
النيجر.. حرس الرئاسة ينقلب على الرئيس
نيامي/واشنطن- تسود حالة من التوتر الشديد نيامي عاصمة النيجر بعدما قالت مصادر أمنية اليوم الأربعاء إن الحرس الرئاسي يحتجز الرئيس محمد بازوم وعائلته في القصر الرئاسي، غير أن الرئاسة قالت إن الحرس بدأ "دون جدوى" حركة "مناهضة للجمهورية" وإن بازوم بخير، مضيفة ايضا في بيان أن الجيش مستعد لمهاجمة الحرس الرئاسي إذا لم يعد إلى صوابه.
ويشير هذا البيان إلى أن عملية احتجاز الرئيس محاولة للاستيلاء على الحكم بالقوة، في تطور نددت به الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بينما أعلن الرئيس الجزائر عبدالمجيد تبون تضامنه مع نظيره النيجري.
لكن البيان حذف في وقت لاحق وسط شكوك بشأن هوية من يتولى السيطرة. وسيطر الجنود على جميع الطرق المؤدية إلى محطة التلفزيون الوطنية التي كانت تعرض فيلما.
وجاء البيان بعدما ذكرت تقارير أن الحرس الرئاسي قطع الطرق إلى القصر واحتجز بازوم بداخله، مما أثار مخاوف من احتمال وقوع سادس انقلاب في غرب أفريقيا منذ عام 2020.
وعمد الحرس الرئاسي الذي يقف وراء محاولة انقلاب في النيجر، الأربعاء إلى تفريق متظاهرين مؤيدين للرئيس محمد بازوم في نيامي عبر إطلاق عيارات نارية تحذيرية بعد أن اقتربوا من المقر الرئاسي حيث يحتجز الحرس بازوم.
وعلى اثر تلك المعلومات، توالت ردود الفعل الدولية المنددة بمحاولة الانقلاب. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في منشور "يندد الاتحاد الأوروبي بأي محاولة لزعزعة الديمقراطية وتهديد الاستقرار في النيجر".
ونقلت فرنسا قواتها من مالي إلى النيجر العام الماضي بعد توتر علاقاتها مع المجلس العسكري هناك.
وعبرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) عن قلقها من أي محاولة للانقلاب ودعت الحرس الرئاسي إلى الإفراج عن بازوم. كما طالب الاتحاد الأفريقي من وصفهم بـ"الجنود الخونة" المتورطين بالتوقف فورا.
وطالبت الولايات المتحدة الأربعاء بإطلاق سراح بازوم. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في بيان "ندين بشدة أي محاولة لاعتقال أو لإعاقة عمل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في النيجر والتي يديرها الرئيس بازوم".
وأضاف "نطالب تحديدا بأن يفرج أعضاء الحرس الرئاسي عن الرئيس بازوم ويمتنعوا عن أي عنف"، مشددا على أن النيجر هي "شريك أساسي" للولايات المتحدة.

بدوره أدان الأمين العام للأمم المتحدة "بأكبر قدر من الحزم أي محاولة لتولي الحكم بالقوة" في النيجر، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك إن انطونيو غوتيريش "يدين بأكبر قدر من الحزم أي محاولة لتولي الحكم بالقوة والمساس بالحكومة الديمقراطية والسلام والاستقرار في النيجر ويدعو جميع الأطراف المعنيين إلى التزام ضبط النفس وضمان حماية النظام الدستوري".
ويتوجه رئيس بنين باتريس تالون إلى النيجر للقيام بوساطة بعدما عمد عناصر في الحرس الرئاسي إلى اعتقال رئيسها محمد بازوم في ما يبدو محاولة انقلاب، وفق ما أعلن رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو الأربعاء. وقال تينوبو إثر لقائه تالون في أبوجا "سيغادر إلى هناك الآن، إنه في طريقه" إلى النيجر. وتتولى نيجيريا راهنا الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وشهدت الدولة الواقعة في منطقة الساحل أربع عمليات انقلاب منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 وعدة محاولات أخرى للاستيلاء على السلطة، وقعت إحداها في عهد بازوم أيضا.
ومن شأن وقوع انقلاب عسكري في النيجر أن يؤدي لتعقيد الجهود الغربية لمساعدة دول منطقة الساحل في محاربة تمرد للجهاديين انتشر من مالي خلال العقد الماضي.
والنيجر حليف رئيسي للقوى الغربية التي تسعى للمساعدة في محاربة التمرد لكن تواجه عداء متزايدا من المجلس العسكري الجديد الحاكم في كل من مالي وبوركينا فاسو. كما أنها حليف رئيسي للاتحاد الأوروبي في الحرب على الهجرة غير النظامية من أفريقيا جنوب الصحراء.
وكانت الانقلابات السابقة في بوركينا فاسو ومالي مدفوعة بأسباب منها الإحباط من إخفاق السلطات في القضاء على تمرد متشددين إسلاميين يعصف بمنطقة الساحل، بما فيها النيجر.
وكانت هناك أيضا محاولة انقلاب فاشلة في النيجر في مارس/آذار 2021، عندما حاولت وحدة عسكرية الاستيلاء على القصر الرئاسي قبل أيام من أداء بازوم لليمين. وكان انتخاب بازوم أول انتقال ديمقراطي للسلطة.