النوم بشوارع إسطنبول يهدد مليوني شخص حال وقوع زلزال مدمر

رئيس غرفة المهندسين المدنيين بإسطنبول ينفي زعم أردوغان وجود عشرات الآلاف من الأماكن الصالحة لإيواء السكان أثناء حدوث كوارث طبيعية مدمرة، فيما يؤكد خبراء على أن عددها لا يتجاوز الـ100 وهو عدد يستحيل أن يستوعب مئات آلاف السكان.
أردوغان يعترف بمسؤوليته تجاه الكارثة التي جدت بإسطنبول

إسطنبول - أطلق خبراء ومختصون على خلفية الهزات التي شهدتها مدينة إسطنبول الخميس الماضي، تحذيرات تنبؤ بحدوث هزات ارتدادية في وقت لاحق، وسط توقعات بأن نحوم مليوني شخص سينامون بالشوارع حال وقوع زلزال مدمر.

وتستدعي توقعات الخبراء في هذا المجال قلقا كبيرا حول خطورة الوضع العمراني الخاطئ في المدينة في ظل اعتراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه المسؤول الأول عن الكارثة التي لحقت بالمدينة.

ونقل موقع 'أحوال تركية' تصريحات لأردوغان قائلا "أنا أيضا مسؤول عن المجزرة التي تعرضت لها مدينة أسطنبول".

وحذر الخبراء من أن حدوث الزلزالين الأخيرين أحدهما بقوة 5.7 والآخر 4.6 على مقياس ريختر، في نقطة النهاية لخطوط الصدع الخاصة بمنطقة كومبرغاز الواقعة ببلدة كوجوك جكمجه، يشير إلى مدى خطورة الوضع.

ويطلق على الجزء الممتد من خطوط صدع شمال الأناضول إلى بحر مرمرة وخطوط الصدع الثانوية المتصلة به، اسم "خطوط صدع بحر مرمرة".

وتؤكد نائبة مدير مرصد 'قنديلي' ومعهد بحوث الزلازل في جامعة 'بوغازاشي' الأستاذة المساعدة أصلي دوغرو، على أن الاهتزازات الارتدادية التي أعقبت الزلزالين ليست من نوع الهزات الارتدادية الصادمة، وإنما تشير التوقعات إلى حدوث هزات ارتدادية في وقت لاحق.

وإجابة على سؤال ما إذا كان الزلزال الذي حدث الخميس الماضي ارتدادا للزلزال الكبير الذي ضرب بحر مرمرة عام 1999، قالت دوغرو "نحن نتوقع زلزالا كبيرا في بحرة مرمرة، ومع ذلك فإنه لا يمكننا الجزم بأن الزلزال إنذار يسبق الزلزال الكبير، لكن يجب على الكل أن يحذروا".

وخلف زلزال 1999 بقوة 7.6 درجة امتد على مسافة 90 كيلومترا بمدينة أزمير جنوب شرقي إسطنبول، 17 ألف قتيلا.

ومنذ ذلك العام أجمع العلماء على تراكم طاقة خطوط صدع شمال الأناضول في بحر مرمرة، حيث يتوقع الباحثون نسبة لهذه المعطيات حدوث زلزال كبير في بحر مرمرة.

وبعد هذه التحذيرات التي تسبق الكارثة، بدء النقاش في تركيا حول أماكن تأوي السكان أثناء وقوع مثل هذه الكوارث الطبيعية.

وتحدث أردوغان عن وجود عشرات الآلاف من المناطق المخصصة لهذا الغرض في إسطنبول، لكن الخبراء ذكروا أن هذا العدد لا يتجاوز الـ100 مكان، مؤكدين على عدم وجود أماكن كافية لإيواء السكان، في ظل وجود مؤشرات تفيد باحتمال بقاء ملونين من سكان إسطنبول في الشوارع إذا وقع زلزال مدمر، وهو أمر غير مستبعد بحسب توقعات باحثين المجال.

ونفى رئيس فرع غرفة المهندسين المدنيين في إسطنبول البالغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، زعم أردوغان بوجود عشرات الآلاف من المناطق الصالحة لإيواء المواطنين أثناء وقوع الكوارث، مشيرا إلى أن مناطق مثل مالتبه ويني قابي التي تعتمد كمناطق يمكن اللجوء إليها حين يقع زلزال، هي نفسها معرضة للدمار الهائل وغمر مياه البحر حال وقوع زلزال.

ويؤكد سونا على أن هذه المناطق المذكورة، من المستحيل أن يهرع إليها السكان بسبب موقع وطبيعة هاتين المنطقيتين، حيث كانتا جزءا من البحر ووقع ردمهما وإقامة المباني المباني عليهما.

ويعكس ما أشار إليه سونا في تصريحاته هشاشة البنى التحتية لمدينة أسطنبول التي ترأس بلديتها أردوغان في 1994 إلى غاية 1998 مشيدا بإنجازاته.

ويرى محللون بأن مثل هذه الأحداث وإن كانت طبيعية، تختبر قدرة الحكومات على احتواء الكوارث، لكن الهزات التي ضرب بالأسبوع الماضي مدينة إسطنبول عرّت عجز حكومة أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في قيادة تركيا في أصعب الظروف.

وتتالت الأحداث التي أثبتت فشل حزب العدالة والتنمية في قيادة البلد بنجاح، فقد مرت تركيا بمرحلة صعبة ومضطربة منذ محاولة الانقلاب العسكري في تموز/يوليو 2016، تلتها اضطرابات سياسية تشكلت في استقالات متتالية لقيادة بارزة في حزب أردوغان رفضا لسياسته الخاطئة.

وتنذر هذه الاضطرابات بتفكك حزب الرئيس التركي، وهو ما قد يسبب أزمة سياسية تأزم تركيا فضلا عن أسوء الفترات التي كسرت انتعاشة الاقتصاد التركي وتدهور الليرة، ما خلف استياء كبيرا بالأوساط التركية.