الوباء يغير طريقة إلقاء أشهر تحية كويتية

تفشي فيروس كورونا يجبر الكويتيين على إلقاء السلام من بعيد بدلا عن 'حب الخشم' الذي يعكس الترحاب الشديد.
كورونا يلقي ظلاله بقوة على عادات وتفاصيل الحياة اليومية في الكويت
كورونا سجل إصابة في الكويت 1751، بينها 280 حالة شفاء و6 حالات وفاة

الكويت - فرض تفشي فيروس كورونا المستجد نفسه بقوة على عادات وتفاصيل الحياة اليومية في الكويت، التي تعيش حظرا جزئيا للتجوال ضمن تدابير مكافحة الوباء العالمي، منذ قرابة ثلاثة أسابيع.
وفي بلد اعتاد سكانه على أن يكون "حب الخشم" (ملامسة الأنف للأنف) دليلا على الترحاب الشديد، أصبحت التحية تقتصر على إلقاء السلام من بعيد، وباتت المصافحة التقليدية غير مرحب بها خشية من استمرار تفشي كورونا.
وبهذا الخصوص، قال المحلل الرياضي الكويتي عبدالرضا عباس إنه "من الضروري إيقاف المصافحة والتقبيل بشكل نهائي وأن نعود لزمن الأجداد، حيث كان السلام بإلقاء التحية فقط".
ورأى عباس، أن "إلقاء التحية عن بعد كاف سواء في هذه الفترة أو في الفترة التي ستليها لسلامة الجميع وللتقليل من انتشار الأمراض".
أما الكاتب الصحفي طارق الدريس، فقال إن "المجتمع الكويتي اعتاد على التحية بحب الخشم تعبيرا عن المحبة والألفة، لكنه في هذه الفترة استجاب إلى دعوات وزارة الصحة للاكتفاء بإلقاء التحية عن بعد".
وأضاف الدريس: "هناك دراسات اجتماعية ظهرت حديثا تنبأت بنشوء فوبيا المصافحة والنفور الاجتماعي بين الأشخاص لفترة من الزمن بعد انقضاء الفيروس".
واعتبر أن ذلك يمكن أن "يعيق التواصل الحقيقي بين الناس في حال استمرار معايشة فكرة الوباء وانغماسهم في تفاصيلها".
وتابع الصحفي الكويتي: "قلق وخوف الناس من المصافحة أمر مبرر في الوقت الحالي، ومن الطبيعي أن تقل نسبة المصافحة في هذه الظروف".

عادات الكويتيين في السلام
عادة ستصبح من الماضي بعد كورونا

ودعا إلى الاستغناء عن المصافحة والاكتفاء بإلقاء التحية فقط.
ورأى سعد الفضلي، وهو موظف بإحدى المؤسسات المحلية، أنه من المهم الابتعاد عن الاختلاط بالعائدين من السفر لأنهم الأكثر عرضة للمرض بسبب اجتماعهم مع العديد من الأشخاص حول العالم.
وأشار الفضلي إلى أن المجتمع تقبل حاليا إلقاء التحية من بعيد بدلا من "حب الخشم" والمصافحة التقليدية، ويرى أن في ذلك عنصر وقاية مهم من الإصابة بفيروس كورونا.
وضمن تدابير الوقاية من تفشي فيروس كورونا، وجهت منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في معظم الدول حول العالم، ومن بينها الكويت، إلى تجنب المصافحة والتقبيل واتباع قواعد التباعد الاجتماعي.
وأعلنت الكويت عن أول إصابة بكورونا في 22 فبراير/شباط الماضي، ليصل عدد الإصابات المسجلة حتى الأحد في البلاد 1751، بينها 280 حالة شفاء و6 حالات وفاة.
والشهر الماضي، أعلنت حكومة البلاد تمديد تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات حتى 4 أغسطس/آب المقبل، لمنع تفشي الفيروس.
وتجاوز عدد المصابين بالفيروس، حتى صباح الاثنين، مليونين و407 آلاف شخص في العالم، توفي منهم ما يزيد عن 165 ألفًا، فيما تعافى أكثر من 625 ألفًا.
وأجبر انتشار الفيروس على نطاق عالمي دولًا عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجماعة.