النفط يقفز إلى أسعار 2008

الولايات المتحدة تجري محادثات مع الاتحاد الأوروبي وفنزويلا لبحث إمكانات الاستغناء عن النفط الروسي تمهيدا لحظر استيراده.
ألمانيا تعارض فرض حظر على واردات الطاقة من روسيا
الكونغرس يدرس قانونا لحظر استيراد النفط الروسي
تعاقدات النفط تتجاوز 147 دولارا للبرميل، ومحللون لا يستبعدون وصول السعر الى مئتي دولار

واشنطن/كاراكاس/برلين - ارتفعت أسعار النفط أكثر من عشرة في المئة في تعاملات محمومة الاثنين الى اعلى مستوى لها منذ 2008 بسبب مخاوف من فرض حظر أميركي وأوروبي على النفط الروسي والتأخير في المحادثات النووية الإيرانية.

وتتعرض إدارة الرئيس جو بايدن لضغوط سياسية متزايدة لتمديد العقوبات ضد روسيا إلى مجال الطاقة. وقد استثني حتى الآن هذا القطاع من العقوبات الغربية للحفاظ على استقرار الاسعار، التي توقع محللون ان تصل الى 200 دولار للبرميل اذا نفذ الغرب تهديده بحظر النفط الروسي.

يأتي ذلك في ظل محادثات تعقدها الولايات المتحدة مع كل من الاتحاد الأوروبي وفنزويلا حول إمكانات الاستغناء عن النفط الروسي وتجنب الارتفاعات الكبيرة في الاسعار.

وارتفع سعر برنت 12.73 دولارا إلى 130.84 دولار بينما ارتفع الخام الأميركي 9.92 دولار إلى 125.60 دولار.

وسجلت تعاقدات الخامين أعلى مستوى لها منذ يوليو/تموز 2008، مع تسجيل سعر خام برنت 147.50 دولار للبرميل وغرب تكساس الوسيط 147.27 دولار.

وشاب غموض محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية يوم الأحد في أعقاب مطالب روسيا بضمانات من الولايات المتحدة بأن العقوبات التي تواجهها بشأن الصراع في أوكرانيا لن تضر بتجارتها مع طهران. وقالت مصادر إن الصين طرحت مطالب جديدة.

وردا على مطالب روسيا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا لا علاقة لها باتفاق نووي محتمل مع إيران.

وأعلن بلينكن الأحد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "يناقشان بشكل مكثف" إمكانية حظر واردات النفط الروسي ردا على غزو أوكرانيا.

وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأميركية "نتحدث مع شركائنا الأوروبيين وحلفائنا للنظر، بطريقة منسقة، في فكرة حظر استيراد النفط الروسي مع ضمان بقاء إمدادات كافية من النفط في الأسواق العالمية".

الى ذلك، بحث مسؤولون فنزويليون وأميركيون في كاراكاس إمكانية تخفيف العقوبات النفطية على فنزويلا لكنهم لم يحققوا تقدما يذكر نحو التوصل إلى اتفاق في أول محادثات ثنائية رفيعة المستوى تجري بين الجانبين منذ سنوات مع سعي واشنطن إلى فصل روسيا عن أحد حلفائها الرئيسيين.

وتريد واشنطن أيضا إيجاد إمدادات نفط بديلة لسد الفجوة إذا كانت ستسعى إلى فرض مقاطعة لصناعة الطاقة في موسكو. ويمكن أن تعزز فنزويلا صادراتها من النفط الخام إذا خففت واشنطن العقوبات.

وجاء الاجتماع في الوقت الذي بدأ فيه توقف شريان الحياة المالي الفنزويلي لروسيا في ظل العقوبات المفروضة على موسكو في أعقاب الهجوم العسكري الذي شنته على أوكرانيا. واستغلت كراكاس المحادثات للضغط من أجل تخفيف العقوبات الأميركية.

من جهتها، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي يوم الأحد إن المجلس يدرس قانونا لحظر استيراد النفط الروسي وأن الكونغرس يعتزم اعتماد عشرة مليارات دولار هذا الأسبوع كمساعدات لأوكرانيا ردا على الغزو العسكري الروسي.

وأضافت أن "مشروع القانون سيحظر استيراد النفط ومنتجات الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة ويفسخ العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وروسيا البيضاء ويتخذ الخطوة الأولى لمنع روسيا من الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية".

وقدم أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من الجمهوريين والديموقراطيين، مشروع قانون الخميس لحظر واردات النفط الروسي. وكان بايدن قد أشار عشية ذلك إلى أنه "لم يتم استبعاد أي شيء" بشأن هذا الموضوع.

في المقابل، عبّر وزيرا الخارجية والمال الألمانيان الأحد عن رفضهما لفرض حظر على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا في إطار عقوبات جديدة مرتبطة بغزو أوكرانيا.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك لقناة ايه آر دي "يجب أن نكون قادرين على الاستمرار (في فرض العقوبات) بمرور الوقت". وأضافت أن فرض العقوبات سيكون "غير مجدٍ إذا اكتشفنا في غضون ثلاثة أسابيع أنه لم يتبق لدينا سوى أيام قليلة من التغذية بالكهرباء في ألمانيا وبأنه سيتعين علينا الرجوع عن هذه العقوبات".

ولاحقا قالت بيربوك لقناة زي دي إف "نحن مستعدون لدفع ثمن اقتصادي باهظ جدا" لكن "إذا انطفأت الأنوار غدا في ألمانيا أو في أوروبا، فهذا لن يوقِف الدبابات".

وبدا وزير المال الألماني كريستيان ليندنر مشككا أيضا وقال لصحيفة بيلد "يجب ألا نحد من قدرتنا على الصمود بمرور الوقت" معتبرا أن "اتخاذ قرار أحادي بشأن حظر" واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا "سيكون له تأثير سلبي على هذه القدرة".

من جهة ثانية قال ليندنر الأحد إن العقوبات الجديدة التي فرضتها مجموعة السبع على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا "ستؤثر قبل كل شيء على المتمولين" الذين "استفادوا من بوتين".

وأعلنت مجموعة السبع في بيان الجمعة عزمها على فرض "عقوبات جديدة صارمة" على موسكو "ردا على العدوان الروسي" على أوكرانيا.

وأكد بوتين السبت أن العقوبات المفروضة على بلاده أقرب الى "إعلان حرب"، حتى لو "لم نصل إلى ذلك بعد".