'النمر الأسود' يحقق وثبة على الطريق الى الأوسكار

الفيلم الثوري من زاوية إعادة الاعتبار للأقليات العرقية وتثمين دور النساء يفوز بأكبر تكريم في جوائز نقابة ممثلي الشاشة، ما يعزز حظوظه في أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية.

لوس أنجلوس (كاليفورنيا) - فاز فيلم "النمر الأسود" (بلاك بانثر) بالجائزة الكبرى من بين جوائز نقابة ممثلي الشاشة الأحد، في تتويج يعطي ملمحا عن حظوظ الفيلم الوافرة في الفوز بسباق الأوسكار في فبراير/شباط.

والفيلم الذي يتناول قصة أحد الأبطال الخارقين، يعد عملاً سينمائياً ذا طابع ثوري، بل ويختلف عن الأفلام الأخرى المناظرة له بشكلٍ كامل وعلى العديد من المستويات، كما يرى الناقد السينمائي نيكولاس باربر.

وعلى عكس اختيارات "مارفل" منذ بدأت قبل عقدٍ كامل في تقديم أفلامٍ تتناول أبطالها الخارقين بيض البشرة يهيمنون على أدوار البطولة، فيما تُسند أدوار الشخصيات المُساعِدة إلى أشخاصٍ سود البشرة أو ينتمون لأقلياتٍ عرقية، اختارت الشركة هذه المرة قلب المعادلة.

ويحمل الفيلم اسم شخصية ملكٍ أفريقي يُدعى "تي تشالا"، يجسد دوره الممثل تشادويك بوزمان. ويحظى هذا الملك بقوةٍ وسرعةٍ مذهلتيْن بفضل جرعةٍ من دواءٍ سحري ورداءٍ مدرع يغطي جسده بالكامل.

وذلك في حد ذاته يجعل الفيلم ثوري الطابع لكن مخرجه رايان كوغلر الذي شارك أيضا في كتابة السيناريو قرر المضي قدما وكسر حواجز أخرى، وأحاط البطل "تي تشالا" بممثلين مساعدين بيض البشرة وجعله يحارب وحوشا على الأراضي الأميركية.

وعلى عكس الصور النمطية لإفريقيا، يطرح الفيلم فكرة أن دولة أفريقية ربما تكون البقعة الأكثر سعادة وازدهارا وتطورا من الوجهة العلمية في العالم بأسره.

وإذا ابتعدنا قليلا عن مسألة الأصل العرقي لفريق العمل، فإننا سنلحظ أنه يضم عددا هائلا من الشخصيات النسائية ذات السمات المميزة والقدرة على الإمساك بزمام المبادرة والمباغتة وهو ما يجعل من "النمر الأسود" عملاً يختلف بشكل جذري عن أقرانه، في ما يتعلق بطبيعة الأدوار التي تُسند إلى ممثلات.

من جهة أخرى فاز الممثل رامي مالك بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الملحمة البوهيمية" (بوهيميان رابسودي).

وفازت الممثلة جلين كلوز بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "الزوجة" (ذا وايف).

وفاز ماهرشالا علي بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم الكوميدي "كتاب أخضر" (غرين بوك).

وفازت إيميلي بلانت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "ماري بوبينز تعود" (ماري بوبينز ريترنز).

ونقابة ممثلي الشاشة ورابطة فناني التلفزيون والراديو الأميركيين هي أكبر نقابة للممثلين في هوليوود، إذ تضم في عضويتها نحو 160 ألف فنان. وتجتذب جوائز نقابة ممثلي الشاشة اهتماما كبيرا من أكبر مجموعة تصوت للأفلام الفائزة بجوائز أكاديمية علوم وفنون السينما التي تمنح الأوسكار.

وخلال 23 عاما مضت لم يحصل سوى فيلم واحد على جائزة أوسكار أفضل فيلم دون أن يرشح لجائزة من نقابة ممثلي الشاشة وهو الفيلم الخيالي الرومانسي "ذا شيب أوف ووتر" العام الماضي.

لكن هذا السيناريو قد يتكرر هذا العام مع وجود عدة أفلام تتنافس على الأوسكار دون ورودها في ترشيحات جوائز نقابة ممثلي الشاشة مثل فيلم "روما" والفيلم البريطاني "المفضلة"(ذا فيفوريت) والفيلم الحائز على جولدن جلوب لأفضل فيلم كوميدي "كتاب أخضر"(جرين بوك).