النارجيلة في لبنان: موضة وتسلية ونمط حياة ايضا

بيروت
للبنانيين في تدخين شيشيتهم فنون!

شكلت "النارجيلة" عبر عشرات السنين مصدرا للهو ‏‏والتسلية والمتعة لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين اذ يدخنها الكبار والصغار في ‏‏اوقات الصيف في المقاهي وعلى شاطئ البحر ويلتفون حولها في سهرات الشتاء.
وحين يجول المرء في عدد من المقاهي الشعبية اول ما يلفت انتباهه منظر الزبائن ‏‏الذين تحلقوا في دوائر وتوزعوا افرادا وجماعات وهم يدخنون "النرجيلة" او" ‏‏الشيشة" وتنوع النارجيلات من حيث جمال صناعتها.
ويتم التركيز في صناعة "النرجيلة" على "بلورتها" التي تملا بالمياه وعلى‏ ‏قالبها المصنوع من " النحاس" او الخشب وعلى نربيشها او خرطومها الذي يتفنن البعض ‏‏في تزيينه وزخرفته.
وترافق "النرجيلة" الناس في رحلاتهم وتؤنسهم بقرقعة مياهها التي تجعل الانسان ‏‏يشعر بالدفء والاطمئنان وخصوصا في سهرات الشتاء الجبلية حيث تهطل الثلوج والامطار ‏‏في الخارج.
وتشير المصادر التاريخية الى ان "النارجيلة" دخلت الى البلاد العربية مع العهد ‏‏العثماني اي قبل مائة عام واصل تسميتها " تركي" وكانت في الاساس تختص بالسلاطين ‏‏والباشاوات.
وكان مدخن "الشيشة" يرتدي زيا يتناسب معها كالعباءة المقصبة او الطربوش او ‏‏العمامة ويحمل في يده الاخرى " سبحته" فيما الخدم يلتفون حوله لتغيير "الجمرة" ‏‏التي توضع على رأس "النرجيلة" لتشعل التمباك والتي يسمونها في المقاهي الشعبية" ‏‏النارة".
ويؤكد مدخنو النارجيلة ان لتدخين النارجيلة آدابه وقوانينه ومنها مثلا انه لا ‏ ‏يجوز ابدا ان تضع "الشيشة" على رأس الطاولة في المقاهي فهذا يعني انك تتحدى ‏‏الجميع وتتجاهلهم كما لا يجوز لاحد ان ينفض سيجارته على صحن "النرجيلة" لان هذا ‏‏يعني الاحتقار.
‏اما اذا اراد المرء تسليم نرجيلته الى شخص اخر فيجب عليه طي النربيش وتسليمه ‏‏الى الشخص الذي يطلب ان يشاركك في تدخين النرجيلة احتراما.
وتختلف انواع التمباك باختلاف نوعيته وجودته فالنوع الرديء في العاصمة بيروت ‏ ‏يسمى "الطعش" اما اجود انواع التمباك فهو "التمباك العجمي" الذي يزرع ويصنع في ‏‏ايران وهو غالي الثمن لكنه اطيب واجود من الانواع الاخرى.
ويزرع التمباك ايضا في لبنان خصوصا في منطقة الجنوب والشمال كما يستورد لبنان ‏‏انواعا اخرى من سوريا ومصر (المعسل).وحاول عدد من المزارعين اللبنانيين زراعة نوع ‏‏من التمباك العجمي لكن هذه الزراعة لم تعط النتائج المرجوة وسمي هذا النوع ‏ ‏بالتمباك ذي النكهة العجمية.
وينقى التمباك من بعض الشوائب كالقش والعيدان القاسية ثم ينقع في المياه لمدة ‏ ‏ساعتين ويدلك باليد في قطعة من القماش بعد عصره ثم يوضع على رأس "الارجيلة" ‏ ‏بطريقة جيدة بعد ان يتم احداث ثقب في وسط الرأس بواسطة المخرز وتضاف اليه الجمرة ‏‏ليصبح جاهزا للتدخين.
ويتفنن البعض في صنع التمباك باضافة حبوب الهال او السكر او العسل اليه لتصبح ‏ ‏نكهته اطيب. (كونا)