النداء الجهادي الأخير لشن 'غزوة الثأر' من أكراد سوريا

مع قرب انتهاء المعركة في الباغوز، الدولة الاسلامية تدعو رجالات الدولة في شمال وشرق سوريا الى الانتقام من قوات سوريا الديمقراطية بالمفخخات والعبوات الناسفة والقناصة.
الدولة الاسلامية تنادي بالثأر لقتلى مسجدي نيوزلندا
أبو الحسن المهاجر يدعو الى إطالة أمد المعركة في الباغوز

بيروت - دعا تنظيم الدولة الإسلامية الإثنين عناصره في شمال سوريا وشرقها إلى "الثأر" من الأكراد الذين باتوا يحاصرون مقاتليه في بقعة محدودة في بلدة الباغوز ويقتربون من إعلان انتهاء "الخلافة".
وناشد المتحدّث باسم التنظيم أبي الحسن المهاجر، في تسجيل صوتي نشرته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام "رجالات الدولة" في مناطق سيطرة الأكراد بالقول "اثأروا لدماء إخوانكم وأخواتكم وأعلنوها غزوة للثأر. فأحكموا العبوات وانشروا القناصين وأغيروا عليهم بالمفخّخات".
وأكّد المتحدّث أنّ "معركتنا معكم لم يحم وطيسها بعد، فارقبوها حرباً شاملة لا تبقي ولا تذر".
وتخوض قوات سوريا الديموقراطية التي يُعدّ المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية هجوماً ضد التنظيم في شرق سوريا منذ أيلول/سبتمبر. وباتت تحاصره في جيب صغير في بلدة الباغوز، هو عبارة عن مخيم وأراض زراعية في محيطه على الضفة الشرقية للفرات.
وتدكّ هذه القوات الجيب المحاصر بالقذائف والرشاشات بينما تستهدفه طائرات التحالف بالضربات الجوية.
وقال المهاجر مخاطباً الولايات المتحدة ودول التحالف "أوتحسبون أنّ مشاهد النزوح للضعفاء والمساكين الخارجين من حصار الموت في الباغوز في الشام وصور النساء والولدان والشيوخ ستفتّ في تعاضد أبناء الخلافة وجيشها وأنصارها"؟

أوتحسبون أنّ مشاهد النزوح للضعفاء والمساكين ستفتّ في تعاضد أبناء الخلافة وجيشها وأنصارها

ورغم الخسائر التي مني بها التنظيم وتقلص مساحة سيطرته بعدما كان يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق في العام 2014، إلا أنّ المتحدّث اعتبر أنّ "الخلافة انتصرت يوم أن ثبت جنودها وأبناؤها" على تمسّكهم "بعقيدتهم" وباتوا "ألوفاً" بعدما كانوا مئات.
واعتبر المهاجر أنّ تحذيرات مسؤولين أميركيين من أن خطر التنظيم سيستمر لفترة طويلة مرده إلى "قناعتهم التامة بأن دولة الخلافة قد أصبحت واقعاً ليس بالإمكان تجاهله أو التغاضي عن خطره".
ودعا المتحدّث باسم التنظيم الجهادي "جنود الخلافة" في أماكن تواجدهم حول العالم إلى أن يطيلوا "أمد المعركة".
من جهة أخرى، حضّ المهاجر "أنصار" التنظيم الجهادي القاطنين في نيوزيلندا الى "الثأر والانتقام" بعد الهجوم المسلّح الذي شنّه أسترالي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش الجمعة وقتل خلاله خمسين مصلّياً تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و77 عاماً، في مجزرة تعدّ الأسوأ في تاريخ هذا البلد.
ولا يعني حسم المعركة في شرق سوريا انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف وتبنيه اعتداءات حول العالم.