخ إيراني في إسقاط الطائرة التي كان على متنها 63 كنديا استنادا لمعلومات مخابراتية كندية ومن مصادر أخرى على الرغم من قوله إن ذلك "ربما لم يكن متعمدا".

وطلب المدعي العام الأوكراني من كندا "تقديم المعلومات المتاحة للجانب الكندي والتي قد تسهل التحقيقات الجنائية" في الحادث.

وذكرت وكالة تاس للأنباء نقلا عن سيرغي ريابكوف مساعد وزير الخارجية الروسي الجمعة أن موسكو لا ترى في الوقت الراهن أي أساس لاتهام إيران بالمسؤولية عن سقوط طائرة الخطوط الدولية الأوكرانية بالقرب من طهران في تناقض مع بيانات من كندا وآخرين.

وقال مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي إنه سيشارك في التحقيق في تحطم الطائرة الأوكرانية. وساعد المكتب في تحليل بيانات مسجل رحلة طائرة بوينغ تحطمت في إثيوبيا العام الماضي.

وذكر مسؤول أميركي مستندا لبيانات من الأقمار الصناعية، أن واشنطن خلصت بدرجة عالية من اليقين إلى أن صاروخين مضادين للطائرات أسقطا الطائرة عن طريق الخطأ.

وأشار المسؤول إلى أن البيانات أظهرت أن الطائرة حلقت لمدة دقيقتين بعد مغادرتها طهران عندما جرى رصد البصمتين الحراريتين لصاروخين أرض جو.

ووقع انفجار على مقربة وأظهرت بيانات الحرارة اشتعال النيران في الطائرة وهي تسقط. ورصدت الأقمار الصناعية العسكرية الأميركية انبعاثات للأشعة تحت الحمراء من الحرارة.

وقال علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة في بيان "يمكن لكافة الدول التي كان لها مواطنون على متن الطائرة أن ترسل ممثلين ونحث بوينغ على إرسال ممثلها للانضمام إلى عملية فحص الصندوق الأسود".

وأشارت وسائل إعلام إيرانية الجمعة إلى أن ممثلين للولايات المتحدة وكندا وفرنسا سيسافرون إلى طهران لحضور اجتماعات للتحقيق الذي تقوده طهران في الحادث.

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "بمجرد وصولهم سيحضرون الاجتماعات للتحقيق في أسباب الحادث".

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه بعد التنسيق مع أوتاوا، توجه وفد من عشرة كنديين إلى طهران لمتابعة أمر الضحايا الكنديين. وكندا والولايات المتحدة لا تربطهما علاقات دبلوماسية مع إيران.